«الخرباوي»: جمال عبدالناصر لم يكن «إمّعة» ليبايع «الإخوان»

كتب: أحمد يوسف سليمان الخميس 08-02-2018 01:25

شهدت قاعد سيد حجاب، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مساء أمس، ندوة لمناقشة كتاب القيادي الإخواني السابق واالكاتب ثروت الخرباوي، بعنوان «هل كان جمال عبدالناصر إخوانيًا؟»، وهو الكتاب الصادر عن مؤسسة أخبار اليوم.

وأوضح «الخرباوي» أنه في رمضان الماضي، التقى د. علاء عبدالهادي، رئيس تحرير «أخبار اليوم»، وسأله عن رأيه في مسلسل «الجماعة» للكاتب وحيد حامد، وعن هل كان عبدالناصر إخوانيًا بالفعل، فأجابه «الخرباوي» بأن له بحثا في هذا الموضوع لم يخرج إلى الحياة، فرحّب «عبدالهادي» بنشره. وأضاف ثروت الخرباوي: «أنا مش معني إني أرد على الأستاذ وحيد حامد بالنقد أو النفي، لكن أنا أريد من بحثي إعادة إحياء العقل العربي مرة أخرى، وهذا بإحياء العقل المصري، لأنه القائد والزعيم».

وتابع «الخرباوي» أن هناك العديد ممن يسيئون إلى رموزنا الوطنية والدينية، موضحًا: «لما أسمع د. يوسف زيدان وهو كاتب بارع وأسلوبه مميز في الكتابة، لكن لما يتكلم عن أنه إحنا مش بنفكر كويس، ده صح، لكن إنه يقول القرآن له 11 ألف قراءة، فهذا غير صحيح».

وعن رواية انتماء «عبدالناصر» إلى جماعة الإخوان، والتي قال عنها «الخرباوي»، إن «الإخوان قالوا إن عبدالناصر التقى عبدالرحمن السندي، رئيس التنظيم السري، في أحد المنازل، وأدخله إلى حجرة بها (طبلية) ومصحف ومسدس، والتقى رجلًا يرتدي قناعًا، ثُم قيل له (بايع يا عبدالناصر جماعة الإخوان، وقول إن من حق الجماعة إنها تحل دمك وتقتلك لو خالفت أمرها)، فبايع وخرج، وقد قالوا إن من كان معه هو خالد محيي الدين، ومرة يقولون إنه أحمد كمال الدين، وتارة حسين حمودة».

ويشير «الخرباوي» إلى أنه علينا التفكير في كل تلك التفاصيل، فهل كان «عبدالناصر» شخصية إمّعة تابعة؟ وهل كانت لديه رؤية إسلامية وحريص على الخلافة الإسلامية؟، وهو مشروع حركات الإسلام السياسي كلها، ثم علينا النظر كذلك إلى نسبه فهو سليل «بني مُرّة»، والذين كانوا مقاتلين عرب أشداء، فكل تلك المعطيات والتي يتناولها الكتاب بتفكير منهجي تدحض شيئًا فشيئًا تلك الرواية.

ونوّه د. صفوت حاتم بمجموعة من الدروس التي استقاها من الكتاب، وهي طريقة التفكير العلمي، ففي بداية الكتاب يحدد الكاتب طريقته في التفكير العلمي، وهو المنهج القانوني بطبيعة عمله، وهو منهج عقلاني ومنطقي وذهني، مشيرًا إلى أنه جرى كثير من التشويه والتبديل في تاريخنا، مما يجعل تاريخها عرضة للتشكيك المستمر من العديد، والدرس الثاني أنه دائمًا هناك تحولات في حياة الإنسان، وتطور في تفكيره على مدار السنين، فجمال عبدالناصر كان على صلة بكل التيارات والأفكار السابقة لثورة 1952، وعاصر كل الشخصيات السياسية.

وقال الكاتب الصحفي أحمد رفعت إنه «تجد من يهين رموزنا الوطنية، مثل من يهين أحمد عرابي، وعندما تسأله عن دلائله، فلا تجد شيئًا، وقياسًا على ذلك أيضًا من يقولون إن أحوال المصريين قبل الثورة كانت أفضل دون دلائل واضحة»، مشيرًا إلى أن الكتاب تناول معنى البيعة عند الإخوان، وعلاقة جمال عبدالناصر بهم، وهو يركّز بشكل أساسي على الجماعة وأفكارها التي تنطلق من مبايعة الشخص لهم، ليصبح بعد ذلك منفذًا لأوامرهم دون تفكير.