قال الدكتور هشام سلام، الأستاذ المساعد بقسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة ورئيس مركز المنصورة الجامعي للحفريات الفقارية، إنه عثر وفريق طبي من 5 باحثين، على هيكل ديناصور أطلق عليه اسم «منصوراصورص» ينتمي لسلالة إفريقية قديمة جدا من العصر الطباشيري منذ ما يقرب من 75 مليون سنة، في الواحات الداخلة.
وأضاف في حوار برنامج «رأي عام» على قناة «TEn»، الأربعاء، مع عمرو عبد الحميد، أن هذا الاكتشاف أول دليل مادي على الجسر البري الذي كان يربط قارتي إفريقيا وأوروبا منذ 80 مليون سنة حيث كانت فصائل ذلك الديناصور تعيش وتتحرك بين القارتين.
أوضح «سلام» أن الديناصورات الأفريقية تُعدُّ صفحة فارغة فالحفريات التي عُثِرَ عليها تنتمى للفترة الزمنية بين 90 و100 مليون سنة فقط، وهى حفريات قليلة العدد، وتبعد عن زمن الانقراض بفترة كبيرة تتجاوز 25 مليون سنة، وهذا يعنى أن مسار تطور الديناصورات في افريقيا ظلَّ إلى حد كبير لغزا.
وذكر أنه في عام 2008 بدأ الفريق العلمي في وضع خطة للبحث عن الديناصورات في الطبقات الرسوبية المصرية جنوب الصحراء الغربية، بعدها بخمسة أعوام تمكَّن الفريق من اكتشاف اجزاء من عظام الديناصور في الواحات الداخلة.
وأضاف أنه عثر على موقع اكتشاف الديناصورة بالصدفة، أثناء رحلة علمية بصحبة طلاب جامعة جنوب الوادي، وتم العمل على إخراج بقايا الديناصور خلال 21 يومًا، قضوها داخل الصحراء، مشيرًا إلى اختيار هذا المكان بالتحديد للبحث لأنه يتضمن وجود صخور عمرها 80 مليون عام، وهو العمر المطلوب للبحث للعثور على كائنات تنتمي لهذه الفترة المجهولة بالنسبة لأفريقيا.
وأوضح أن العثور على عظام بهذا الموقع لأول مرة في ديسمبر 2013، وتم استخراجه بالكامل في مارس 2014، وتم بعدها أخذه إلى جامعة المنصورة لتقوية وتحضير العينات استعدادًا لنشرة في مجلة «نيتشر»، أحد أكبر المجلات العلمية في العالم.
وأردف أنه تم مقارنة الديناصور بفصيلته في قارات العالم، وتم التوصل إلى أن الديناصور ينتمي لنوع جديد لم يكتشف بعد، ولذلك كان له الحق في اختيار اسم له، وتم اختيار اسم «المنصوراصورص»، نسبة لجامعة المنصورة.
وأكد أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف كائن حي ينتمي للفترة الزمينة قبل 70 إلى 80 مليون عام، موضحًا أن اكتشاف ديناصور في هذه الفترة يعد حدثًا علميًا تاريخيًا.
وأوضح أن الديناصور له عنق طويل وأربعة أرجل وينتمى للعصر الطباشيري وعثر على أجزاء من جمجمته والفك السفلى والعنق والفقرات الخلفية والضلوع والكتف والقائمة الأمامية، وأطلق عليه اسم «منصوراسوروس» تيمنا بجامعة المنصورة، التي ينتمى الباحثون اليها وتكفلت بتمويل البحث ويبلغ طوله عشرة أمتار ويزن 5.5 طن وكان ينتمى إلى مجموعة تسمى «تيتانوسورز» ضمت أكبر حيوانات برية عاشت على الأرض.
وأكمل أن الديناصور المكتشف عاش قرب شاطئ محيط قديم كان موجودا قبل البحر المتوسط القديم وهو واحد من أنواع قليلة من الديناصورات عاشت خلال آخر 15 مليون عام من عصر الديناصورات (ماسازويك) أو الدهر الوسيط على البر الرئيسي الأفريقي.