في مدينة المحمودية التابعة لمحافظة البحيرة وفى ١٧ أكتوبر ١٩٠٦، ولد حسن عبدالرحمن البنا ونشأ في عائلة متدينة فحفظ نصف القرآن ودرس في مدرسة الرشاد ثم حصل على الإعدادية والتحق بمدرسة المعلمين في دمنهور وتخرج في دار العلوم عام ١٩٢٧ وعين مدرسا في المدرسة الابتدائية الأميرية في الإسماعيلية، إلى أن استقال عام ١٩٤٦م ليتفرغ لتأسيس جماعة الإخوان.
وفى الإسماعيلية أسس جماعة الإخوان المسلمين في مارس ١٩٢٨عمل البنا مندوباً لمجلة الفتح التي يصدرها محب الدين الخطيب، ثم أنشأ مجلة (الإخوان المسلمون) اليومية ثم أسس مجلة (النذير) وعهد بتحريرها لصالح عشماوي كما ترأس تحرير مجلة (المنار) بعد وفاة رئيس تحريرها الشيخ محمد رشيد رضا، في مساء الأربعاء ٨ ديسمبر ١٩٤٨ وعلى إثر تكرر عمليات اغتيال اتهم الإخوان بالضلوع فيها ومنها اغتيال القاضى الخازندار أعلن رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النقراشى حل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها.
وفى اليوم التالى بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات، ولما همّ الأستاذ حسن البنا أن يركب سيارة المعتقلين اعترضه رجال الشرطة قائلين: لدينا أمر بعدم القبض عليك ولكنه أصرّ على الركوب ثم أطلق سراحه، وصادَرت الحكومةُ سيارته الخاصّة، واعتقلت سائقه، وسحبت سلاحه المُرخص وقبضت على شقيقيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته وتتابعت الأمور سريعاً، حيث كان الأميرالاى محمود عبدالمجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية يُدبر أمر اغتيال حسن البنا، وقام باختيار من سيقومون بالمهمة ووضع سيارته الرسمية التي تحمل رقم ٩٩٧٩ تحت تصرفهم.
وفى الساعة الثامنة مساء السبت «زي النهارده» في ١٢ فبراير ١٩٤٩ خرج البنا من جمعية الشبان المسلمين برفقة رئيس الجمعية ودقّ جرس هاتف الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف، فسمع إطلاق الرصاص، فخرج ليرى البنا وقد أصيب بطلقات الرصاص وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، ويأخذ رقمها وكان البنا لايزال متماسكا رغم إصاباته القاتلة ثم نقله إلى مستشفى قصر العينى فخلع ملابسه بنفسه، مما جعل البعض يرجحون أنه ترك ينزف حتى الموت.
ولفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، أي بعد أربع ساعات ونصف من بدء محاولة الاغتيال، ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخرتين.