ألقى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة روحية بمقر كنيسة التجلي بمركز «لوجوس البابا» بدير القديس الأنبا بيشوي في وادي النطرون، قدم فيها العديد من النصائح للاقباط قبل بدء الصوم الكبير، الذي يبدأ 12 فبراير الجاري، وجاءت العظة الروحية تحت عنوان «أركان الحياة الروحية في فترة الصوم». وترأس البابا صلاة القداس الإلهي، بمشاركة رهبان الدير وسكرتاريته الخاصة وبحضور المئات من الشعب القبطى.
وحذر البابا الأقباط من الشكليات في فترة الصوم قائلاً إن فترة الصوم الكبير هي فترة مكاشفة مع النفس، وفترة للجلوس بينك وبين نفسك وتكون صادقاً وهي فترة الصوم الكبير، كما حذر من تداول أفكار اليأس والشك والإحباط وأفكار التخويف من المستقبل، قائلًا: «احترس من هذه الافكار التي تجعلك بدون تركيز ودى أشكال من الحروب الشيطانية».
وتناول البابا خلال العظة معانى الحياة الروحية وأركانها قائلاً: «الركن الأول هو التلمذة المستمرة، والركن الثانى هو الاعتدالية، وهى إن الله خلقك عاملاً، وعاملاً تعنى أن تكون حراً ومبدعًا وتعمل، وليس المقصود عملنا الذي نتقاضى عليه أجر آخر الشهر، أنت يا إنسان لازم يكون لديك حيوية العمل، ولازم إيدك تتعلم أن تعمل باعتدالية، لأن اليد في الكتاب رمز العمل لأن نفس اليد التي تطبطب بها هي نفس اليد التي ممكن أن تصفع به بالقلم، لذلك أنت تحتاج أن تكون معتدلاً، وكلنا نعرف المحاربات اليسارية واليمينة التي ممكن أن نتعرض لها في طريقنا لذلك الاعتدالية هي أحد سمات الحياة الروحية، يعنى ممكن يأتي شخص يقول (أنا سأصوم إنقطاعي كل الأيام ويبدأ ولكن لا يستطيع ان يكمل)».
وتابع: «الركن الثالث هو العبادة الذي يكمل معنى الحياة الروحية، فإن الله خلقك عابداً، وهى تعنى أن فيك جزء خاص للعلاقة بينك وبين الله وهى القلب ويصير قلبك الذي لا يراه أحد ممكن يعرفك من عينيك لكن قلبك ملكك أنت والهك، ويحتاج قلبك ان يكون روحانياً فلابد ان يكون في حالة استمرار باتصال مع الله من هنا جاءت صلوات أجبية وصلوات مزامير واصوام ومناسبات والخريطة الكنسية الكاملة لكى تخلق اتصال يومى ودائم بالله وهذه اول خطوة لاستعدادنا في هذة الحياة خلال الصوم لنفهم معنى الحياة الروحية».
وحذر البابا الأقباط من الشكليات في فترة الصوم قائلاً: «فترة الصوم الكبير هي فترة مكاشفة مع النفس فترة للجلوس بينك وبين نفسك وتكون صادقاً وهي فترة الصوم الكبير، واحترس من الشكليات، أي احترس أن يكون قلبك بلا حب، وليس في كمية الحب الإلهى، احترس أن يكون قلبك لحمى أو حجرى وبلا حب، أو الحب به ضئيل، واحترس أن تكون نفسك بلا مشاعر».
وأضاف: «نحن نلاحظ الشخص الذي يعمل في البناء قد يكون بلا حذاء لسهولة حركته ومن كثرة حركته على الحجارة والزلط والأسمنت تتكون طبقة جلدية لا يشعر بها، فاحترس أن تكون نفسك بلا مشاعر وبلا إحساس وقد تغيب الابتسامة عنك فترة الصوم».
وتابع: «احترس أن يكون جسدك بلا تعب، فجسدك يكون مرتاح، يأكل في أي وقت ينام في أي وقت بفوضوية كبيرة ربما بعض العادات التى تعود عليها الإنسان في فترة الصوم لا يقدر أن يفعلها، فاحترس أن يكون جسدك بلا تعب فالله يحسب لك قطرات العرق وحتى قطرات الدموع وما أجمل أيقونه المسيح المرسومة في دمعة إنسان تائب التي تخرج من أعماقة ومن داخله مثل داوود النبي عندما قال من الأعماق صرخت إليك يارب».
وأضاف: «احترس من الثعالب الصغيرة التي تسرق من الإنسان بدون أن يدري، مثل الثعلب الذي يدخل لمزارع العنب ويأكل الكرم وصاحب الكرم لا يدرى بشيء، وتتحول مزرعة الكرم إلى مزرعة ثعالب وتصبح حياة الإنسان مليئة بالسقوط والثعالب الصغيرة مثل الانشغالات الزائدة، فداوم على الاعتراف ولا تقول لا يوجد وقت احترس من عواطفك المشتتة وعقلك يكون مثل الميدان».
وحذر من «الأفكار المظلمة وهى أفكار اليأس والشك والإحباط وأفكار التخويف من المستقبل، احترس من هذه الافكار التي تجعلك بدون تركيز ودى اشكال من الحروب الشيطانية واحترس ايضا من افكار عدم الايمان وان الله هو الذي يقود هذه الحياة وهو الذي يدبر حياتنا اليومية حياة كنيستى ووطنى. احترس من الافكار التي تجعلك تنجرف للظلام كل هذه نسميها الثعالب الصغيرة، اجلس مع نفسك وابحث عن الثعالب الصغيرة في حياتك وفى قلبك وفى فكرك المفسدة للكروم حسب تعبير الكتاب.