كيف نتعامل مع عالم دائم التغير؟، وما هي الطرق التي ستمكننا من المساهمة في تشكيل مستقبل العالم؟.. هذا ما أجاب عنه جيم كارول، المبتكر ومستشرف المستقبل العالمي، في جلسة ضمن فعاليات اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات في دورتها السادسة.
وقال «كارول» إن «المؤسسات والمنظمات الدولية ليست وحدها القادرة على تغيير العالم وتشكيل مستقبله، فكل فرد منا لديه القدرة على الابتكار والريادة وفقاً لما يراه في العالم من متغيرات ومسارات للنجاح».
وأضاف أن «عالمنا اليوم يسير بسرعة كبيرة جداً، فنرى الكثير من المستحدثات العلمية والتكنولوجية ترسم حياتنا يومياً ثم ما تلبث أن تأتي مكانها أخرى أحدث منها وأكثر تطوراً، وفي ظروف كهذه من الحكمة أن يستعد الإنسان بالمعارف والعلوم المفيدة وبذل الجهد في سبيل مواكبة عجلة التطور العالمية في كافة المجالات».
وفي جلسة بعنوان «المحطة القادة: المستقبل»، ذكر «كارول»: «يرى الخبراء والباحثون أن نسبة كبيرة من الأطفال دون سن المدرسة سيقودهم المستقبل إلى العمل في وظائف جديدة لم تكن موجودة عندما كانوا أطفالاً»، مضيفا أن نسبة كبيرة من العلوم والمعارف التي يحصل عليها طلبة الجامعات اليوم، تحتاج إلى تحديث وتغيير، فقد أصبح مقياس التنافسية العالية هو الحصول على المعلومات في الوقت المناسب، وبات ذلك من المعطيات الأساسية للنجاح ومواكبة المستقبل.
وتابع: «إذا كنا نفكر في المتغيرات التي يشهدها عالمنا اليوم، فإننا لا نستطيع قياس نجاحنا بما صنعناه في الماضي، فنجاحنا مستمد من سرعتنا وقدرتنا على التكيف مع التغيير، وهذا ينطبق على العمل الحكومي»، مشيرا إلى أن مستقبل الحكومات الناجحة مرتبط بقدرتها على استحداث الأفكار ومواكبة التغييرات في العالم، منوهاً بأن «ما نشاهده في أفلام الخيال العلمي قد يتحقق واقعاً بعد يوم أو أسبوع أو شهر، وسنراه يتجسد فجأة أمامنا مما يحتم علينا تعلم أساليب التعامل معه».
وذكر المبتكر ومستشرف المستقبل العالمي: «لقد أصبح الابتكار جزء هاماً من حياتنا، وعلينا جميعاً أن نتعامل معه كشرط مسبق للوصول إلى نتائج متميزة في أعمالنا، ومنها العمل الحكومي الذي يحدد استمرارية الدول وتحقيق مسيرتها نحو المستقبل».
وحدد «كارول» أهم الخطوات التي تسهم في مواكبة عصر السرعة وأولها: تحديد الاتجاهات الأساسية للمستقبل، وقضاء أوقات طويلة في تخيلها وتصورها، مشيراً إلى أن«الحقيقة الافتراضية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والسيارات ذاتية القيادة، لم تأـت من فراغ، بل كان هناك العديد من التحولات التي مرت بها كل هذه التقنيات حتى وصلت إلينا اليوم بشكلها الحالي».
وأضاف: «أما الخطوة الثانية فهي الاستثمار في العلم، المحرك الرئيس للتطورات التي نشهدها اليوم، في الطب والميكانيك والإلكترونيات وغيرها، فعندما نرصد مسار تطور صناعة السيارات، فإننا نرى أنها قد تغيرت بشكل كبير خلال فترة عشرة سنوات فقط، والخطوة الثالثة هي العمل على جمع البيانات واستثمارها وتصينفها وتحليلها مما يسهم في تسريع تحديد أبرز التغيرات المستقبلية في مختلف المجالات، بينما الخطوة الرابعة تتمثل في استنباط أنواع الوظائف والأعمال الجديدة، فليس هناك قطاع اليوم بمنأى عن التحول وفق التوجهات المستقبلية».
واختتم «كارول» حديثه بالتأكيد على أن هذه التغيرات السريعة أدت إلى انخفاض تكلفة توظيف التكنولوجيا الحديثة باستمرار مما يفتح المجال لتكنولوجيات أخرى بالظهور لتوفر حلولاً جديدة للتحديات المستقبلية مثل علوم الهندسة الجينية وعلم الجينوم.