ولد الرئيس الإندونيسي الراحل سوهارتو، في 8 يونيو 1921، أثناء الاستعمار الهولندي، لأسرة تشتغل بالزراعة في وسط جزيرة «جاوا»، وعاش متنقلا بين أمه وأبيه وأقاربه بعد انفصال والديه.
تلقى «سوهارتو» تعليمه في مدرسة جاوية محلية، ثم عمل لفترة قصيرة في أحد البنوك ليلتحق بعد ذلك بجيش الاحتلال الهولندي في 1940، وفي 1942 رقي لرتبة رقيب، وبعد اجتياح القوات اليابانية لإندونيسيا في الحرب العالمية الثانية اقتنع بإمكانية تحرير إندونيسيا من الاستعمار الهولندي فانضم إلى القوات اليابانية، وفي 1945 التحق بالجيش الإندونيسي حديث التأسيس بعد استسلام اليابان في نفس السنة وإعلان إندونيسيا الاستقلال.
شارك في حرب السنوات الخمس ضد هولندا، والتي انتهت باحتلال القوات الهولندية للعاصمة جاكرتا ومدينة يوجاربكارتا، فقاد عمليات عسكرية واستعاد «يوجاربكارتا»، ووافقت هولندا على الانسحاب من كل إندونيسيا باستثناء إقليم «إيريان جايا» الذي قاد «سوهارتو» حملة أخرى لاسترجاعه في 1960.
وفي 1966 أقنع «سوهارتو» الرئيس «سوكارنو» بأن يمنحه سلطة إعادة الأمن والاستقرار إلى البلا، والتي كانت نقطة التحول في الدور السياسي لـ«سوهارتو» حيث عينه البرلمان رئيسا بالوكالة سنة 1967 ثم رئيسا منتخبا سنة 1968، ليصبح الرئيس الثاني لإندونيسيا.
وفي 1975 أرسل قوات إندونيسية لتضم إقليم تيمور الشرقية إلى إندونيسيا بعد خروج الاستعمار البرتغالي منه، وسعى لإعادة العلاقات السياسية مع الدول الغربية.
أعاد «سوهارتو» عضوية إندونيسيا في الأمم المتحدة بعد سحبها في عهد الرئيس سوكارنو، وأعلن احترام إندونيسيا لجارتها ماليزيا، وقوى مكانة بلاده الإقليمية فقادت إندونيسيا في عهده منظمة شعوب جنوب شرق آسيا.
استقر «سوهارتو» بعد مغادرته الحكم برفقة أسرته في إحدى ضواحي جاكرتا، متواريا عن الأنظار والظهور الشعبي إلا قليلا، ووضع في عام 2000 في بيته تحت الإقامة الجبرية عندما بدأت السلطات بالتحقيق في ثروته الطائلة، كما اتهم باختلاس 571 مليون دولار، لتمويل مشاريع يديرها أفراد من أسرته، وتم الإعلان عن محاكمته مجددا في 2002 لكنها توقفت بعد أن أعلن الأطباء عن إصابة «سوهارتو» بمرض في رأسه، وبعد حكم لمدة 32 عامًا، توفي «زي النهارده» 27 يناير 2008.