«كنت أحس بنفسى مثل دكتور جاكل ومستر هايد، شخص بحياة مزدوجة: فى النهار أقضى وقتى فى أوساط حسنى مبارك، الرجل الذى دفن أحلام المصريين على مدى ثلاثة عقود، وفى الليل أستمع إلى أصدقائى يلعنونه ويشتمونه».. هكذا لخص أحمد مراد، أحد المصورين الشخصيين للرئيس السابق حسنى مبارك، مشاعره طوال سنوات قضاها عن قرب من الرئيس السابق.
وأضاف مراد فى مقابلة مع صحيفة «جارديان» البريطانية: «ما كان يضايقني أنى كنت أشعر بأن المصريين كانوا موعودين بحياة أفضل، لولاه»، مشيراً إلى أنه شهد الكثير من لقاءاته الرسمية وجلساته العائلية، كما كان يعايش ما يجرى فى مصر ويغضب لقمع الحريات، ولكنه لم يكن يجرؤ على التفوه بكلمة، خوفاً من الاعتقال وربما التعذيب، ويؤدى عمله بصمت لا يقطعه سوى صوت آلة التصوير، بينما يأخذ صوراً متلاحقة للرئيس وضيوفه وعائلته.
وتابع مراد: «لم أبق غضبى مكبوتاً، بل كنت حين أخلو إلى نفسى فى الليل، وأطمئن إلى أننى فى مأمن من العسس، أبدأ فى الكتابة التى أثمرت رواية وجدت صدى بين القراء الذين أقبلوا على شرائها بعد نشرها، رغم أننى لم أكن أظن أنها ستنشر حين بدأت فى كتابتها بعهد مبارك».
الرواية تتحدث عن جشع رجال الأعمال واستغلالهم الفقراء، وقد ترجمت إلى الإنجليزية، ويحس مراد بأن تلك الرواية كانت مساهمة ثورية، تدعو الشعب الى فتح عيونه والتحرك، ولذلك كان يخشى على وظيفته، بل على حياته بعد نشرها.
وعما إذا كان يرى مبارك رجلاً شريراً قال مراد: «لا أعتقد فى فكرة الشر المطلق، فقد كان يحاول أن يكون جيداً، ولكنه فشل وخسر سمعته، واحترام شعبه»، ولكنه أكد أن «مبارك لم يعامله معاملة سيئة أبداً، فلم يكن عدوانياً معه وبصفة عامة كان لطيفاً، لكن الكثير من الناس يقولون إنه كان عدوانيا مع موظفيه ومستشاريه».