«الابتكار والإبداع هو ما يميز بين القائد والتابع» مقولة لـ ستيف جوبز يمكن أن تلخص حياة «ابن القبطان» محمد العبار مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «إعمار العقارية»، وأحد أبرز العقليات الاقتصادية فى الوطن العربى، حيث بدأ «العبار» حياته المهنية بالحكومة الإماراتية بعد أن حصل على شهادة البكالوريوس فى إدارة الأعمال من جامعة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تكليفه بمهمة إدارة أموال واستثمارات الحكومة الإماراتية فى سنغافورة، ثم اختير لمنصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم دبى بعد أن أثبت جدارته فى المهمة الأولى. وتولى منصب رئيس مجلس إدارة مركز دبى التجارى العالمى، ليضع بصمته بابتكار فكرة مهرجان دبى للتسوق التى ساهمت بشكل كبير فى تنشيط السياحة الترفيهيه والتسويقية بإمارة دبى، كما تولى منصب مدير الدائرة الاقتصادية بإمارة دبى وعضو مجلس دبى التنفيذى وعضو مجلس دبى الاقتصادى وعضو مجلس هيئة الأوراق المالية والسلع فى الحكومة الاتحادية.
وساهم العبار بشكل محورى فى قطاعات العقارات والضيافة الفاخرة والتجزئة، حيث أسس شركة «إيجل هيلز»، وترأس إدارة شركة «تريد ويندز» الرائدة بمجال الضيافة والترفيه فى ماليزيا، كما أنه مؤسس شركة «آر إس إتش» السنغافورية التى تتولى تسويق وتوزيع وتجارة أكثر من 60 علامة تجارية عالمية فى 20 دولة حول العالم، وتم اختياره كعضو فى اللجنة التحضيرية لـ «معرض إكسبو دبى الدولى 2020»، كل هذه المناصب والمسيرة المهنية المشرفة تضع محمد العبار فى مصاف الشخصيات التى يقتدى بها الكثير من شبابنا العربى اليوم، خاصة وأن العبار من عشّاق الوطن العربى، وأعلن سابقاً فى أحد لقاءاته التلفزيونية أنه يغار على المواطن العربى ويحزن كثيراً عندما يرى التقدم فى مستوى الخدمات المقدمة للمواطن فى الدول المتقدمة بينما المواطن العربى محروم من تلقى مثل هذه الخدمات، ومن هنا قرر العبار بداية مسيرة حقيقية فى بناء حياة مختلفة ومتطورة للمواطن العربى فى كافة الأنحاء من خلال تأسيسه لشركة إعمار.
البداية الحقيقية
تُعد شركة إعمار العقارية التى أسسها محمد العبار عام 1997، واحده من أبرز شركات التطوير العقارى التى نوعت بين تميزها فى مجال التطوير العقارى السكنى والتجارى مع مراكز التسوق والضيافة عالميا، لتمتلك بذلك خبرات استثنائية تمكنها من رسم ملامح جديدة لأنماط الحياة العصرية الراقية عن طريق الاهتمام بالتصميمات الراقية وجودة البناء وتسليم المشاريع فى المواعيد المحددة، مما ساهم فى استحوذها على المرتبة الثانية عشر عربيا والـ801 عالميا فى تصنيف «فوربس» لأقوى الشركات عام 2017.
تتجسد الإمكانات الكبيرة التى تتمتع بها «إعمار» فى مجال تطوير المشاريع فى مختلف المعالم الاستثنائية التى قامت بتطويرها فى دبى وغيرها من الأسواق العالمية، لتصل قيمتها السوقية إلى 14.6 مليار دولار، وتُقدر أصولها بـ 26.2 مليار دولار، كما حققت حجم مبيعات بـ 3.7 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأولى من 2017، ووصل صافى أرباحها إلى 1.4 مليار دولار فى الوقت ذاته، محققه بذلك معدلات نمو بـ 21.15% فى المبيعات و23.8% فى صافى الأرباح مقارنة بنفس الفترة من 2016، وفيما يخص إيرادات الشركة على المستوى الدولى فقد وصلت معدلات النمو بها إلى 51% خلال نفس الفترة.
وتعتبر أعمال الشركة فى دبى بمثابة شاهد على الاتقان، الشديد والبراعة فى تنفيذ المنشآت وتطويرها، حيث اتسقت الرؤية الحديثة للشركة فى تنفيذ المشروعات التنموية، مع الرؤية الحديثة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبى، ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذى كان لتواجده على رأس إمارة دبى دوراً بارزاً فى التقدم الذى شهدته تلك المدينة العالمية إلى أن تحولت لمركز عالمى للتجارة والتسوق والسياحة.
وتعمل «إعمار» على تعزيز خبراتها فى تطوير المجمعات السكنية المتكاملة على المستوى الدولى لتتمتع اليوم بحضور قوى فى عدد من أهم الأسواق العالمية، حيث قامت بالإستحواذ على «جون لينج هومز» ثانى أكبر الشركات الخاصة الناشطة فى قطاع بناء العقارات بالولايات المتحدة الأمريكية، كما وسعت أعمالها لتمتد إلى الهند والأردن ومصر ولبنان والمغرب وباكستان والمملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا ونيجيريا والبحرين. وتتمثل أبرز المشاريع العالمية التى أنشأتها شركة إعمار فى مشروع «وسط مدينة دبى» الذى يُعد أكثر وجهات الحياة العصرية استقطاباً للزوار فى العالم، حيث يضم عدداً من أبرز معالم المدينة وفى مقدمتها «برج خليفة» و«دبى مول» و»دبى فاونتن»، بجانب مرسى دبى ومجمع الذهب والألماس والعاصمة الثقافية والتجارية بتركيا، كما قامت بتطوير مجموعة من أشهر المجمعات السكنية المتكاملة حول العالم مثل مشروع «ذا فيوز» بالهند، و«أب تاون كايرو» و«مراسى» فى مصر، ومشروع «سفيرة» فى المغرب.
الانطلاقة فى مصر
تستهدف شركة إعمار مصر خلق مجتمعات صحية وحيوية تجمع بين الرقى والفخامة تحت شعار «أهلا بك فى عالم إعمار.. أهلا بك فى منزلك المستقبلى»، حيث تميزت الشركة بأدائها الاستثنائى الذى حظى بثقة كبيرة من جانب المستثمرين فى البورصة، حيث وصلت قيمتها السوقية إلى 17.4 مليار جنيه مصرى، كما وصل مضاعف الربحية لها إلى 8.9 مرة.
وكشفت القوائم المالية لشركة إعمار مصر عن حدوث طفرة فى معظم مؤشرات الأداء المالى للشركة على مدار السنوات الثلاث الماضية، حيث قفزت أرباح الشركة من 845.7 مليون جنيه فى 2015 إلى 1.68 مليار جنيه فى عام 2016، محققة معدل نمو 98%، وواصلت الارتفاع لتسجل 1.45 مليار جنيه خلال أول 9 أشهر من 2017، بنمو 37% مقابل أرباح نفس الفترة من عام 2016 التى سجلت 1.06 مليار جنيه.
وعلى صعيد إيرادات الشركة فقد حققت زيادة بـ 23.8% لتصل إلى 4 مليارات جنيه فى 2016، مقارنة بـ 3.23 مليار جنيه خلال 2015، كما حققت إيرادات تقدر بـ 2.6 مليار جنيه خلال التسعة أشهر الأولى من 2017 بمعدل نمو 4% مقارنة بنفس الفترة من 2016.
واستمر إجمالى أصول الشركة فى التنامى لترتفع من 16.9 مليار جنيه فى 2015، لتصل إلى 20.5 مليار جنيه فى 2016 محققة نمو بنحو 21.3%، إلى أن استقرت فى 2017 عند 26.5 مليار جنيه بنهاية سبتمبر محققة معدل نمو بنحو 29.6% تقريباً خلال 9 أشهر فقط، وفيما يخص حقوق الملكية فقد ارتفعت من 6.6 مليار جنيه بنهاية 2015، لتصل إلى 7.8 مليار جنيه فى نهاية 2016 بزيادة 18.8%، ثم تزايدت إلى 9.8 مليار جنيه بنهاية سبتمبر 2017 محققة معدل نمو بنحو 25.6% خلال 9 أشهر.
وتمكنت شركة إعمار مصر من تحقيق 60% نمو فى حجم المبيعات بالسوق المصرى بنهاية الربع الثالث من 2017 ليمثل أعلى معدل نمو بين فروع شركة إعمار حول العالم، ويأتى ذلك مدعوما بالمشروعات المميزة التى أنشأتها الشركة فى السوق المصرى والتى تشمل كلا من مشروع «أب تاون كايرو»، الذى تتجاوز مساحته 4.5 مليون متر مربع، على مجمع للأعمال ومنتجعات ونوادى «سبا» وعدد من المرافق الترفيهية والرياضية المتكاملة، إضافة إلى ملعب للجولف ومجموعة من القرى السكنية مع مجمع «إعمار سكوير» الذى يحتضن أكبر مركز تجارى مفتوح فى مصر وفندق خمس نجوم.
كما تُقدم مشروع «ميفيدا»، الذى يمتد على مساحة تتجاوز 3٫8 مليون متر مربع، ليعطى مفهوماً مبتكراً للحياة السكنية فى مصر من خلال احتضانه وحدات سكنية أصغر حجماً بأسعار تنافسية وتشطيبات متكاملة وجاهزة للتأثيث، بالإضافة إلى مشروع «مراسى» الذى يُعد منتجع سياحى يمتد على مساحة 1.544 فدان فى منطقة سيدى عبد الرحمن والعلمين، ويتألف من سبع مناطق تنطوى على أسلوب حياة مميز، ويتكون من ثلاثة آلاف غرفة فندقية، ومرسى لليخوت، وملعب جولف، ومرافق صحية.
«بيوت الخير» مبادرة جديدة للشركة لتوفير وحدات سكنية لمحدودى الدخل فى مصر
تعمل «إعمار» على ترسيخ مكانتها كشركة رائدة عالمياً تهتم بالقضايا الإنسانية الملحّة، وتساهم فى دعمها من خلال العديد من المبادرات البنّاءة، بما ينسجم فى المضمون والأهداف مع القيم الإدارية للشركة وإلتزامها الجاد والمستمر فى تقديم كل سبل الدعم الممكن الذى يترك آثاراً إيجابية يستفيد منها المجتمع بشكل ملموس، وفى هذا الصدد قامت الشركة بتأسيس «مؤسسة إعمار الخيرية»، لترسخ بذلك مفاهيم المسئولية الاجتماعية وتصبح قيماً رئيسية ترتكز عليها كافة عمليات الشركة.
وتُعد مبادرة «بيوت الخير» من أكبر المشروعات التنموية الاجتماعية التى أطلقتها شركة «إعمار مصر» الشهر الماضى بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، وذلك حرصا من الشركة على تطبيق مبدأ التنمية المستدامة وتحسين الظروف المعيشية للأسر الأكثر استحقاقاً عن طريق بناء وتطوير وحدات سكنية اقتصادية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل ومشاريع توليد دخل فى الكثير من قرى ومدن المحافظات المصرية.
وفى هذا الصدد أشار محمد العبار رئيس ومؤسس شركة إعمار العقارية، إلى أن هذا المشروع توحيد حقيقى لجهود القطاع الخاص والمتمثل فى شركة «إعمار مصر» للتنمية والتى تولى اهتماما خاصا وعاجلا لكل ما يتعلق بالتنمية المستدامة، وقطاع العمل المدنى والمتمثل فى مؤسسة مصر الخير، والحكومة المصرية من أجل توصيل الدعم اللائق وتوفير سبل الحياة الكريمة للأسر الأكثر استحقاقا، موضحا أن الشركة ستقوم ببناء وحدة سكنية لكل أسرة مستحقة مقابل كل وحدة تبنيها «إعمار» فى مشاريعها بمصر، بالإضافة إلى مشاريع القروض المتناهية الصغر التى توجه لتمويل جهود التنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن يزور العبّار مصر خلال الأسبوع الجارى، ويعقد مؤتمراً صحفياً للإعلان عن تفاصيل هذا المشروع باعتباره أحد أبرز وأهم المشروعات الاجتماعية التى ينفذها القطاع الخاص فى مصر والشرق الأوسط بصفة عامة لتحسين المستويات المعيشية للمواطنين، وخاصة محدودى ومتوسطى الدخل.
وتنوعت المشاركة المجتمعية لشركة إعمار فى مصر خلال الفترة الماضية، لتشمل قوافل طبية فى العديد من المناطق المعدومة، وتوزيع بطاطين الشتاء فى شمال سيناء ومطروح والأقصر، بالإضافة إلى توزيع السلع الأساسية على الأسر الفقيرة بالتعاون مع بنك الطعام المصرى، بجانب دورها فى تحسين حياة أكثر من 7 آلاف شخص ببنى سويف.
وذكرت المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات أن مجموعة إعمار الإماراتية تعد أحد أهم 10 شركات أجنبية مستثمرة فى السوق المصرى على مدار العشرة أعوام الماضية، مؤكدة على أن استثمارات إعمار ساهمت فى توفير آلاف فرص العمل، ودفع معدلات النمو بالناتج المحلى الإجمالى.