عبرت خمس قوى عالمية صاعدة عن اعتراضاها الخميس على الغارات الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في ليبيا وحثت على إنهاء القتال الذي يتزامن مع اضطرابات في أجزاء أخرى من العالم العربي.
وكانت حملة القصف الجوي التي فوضت الأمم المتحدة بشنها على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي لحماية المدنيين إحدى القضايا المطروحة على الطاولة حين اجتمع زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في جنوب الصين في قمة انعقدت ليوم واحد.
وفي حين عبرت هذه الدول عن قلقها بشأن الوضع في ليبيا فإن قوة تصريحات الزعماء تفاوتت مما يشير الى أنهم لم يخرجوا من القمة بموقف موحد.
وقال الزعماء في بيان مشترك صدر عقب القمة التي عقدت في منتجع سانيا «يساورنا قلق عميق إزاء الاضطرابات في مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغرب إفريقيا».
وأضاف البيان «نتشارك في مبدأ ضرورة تجنب استخدام القوة» وحثوا على التوصل الى تسوية سلمية للصراع في ليبيا وأشادوا بجهود الوساطة التي يقوم بها الإتحاد الافريقي والتي رفضها المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين لأنها لا تتضمن رحيل نظام الزعيم الليبي معمر القذافي بل إجراء إصلاحات في نظامه الذي يحكم البلاد منذ عام 1969.
ومضى البيان يقول «نؤيد وجهة النظر التي تقول إن على جميع الأطراف حل خلافاتهم من خلال السبل السلمية والحوار».
وأشار مصدر الى أن الزعماء عبروا عن قلق أكبر خلال مناقشاتهم المغلقة. وقال مصدر حكومي شارك في الاجتماع «الزعماء جميعهم أدانوا حملة القصف».
غير أن التصريحات التي أدلى بها الزعماء عقب القمة تشير الى خلافات بشأن كيفية التعامل مع الصراع الذي أثار احتمال أن تقسم ليبيا وأن يمزقها الصراع مما دفع أسعار النفط الى المزيد من الارتفاعات في الآونة الأخيرة.
وبدأت الطائرات الحربية الغربية هجماتها على ليبيا الشهر الماضي لكن القذافي يرفض الإذعان لدعوات من المعارضة المسلحة وحكومات أخرى تطالبه بالتنحي وتواصل قواته القتال ضد معارضيه.
وكانت الصين وروسيا والهند والبرازيل امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 في 17 مارس الذي أجاز شن غارات جوية. وكان بوسع روسيا والصين استخدام حق النقض «فيتو» على هذا القرار بوصفهما عضوين دائمين في مجلس الأمن.
وصوتت جنوب إفريقيا لصالح القرار. لكن خلال زيارة لطرابلس يوم الأحد دعا رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما حلف شمال الأطلسي إلى وقف الغارات.
وأشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى أن الحكومات الغربية التي تدعم حملة القصف الجوي على ليبيا قد تجاوزت تفويض الأمم المتحدة. وقال للصحفيين المرافقين له في رحلته «اتفقنا على (..) إغلاق المجال الجوي (فوق ليبيا) ومنع تصعيد الصراع، ما النتيجة التي حصلنا عليها؟ عملية عسكرية».
واستطرد قائلا «لكن القرار لا ينص على أي شيء بهذا الخصوص». وأضاف «القرار صحيح تماما لكن على الدول أن تنفذ القرارات دون أن تحاول تجاوز التفويض».
وقال رئيس وزراء الهند مانموهان سينج «هذه التطورات.. وتبعات المأساة الضخمة التي تعرضت لها اليابان تطرح شكوكا جديدة حيال عملية تعافي الاقتصاد العالمي».
ولم يأت الرئيس الصيني هو جين تاو على ذكر ليبيا في تصريحاته لوسائل الإعلام.