السيسي في أسبوع: زيارة سلطنة عمان والإمارات.. وافتتاح مشروع الصوب الزراعية

كتب: أ.ش.أ الجمعة 09-02-2018 11:05

تعدد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، فقد تفقد مشروع منتجع الجلالة، وقام بزيارة لكل من سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز العلاقات وتوسيع التعاون، وافتتح المرحلة الأولي من مشروعات الصوب الزراعية المحمية بمدينة الحمام بمحافظة مرسي مطروح، وأجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس القبرصي.

واستهل الرئيس السيسي، نشاطه الأسبوعي، بتفقد مشروع هضبة الجلالة البحرية، واطلع على الموقف التنفيذي لهذا المشروع التنموي المتكامل، واستمع لشرح من القائمين على المشروع حول تطورات العمل به، حيث أشاد الرئيس بالجهد المبذول لإنجاز هذه المشروعات الكبرى وفقاً للبرامج الزمنية المقررة، وباتباع أفضل معايير الجودة، مؤكدا أهمية هذه المشروعات في ضوء مساهمتها الكبيرة في تحقيق التنمية، وإنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة جديدة، توفر حياة كريمة تليق بمصر المستقبل التي يتطلع الشعب المصري لبنائها.

وزار السيسي سلطنة عمان، حيث عقد جلسة مباحثات مع السلطان قابوس بن سعيد ضمت وفدى البلدين، أكد خلالها السلطان قابوس ما تتسم به العلاقات المصرية العمانية من تميز وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين من تاريخ طويل من المودة والتعاون المشترك.

وأشار السلطان قابوس إلى المكانة التي تحظى بها مصر وشعبها لدى الشعب والحكومة العمانيين، مثمناً دور مصر باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربي، ومؤكداً دعم بلاده الكامل لمصر ومساندتها في حربها على الإرهاب.

كما أكد السلطان حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، معرباً عن تطلعه لأن تساهم زيارة الرئيس السيسي في تعزيز أطر التعاون القائمة ودفعها إلى آفاق أرحب.

وأعرب السيسي من جانبه عن تقدير مصر، قيادة وشعباً، للمواقف المُقدّرة التي اتخذتها سلطنة عمان الشقيقة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد تجاه مصر وشعبها، وأكد تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائى مع سلطنة عمان في مختلف المجالات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وذلك من خلال اللجنة المشتركة بين الجانبين والمقرر عقد جولتها القادمة في مسقط.

كما تطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إذ توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة خاصة اليمن، وسوريا ولبنان والعراق، حيث أكد الجانبان أهمية الحفاظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمى وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.

وعرض الرئيس السيسي، للسلطان قابوس تطورات الأحداث في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن، مستعرضا التحديات التي واجهتها الدولة من ذلك التاريخ وما شهدته مصر من اضطرابات عنيفة على الساحة الداخلية مروراً بثورة 30 يونيو التي حافظت على هوية الدولة المصرية، ووصولاً إلى الإصلاح الاقتصادي وانطلاق عملية التنمية الشاملة في كل ربوع مصر وعلى كافة المستويات، مؤكدا أن ذلك ما كان ليحدث إلا بوعي وصبر الشعب المصرى العظيم، الذي وصفه بالبطل الحقيقي لتلك المرحلة.

واستقبل الرئيس السيسي بقصر العلم العامر مقر إقامته في العاصمة العمانية مسقط، فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العمانى لشئون مجلس الوزراء، حيث استعرض الرئيس السيسي ما تقوم مصر به من إجراءات لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات، مشيراً إلى المشروعات القومية التي تنفذها مصر والتى تتيح فرصاً استثمارية واعدة ومتنوعة في العديد من المجالات الامر الذي يجعل منها سوقا ضخمة لرجال الأعمال، ومعرباً عن التطلع لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وأشاد نائب رئيس الوزراء العمانى بخطوات الاصلاح الاقتصادي التي اتخذتها مصر خلال الفترة الماضية، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في تلك المجالات، وقد تم الاتفاق على دراسة إنشاء صندوق استثمارى مشترك بين الجانبين لهذا الغرض.

كما أكد نائب رئيس الوزراء العمانى تميز الجالية المصرية في عمان، وتمتعها بخبرات كبيرة في عدة مجالات أبرزها التعليم والثقافة، وأن السلطنة تحرص على معاملتهم كسائر المواطنين العمانيين.

وزار الرئيس جامع السلطان قابوس الأكبر، والذى يعد أكبر مساجد السلطنة وأحد المعالم الدينية والحضارية والثقافية، كما زار دار الأوبرا السلطانية، والتى تعد إحدى المؤسسات الرائدة في مجال الفن والثقافة في سلطنة عُمان.

وعقب ذلك، زار الرئيس متحف قوات السلطان المسلحة، والذى يوثق التاريخ العماني العسكري منذ فترة ما قبل الإسلام إلى عصر النهضة، ويعرض انجازات القوات المسلحة العمانية، ويبرز مراحل تطورها عبر العصور حتى العصر الحديث.

والتقى الرئيس السيسي بمقر إقامته بمسقط مجموعة من كبار رجال الأعمال العمانيين، حيث أشار الرئيس خلال اللقاء إلى ما يوفره السوق المصرية من فرص استثمارية كبرى، مستعرضاً التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادي والمالى، وتطوير البنية الأساسية وزيادة مصادر الطاقة، فضلاً عن الإجراءات التي تم اتخاذها لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات. وعرض الرئيس ما يجرى تنفيذه في مصر من مشروعات قومية كبرى، مؤكداً أن ما تشهده حالياً مصر من تقدم وتطور يرجع بالأساس إلى رغبة وإرادة الشعب المصرى وإصراره على تحقيق التقدم والنمو والحفاظ على الاستقرار.

ورحب رجال الأعمال العمانيين بزيارة الرئيس السيسي للسلطنة، مؤكدين حرصهم على زيادة استثماراتهم في مصر في ضوء ما يلمسونه من تغير وتنام للاقتصاد المصري، كما أشادوا بخطوات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة المصرية ومساهمتها في تحسين مناخ الأعمال، وتم خلال اللقاء التباحث حول آفاق التعاون مع الشركات االعمانية.

وتوجه الرئيس السيسي إلى أبوظبي في زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم عقد جلسة مباحثات ضمت وفدى البلدين، رحب خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس السيسي، معربين عن خالص اعتزازهما بالعلاقات الوثيقة والروابط الأخوية التي تجمع الدولتين والشعبين الشقيقين، كما أكدا حرصهما على تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة.

وأكد الرئيس السيسي، ما تمثله العلاقات بين مصر والإمارات من نموذج مثالي للتعاون الاستراتيجي البناء بين الدول العربية، ومشيداً في هذا الإطار بدور دولة الإمارات الفعال في تعزيز أطر التضامن والعمل العربي المشترك.

وتناولت المباحثات بين الجانبين تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وسبل تطويرها، وذلك استمراراً لمسيرة التعاون المثمر بينهما، كما تم استعراض آخر المستجدات على صعيد القضايا الإقليمية والملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية التصدى بحزم لظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، وتعزيز العمل العربى المشترك في هذا الاطار لمكافحة تلك الآفة التي باتت خطراً يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعم دولة الإمارات ومساندتها لمصر في حربها ضد الإرهاب، باعتبارها مركز ثقل الأمن والاستقرار في الوطن العربي.

كما أكد الجانبان حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور المكثف بينهما ومع الدول العربية الشقيقة للتصدى للتحديات والأزمات التي تواجه الأمة العربية، والتصدى للتدخلات في الشؤون الداخلية لدولها على نحو يستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على أمن الخليج مشدداً على أنه يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.

وأعرب الجانبان عن دعمهما لجهود التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تعانى منها المنطقة، مشددين على دعم سيادة تلك الدول وحكوماتها المركزية على أراضيها والحفاظ على وحدتها وحماية مقدرات شعوبها، وبناء المؤسسات الوطنية بها وتعزيز تماسكها.

وعلى صعيد النشاط الداخلي، أكد الرئيس السيسي، ما تسهم به الصوب الزراعية وأساليب الزراعة الحديثة في زيادة الإنتاج الزراعي وترشيد استخدام المياه، كما أكد ضرورة التوسع في استخدام نظم الري الحديثة وترسيخ ثقافة ترشيد المياه، ووجه بالمضي قدماً في إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الخاصة بمشروع الصوب الزراعية.

ودعا الرئيس السيسي القطاع الخاص إلى مشاركة الدولة في هذه المشروعات واستئجار أي أعداد من الصوب لزراعتها، موضحاً أن حرص الدولة على تولي تنفيذ تلك المشروعات التنموية يأتي في إطار ما تحتاجه من بنية أساسية ضخمة يستلزم تنفيذها من جانب القطاع الخاص سنوات طويلة، مؤكدا أن مشروع الصوب الزراعية يهدف في المقام الأول إلى زيادة المعروض من المنتجات الزراعية بهدف سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، مشيراً إلى أن التصدير سيأتي عقب الوفاء باحتياجات السوق المحلي.

جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس السيسي المرحلة الأولى من مشروعات الصوب الزراعية المحمية بقاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام بمحافظة مرسي مطروح، حيث وجه الرئيس الحكومة بدراسة كافة البدائل المتاحة لتوفير غطاء تأميني لعمال اليومية، مشيراً إلى أهمية إعداد الأطر واللوائح القانونية المنظمة لذلك بما يحمي حقوق هؤلاء العمال، كما وجه بتشجيع المجتهدين والمتميزين من الشباب وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعاتهم، ولاسيما بالحرف المختلفة التي تراجعت بمصر وتحتاج إلى إعادة إحيائها، مشيراً إلى تخصيص البنك المركزي لمليار جنيه لتشجيع الابتكار.

وتطرق الرئيس السيسي إلى مشروع محور المحمودية المقرر تنفيذه بمحافظة الاسكندرية، مشيراً إلى أن المشروع يعد محوراً تنموياً متكاملاً يلبي مطالب التوسع والتنمية للمحافظة، ووجه في هذا الإطار بتذليل كافة العقبات التي تواجه تنفيذ مشروع المحور والانتهاء منه خلال عام من الآن.

وتناول الرئيس أيضاً مشاريع بشاير الخير 2 و3 التي تضم نحو 15 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل بالاسكندرية، والتي تقيمها الجمعيات الأهلية بالتعاون مع البنوك وصندوق «تحيا مصر»، حيث وجه بالعمل على الانتهاء من هذه المشروعات قبل نهاية العام الجاري، منوهاً إلى امكانية تنظيم زيارات للمدارس للتعرف على المشروعات الخيرية وترسيخ مبدأ الإيثار.

وتأتي المرحلة الأولي التي تم افتتاحها اليوم في إطار المشروع القومي لإنشاء 100 ألف فدان من الصوب الزراعية المحمية بواسطة الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ويعد هذا المشروع هو الأكبر في مجال الصوب الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك، فضلاً عن تعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة للأنشطة الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الري.

واستمع الرئيس إلى كلمة وزير الزراعة، الذي عرض الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للقطاع الزراعي، والمحاور التي تعمل عليها الوزارة من أجل تطوير الإنتاج الزراعي، والتي تشمل تطوير منظومة الري والتقاوي والتوسع في استخدام أساليب الزراعة الحديثة واختيار الاصناف الزراعية قليلة استهلاك المياه.

وأشار الوزير إلى أن استخدام الصوب الزراعية يعظم الاستفادة من وحدة الأرض والمياه، ويعزز من الإنتاج ويساعد على زيادة تصدير المنتجات الزراعية المصرية، منوهاً إلى العدد الكبير من فرص العمل التي يوفرها هذا المشروع.

كما ألقي رئيس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية كلمة استعرض فيها المراحل المختلفة لتنفيذ المشروع، المزايا التي تُحققها الصوب الزراعية من حيث ترشيد استخدام مياه الري وزيادة الإنتاجية الزراعية، موضحاً أن المرحلة الأولي من المشروع وفرت نحو 40 ألف فرصة عمل للشباب، وأن مساحة كل صوبة زراعية تتراوح ما بين فدان واحد و12 فداناً.

كما عرض رئيس الشركة الوطنية للزراعات المحمية الخطوات التنفيذية لإنشاء المشروع، والتي شملت الإطلاع على التجارب المماثلة بالدول المختلفة، مشيراً إلى التعاقد مع شركات اسبانية وصينية للحصول على التكنولوجيا اللازمة.

وقام الرئيس السيسي عقب ذلك بافتتاح المرحلة الأولي من المشروع عبر الفيديو كونفرنس بقرية الأمل بشرق القناة، وكذا وضع حجر الأساس بموقعي العاشر من رمضان وأبوسلطان. ثم شاهد فيلماً تسجيلياً عن مختلف جوانب ومحاور المشروع.

وقام الرئيس في نهاية مراسم الافتتاح بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع واستمع إلى شرح على ماكيت تضمن وصف الموقع العام والأعمال الهندسية والإنشائية للمشروع بمدينة الحمام، ثم تفقد عددا من الصوب الزراعية بالموقع.

وفي ختام نشاطه الأسبوعي، أجرى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفيا بنظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، تم خلاله استعراض أوجه التعاون المشترك، خاصة متابعة تنفيذ المشروعات التي تم الاتفاق عليها سواء على المستوي الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثى مع اليونان.

ووجه الرئيس السيسي التهنئة لنظيره القبرصي بمناسبة إعادة انتخابه مؤخراً، معرباً عن خالص تمنياته له وللشعب القبرصي الصديق بدوام التقدم والازدهار.