لقى 5 من أفراد قوى الأمن مصرعهم فى اشتباك بشمال اليمن بين الأمن المركزى ووحدة من الجيش انضمت إلى حركة الاحتجاج، بينما أسفر إطلاق نار على متظاهرين عن سقوط قتيلين فى عدن جنوب اليمن الأربعاء، فى الوقت الذى دعا فيه شباب «ثورة التغيير» إلى مسيراتمليونية لتأكيد رفضهم للمبادرة الخليجية وتمسكهم برحيل ومحاكمة الرئيس على عبدالله صالح ونظامه.
وأعلنت مصادر عسكرية أن ضابطاً فى الجيش و4 شرطيين قتلوا فى اشتباك، الأربعاء، إثر هجوم بالأسلحة الرشاشة والصواريخ المضادة للدبابات على حاجز عسكرى فى عمران شمال صنعاء يسيطر عليه عناصر من «الفرقة المدرعة الأولى»، التى أعلن قائدها اللواء على محسن الأحمر فى 21 مارس الماضى عن انضمامه إلى حركة الاحتجاج ضد صالح.
قال مصدر قريب من قوات محسن - التى تحمى آلاف المحتجين المعارضين لصالح فى مخيماتها قرب جامعة صنعاء - إن قوات الأمن الموالية لصالح أطلقت قذائف صاروخية ونيران البنادق على قواتهم، بعد أن أقامت نقطة تفتيش على طريق يؤدى إلى منطقة الاحتجاج، وأضاف أن قوات محسن ردت بإطلاق النار واشتبكت مع القوات الموالية للحكومة لمدة ساعة قبل أن تتراجع قوات صالح تاركة نقطة التفتيش على حالها، فيما قال مصدر مقرب من المعارضة اليمنية إن 10 أشخاص أصيبوا خلال الاشتباكات.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر طبية وشهود بأن متظاهرين اثنين قتلا صباح الأربعاء فى عدن كبرى مدن جنوب اليمن، برصاص الجيش الذى فتح النار على المحتجين. وقال شهود إن «الجيش أطلق النار على محتجين كانوا يضعون براميل قمامة فى الشوارع لمنع حركة المرور وتنفيذ عصيان مدنى»، فى حى المنصورة فى مدينة عدن، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة 4 آخرين.
وقتل متظاهر ثان بالرصاص فى حى المعلا فى صدامات بين الجيش اليمنى ومحتجين، بحسب مصدر طبى آخر، فيما ذكر سكان فى هذا الحى أنهم يسمعون إطلاق نار كثيف منذ الصباح، وأنه تم نشر قوات الأمن التى كان بعضها فى عربات مدرعة وبعضها مسلح بمدافع مياه.
وفى جامعة عدن الثلاثاء، نظم مئات الطلاب مظاهرات حاشدة فى كليتى الطب والهندسة، للتعبير عن رفضهم المبادرة الخليجية وقرار الجامعة الذى اتخذ قبل أكثر من أسبوع وقضى باستئناف الدراسة، فى الوقت الذى قتل فيه عنصر فى الحرس الجمهورى وأصيب 3 جنود آخرين وشخص مسلح خلال مواجهات مع أفراد قبيلة فى محافظة لحج بجنوب اليمن أمس الأول، وفق ما أفاد شهود ومصادر طبية.
وفى تلك الأثناء، كشف حزب «الإصلاح اليمنى» المعارض عن اعتقال 16جندياً بتهمة فرارهم من مواجهة المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس. وقال الحزب - عبر موقعه الإلكترونى - إن دورية عسكرية تتبع الحرس الجمهورى - التابع لأحمد على صالح نجل الرئيس اليمنى - فى محافظة ذمار جنوبى صنعاء اعتقلت، الأربعاء، 16 جنديا كانوا قادمين من صنعاء باتجاه عدن لقضاء الإجازة، وسلمتهم للأمن المركزى فى ذمار الذى أودعهم السجن بتهمة الفرار من مواجهة المتظاهرين فى تقاطع كنتاكى بصنعاء.
وفى الوقت ذاته، نفذ العشرات من موظفى ديوان محافظة ذمار، الأربعاء، اعتصاما داخل مجمع المحافظة، تضامنا مع مدير شؤون الموظفين مجاهد صدام، الذى اعتقل على خلفية تأييده لـ«ثورة التغيير»، بحسب ما نقلته «قناة الجزيرة القطرية».
جاء ذلك فى وقت دعا فيه شباب «ثورة التغيير» فى اليمن إلى مسيرات مليونية أمس، وذلك للتأكيد على رفضهم المبادرة الخليجية، لعدم نصها على التنحى صراحة وفى إطار زمنى محدد، وتوفيرها حصانة قضائية لصالح وأبنائه، فيما أطلقت دعوات إلى إضراب عام فى صنعاء وعدن ومدن أخرى فى البلاد، الأربعاء، «للضغط على النظام الفاسد وتسريع سقوطه».
كان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى قالوا إنهم سيدعون صالح ومعارضيه لمحادثات يتوسطون فيها فى الرياض لبحث نقل السلطة، ورفضت المعارضة الخطة فى البداية لكنها التقت بسفراء السعودية وسلطنة عمان والكويت، الثلاثاء، سعياً للحصول على توضيح لمفهوم الوسطاء الخليجيين لتعبير «نقل السلطة». وذكرت مصادر بالمعارضة أنها تتوقع رداً من مجلس التعاون خلال ساعات بشأن الجدول الزمنى للخطة وتفاصيل أخرى، وأن المعارضة قد تقدم ردها فورا. وقال مصدر معارض إن المحادثات قد تبدأ مبكرا ربما السبت المقبل فى الرياض.
وعلى صعيد آخر، لقى جندى من حرس الحدود السعودى حتفه إثر قيام مجموعة من الأشخاص، حاولوا الدخول بطريقه غير شرعية إلى المملكة من اليمن، بإطلاق النار عليه، بحسب ما ذكره المتحدث الرسمى فى حرس الحدود السعودى.