أشادت صحيفة «السفير» اللبنانية بما حققته الثورة المصرية، مؤكدة أن هذه الثورة، التي تمضى قدما في طريقها الطبيعي، ببطء ولكن بثبات، تؤسس لتجربة رائدة فى الثورات الإنسانية الكبرى، وتمهد لدولة نموذجية يفخر بها المصريون، ويحلم بها العرب، ويحترمها العالم كله.
وأشارت الصحيفة، في مقال مدير تحريرها ساطع نور الدين، إلى أن التاريخ شاهد على أنه بعد كل ثورة، هناك عمليات انتقامية، غالبا ما تكون دموية، تصفى رموز العهد المخلوع واحدا تلو الآخر، وترسلهم إلى المقصلة أو المشنقة أو فرق الإعدام، موضحة أنه نادرا ما حوكم زعيم سابق وحكم عليه ومات في السجن.
وأضافت أن الثورة المصرية انضمت إلى الاستثناء المثالي: الرئيس السابق حسنى مبارك وولداه علاء وجمال قيد التوقيف على ذمة التحقيق في جرائم قتل وفساد، والشعب يرقص فرحا بهذا الإنجاز الباهر، وإن أحدا لا يستطيع أن يمنع العدالة من أن تأخذ مجراها، أو أن يحرم القضاء من تحقيق حلم قديم وتأسيس وعد جديد.
واعتبرت أن ذلك كان مجرد لحظة عابرة في سياق الثورة، التي لا تريد أن تثأر ولا أن تتشفى، بل فقط أن تعيد الحقوق إلى أصحابها، أن تعاقب على سفك دماء الثوار، وأن تسترد الأموال المسلوبة، بعدها يكون السجن.. ويكون الدرس الأهم الذي لا ينسى من قبل أي حاكم مصري أو حتى من قبل أصغر موظف رسمي، والمؤشر الذي لا يغفل من قبل بقية الحكام والمسؤولين العرب، ثمة يوم للحكم ويوم للحساب، وهو لن يترك بعد اليوم.