في الثامن عشر من يوليو ١٩١٨ وُلد الثائر الأفريقى نيلسون مانديلا في منطقة ترانسكاى في أفريقيا الجنوبية، وكان والده رئيساً لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفى ولايزال صغيراً، فتم انتخاب نيلسون خلفا له على رئاسة القبيلة.
وتلقى نيلسون دروسه الابتدائية في مدرسة داخلية عام ١٩٣٠، ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار لكنه فُصل من الجامعة في ١٩٤٠، بتهمة الاشتراك في إضراب طلابى، ثم عاش فترة دراسية مضطربة متنقلا بين الجامعات إلى أن تابع الدراسة بالمراسلة من جوهانسبرج، وحصل على الشهادة، ثم التحق بجامعة وايت ووتر ساند لدراسة الحقوق.
وكانت جنوب أفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصرى الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة السياسية أو إدارة البلاد، وبدأ مانديلا في المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب أفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء.
وفى ١٩٤٨ انتصر في الانتخابات الحزب القومى، وهو (حزب الأقلية البيضاء) ذو التوجهات والسياسات العنصرية، وفى تلك الفترة أصبح مانديلا قائداً لحملات المعارضة والمقاومة، وفى البداية دعا للمقاومة السلمية، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عُزل في ١٩٦٠، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر فتح باب المقاومة المسلحة، وفى ١٩٦١ أصبح رئيساً للجناح العسكرى للمجلس.
وفى فبراير ١٩٦٢ اعتُقل وحُكم عليه بخمس سنوات بتهمة السفر غير القانونى، والتدبير للإضراب، وفى ١٩٦٤ التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فُحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وخلال سنوات سجنه الثمانى والعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصرى.
وفي ١٠ يونيو ١٩٨٠ أمكنه إرسال رسالة للمجلس الأفريقى قال فيها: «اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبى ومطرقة المقاومة المسلحة سنسحق الفصل العنصرى»، وفى عام ١٩٨٥ عُرض عليه إطلاق سراحه مقابل وقف المقاومة المسلحة، فرفض، وبقى في السجن إلى أن تم إطلاق سراحه «زي النهارده» فى ١١ فبراير ١٩٩٠ عندما أثمرت جهود المجلس الأفريقى القومى والضغوط الدولية عن إطلاق سراحه، إلى أن صار أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وفى يونيو ٢٠٠٤ قرر التقاعد وترك الحياة العامة، لأن صحته لم تعد تحتمل أعباء المنصب.