أهم من الاكتشافين

(عزيزى نيوتن،

طالعت مقالكم أمس بعنوان «للسيسى اكتشافان»، وما أوردته من ضغط السيسى على الشركة العالمية للبترول «إينى»، للتعجيل بإنتاج الغاز فى حقل «ظُهر». وكذلك اكتشاف السيسى للمهندس شريف إسماعيل، الذى كان موجودا فى قطاع البترول، يتم نقله من إدارة إلى أخرى ومن شركة إلى أخرى، إلى أن تم تعيينه وزيرا للبترول، ثم توظيف طاقته وملكاته وخبرته الكبيرة فى قطاع البترول، ليس لخدمة هذا القطاع فقط، وإنما لخدمة مصر كلها.

فى الحقيقة أرى هذين الاكتشافين من اكتشافات نيوتن الشخصية. فهو الذى استطاع أن يربط بين الأحداث والأفعال، ليستنتج هذين الاكتشافين الحقيقيين بالفعل.

هذان الاكتشافان يدلان على قدرة السيسى على الإنجاز، وسعيه حثيثا للتعجيل بوجود نتائج لما يقوم به على أرض الواقع، هذا دأبه وديدنه.

ضغط الرئيس على رئيس شركة إينى ليس أمرا هينا، فهذه الشركة العابرة للقارات تشبه شركة أكسون موبيل، التى كان يرأسها ريكس تيلرسون، وزير خارجية أمريكا الآن. إذا طلب منه أحد أن يغيّر نظام شركته أو جدول أعمالها لن يقبل بهذا أبدا. هذه الشركات الكبرى رؤساؤها فى مقام رؤساء الدول.

إنجازات السيسى على أرض الواقع لا تقل عن هذين الاكتشافين. فالمشروعات التى أنجزها أو بدأها، سواء تفريعة قناة السويس أو شبكة الطرق أو المزارع السمكية أو المليون ونصف المليون فدان أو العاصمة الإدارية أو محطات الكهرباء أو الضبعة أو غيرها من الإنجازات، رصيد يكفيه حتى لا يفكر فى منافسة أو فى غريم قد يواجهه فى الانتخابات.

كل ذلك لا يبرر مساحة للغضب أو الانزعاج من أى منافس كان يسعى لخوض الانتخابات أمامه. سواء كان سامى عنان أو أحمد شفيق أو غيرهما. رصيد السيسى من الإنجازات يحصِّنه أمام أى منافس. المواطن الذى يبحث عن مصلحته الشخصية أو مصلحة بلده سيتوجه للصندوق وهو يعرف من الذى سيختاره.

لذلك لا أجد مبررا لاستبعاد أى مرشح. بل على العكس كان يجب تشجيعهم على المنافسة ومنع التعرض الإعلامى لهم.

فى رأيى أن الأهم من الاكتشافين والإنجازات، وأعترف أنك أشرت إليه. أنه لم يورط مصر فى اشتباكات إقليمية كان من الممكن أن يبررها ما يجرى حول حدودها. وآخر ما فعله أنه صان علاقة مصر مع السودان وإثيوبيا فى جلسة واحدة. لذلك أدهشنى عندما قال: «لست سياسيًا».

محمد عبدالحافظ)