قُتل أكثر من 100 جندى من الجيش السورى والقوات الموالية له، أمس، فى غارات وقصف صاروخى ومدفعى شنتها قوات أمريكية على القوات السورية فى محافظة دير الزور شرق سوريا، وهو ما نددت به دمشق، واعتبرته «عدوانا جديدا».
وقال مسؤول أمريكى إن الهجوم جاء «دفاعا عن النفس»، حيث إن الميليشيات الموالية للرئيس السورى، بشار الأسد، بدأت بإطلاق قذائف المدفعية والدبابات على «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة، والتى تلاحق المسلحين التابعين لتنظيم «داعش» شرقى نهر الفرات، فيما تنشط القوات الحكومية على الجانب الآخر من النهر حول مدينة دير الزور.
وأوضح المسؤول، الذى رفض الإفصاح عن هويته، أن القوات الموالية للنظام كانت فى تشكيل كبير تدعمه المدفعية والدبابات وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق، فضلا عن مدافع الهاون، وأن نحو 20 إلى 30 طلقة مدفعية سقطت على بُعد نحو 550 مترا من مقر قوات الدفاع الذاتى، وأن نحو 100 «مهاجم» قُتلوا، فيما كشف عدد من المسؤولين الأمريكيين أنه لم يُصَب أو يُقتل أى أمريكى فى الهجوم.
وأضاف المسؤول العسكرى أن قوات التحالف لاحظت حشدا بطيئا للقوات الموالية لدمشق، طوال الأسبوع الماضى، وكشف أن مسؤولى التحالف كانوا على تواصل تام مع نظرائهم الروس قبل وخلال وعقب الهجوم، وأن المسؤولين الروس أكدوا أنهم لن يتعرضوا لقوات التحالف فى المنطقة المجاورة، وأوضح المسؤولون أن القوات الموالية للحكومة السورية كانت تحاول كما يبدو استعادة الأراضى، التى حررتها قوات سوريا الديمقراطية من مقاتلى «داعش»، فى سبتمبر الماضى، بما فى ذلك حقول النفط فى خوشام.
وفى المقابل، أعلن التليفزيون السورى أن التحالف الدولى قصف قوات الدفاع الشعبى التى تقاتل «داعش»، وقوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات، ووصف الهجوم بأنه «عدوان جديد» و«محاولة لدعم الإرهاب»، وأن «العشرات قُتلوا وأُصيبوا».
وذكر «المرصد السورى لحقوق الإنسان» أن الإصابات بين قوات الحكومة السورية أقل مما ذكره التحالف، وأوضح أن القصف الأمريكى «الجوى وبصواريخ أرض أرض» من جهته أسفر عن مقتل 45 عنصراً، غالبيتهم من مقاتلى العشائر الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام ومسلحين أفغان، مشيراً إلى أنه تسبب أيضاً فى تدمير أسلحة ثقيلة من دبابات ومدافع وآليات.
نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إن الهدف النهائى للولايات المتحدة فى سوريا ليس محاربة «داعش»، لكن الاستيلاء على أصول اقتصادية، وأضافت الوزارة أن المقاتلين السوريين الذين استهدفهم التحالف الدولى لم ينسقوا أنشطة استطلاعهم بشكل مسبق مع روسيا.
وفى غضون ذلك، أعلن الكرملين فى بيان، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان اتفقا على تعزيز التنسيق بين جيشى البلدين فى سوريا، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، إنه يجرى بحث عقد قمة بين زعماء روسيا وتركيا وإيران فى اسطنبول حول سوريا، وأفاد مصدر فى الرئاسة التركية بأن بوتين وأردوغان اتفقا على عقد القمة الثلاثية، وأن موعدها سيُحدد فى وقت لاحق.
وقال النائب فى البرلمان الروسى، فرانز كلينتسفيتش، إن الضربة الجوية «عمل من أعمال العدوان»، وأضاف: «أعمال التحالف لا تتماشى مع الأعراف القانونية، وهى عدوان بلا أدنى شك».
وكانت واشنطن قد شنت، فى إبريل الماضى، هجوما صاروخيا استهدف مطار الشعيرات العسكرى، ردا على تعرض مدينة خان شيخون السورية لهجوم بالأسلحة الكيماوية، شنته مقاتلات سورية انطلقت من القاعدة، وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
فى سياق متصل، قال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردى، نورى محمود، إن القوات التركية قصفت مدرسة ابتدائية ومحطة للمياه فى عفرين شمال سوريا، فيما اعتبرت تركيا تصريحات وزير الخارجية الفرنسى، جان إيف لودريان، والتى حمّل فيها أنقرة مسؤولية مقتل أى مدنى، أثناء العملية التى تشنها فى سوريا، «مؤسفة» و«لا أساس لها».
وقال ممثل منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، المعنى بحرية الإعلام، أرليم ديزاير، إن احتجاز مئات الأشخاص بسبب انتقاد عمليات الجيش التركى فى عفرين غير مقبول.
واعتبر وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، أن واشنطن تريد إفساد العلاقات المتنامية بين تركيا وإيران، مشيرا إلى أن عملية عفرين مؤقتة.
ونشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية شهادة لمقاتل «سابق» فى داعش، قال فيها إن القوات التركية جنّدته مع زملائه ودرّبتهم من أجل الهجوم على أهداف كردية فى عفرين.
وقال نائب وزير الخارجية الروسى، أوليج سيرومولوتوف، إن الأوضاع فى عفرين مفتعلة، بما فى ذلك تصرفات الجانب الأمريكى.
وقُتل ٣٦ مدنيا، وأُصيب 125، أمس، فى غارات جديدة لقوات النظام، استهدفت مناطق عدة فى الغوطة الشرقية المُحاصَرة قرب دمشق. وتواصل قوات النظام، لليوم الرابع على التوالى، قصفها العنيف لمناطق عدة فى الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. وأعربت تركيا عن قلقها من «تصعيد القوات السورية هجماتها على منطقة غوطة دمشق الشرقية».
فى غضون ذلك، قال قائد القوات البحرية الروسية، فلاديمير كوروليوف، إن السفن الروسية وجهت أكثر من 10 ضربات صاروخية، أطلقت خلالها أكثر من 100 صاروخ، ودمرت أكثر من 80 موقعا للجماعات المسلحة، منذ بدء العملية الروسية فى سوريا.
وأشاد بالتجربة الأولى لاستخدام مجموعة حاملة الطائرات التابعة للبحرية الروسية فى تاريخ القوات، قائلا: «تم تنفيذ أكثر من 400 طلعة جوية من متن حاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف)، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 1300 موقع للجماعات المسلحة غير المشروعة».