«هاآرتس»: تسريع محاكمة مبارك لتجنب «مليونية» في «شرم».. والقبائل تعهدت بحمايته كـ«ضيف»

كتب: أحمد بلال الإثنين 11-04-2011 19:20

 

قال الصحفي الإسرائيلي المهتم بالشأن المصري «تسيفي برائيل» في مقاله  الاثنين في صحيفة «هاآرتس» تحت عنوان «السائح حسني مبارك مطالب بمغادرة سيناء»، إن التعجيل في قرار محاكمة مبارك أتى خشية تنفيذ المتظاهرين قرارهم الذي اتخذوه بالذهاب إلى شرم الشيخ وإحضار مبارك بأنفسهم لمحاكمته، وأضاف «برائيل» إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يسمح بخروج مبارك من مصر خشية أن يتهم بـ«تهريبه».

وبدأ «برائيل» مقاله متسائلاً: «كم مليارا تمتلكها عائلة مبارك؟ 700 مليار كما تقول الواشنطن بوست؟ أم 70 مليارا كما يقول صحفيون مصريون؟ وربما ليس لديه شيء، كما قال أمس في التسجيل الصوتي الذي أذيع في وسائل الإعلام العربية، وقال فيه مبارك الذي يواجه الكثير من الاتهامات إنه لا يمتلك أي أرصدة خارج مصر».

وأضاف «تسيفي برائيل»: «مبارك الموجود حالياً تحت الإقامة الجبرية مع ابنيه في شرم الشيخ، أعلن أنه مستعد للتحقيق معه في أي وقت، وللتعاون مع المحققين وللإجابة عن أي سؤال، ولكن عندما تم استدعاؤهم للتحقيق خرج من يقول إن التحقيق لم يبدأ بسبب أن مبارك وأبناءه يرفضون الحضور للقاهرة خوفاً على حياتهم. ويشترك في هذا الخوف وزارة الداخلية المصرية التي عرضت التحقيق مع أبناء العائلة في شرم الشيخ أو في مكان سري آخر».

وتابع «برائيل»: «طلب التحقيق مع مبارك ليس أمراً قضائياً فقط، وإنما متعلق أيضاً بالتخوف من نية بعض المتظاهرين في القاهرة الخروج في حملة إلى سيناء لإحضار مبارك بأنفسهم ومحاكمته، هؤلاء المتظاهرون الذين تجمعوا في ميدان التحرير في نهاية الأسبوع واصطدموا للمرة الأولى بالجيش، استبدلوا شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) بشعار (الشعب يريد محاكمة مبارك)».

وأشار الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشأن المصري إلى أن «طلب محاكمة وتصفية الحسابات مع النظام القديم ليس جديدا، والمجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر أمر بالفعل بالتحقيق وملاحقة كبار رجال الحزب الحاكم سابقاً، على سبيل المثال تقرر حبس رئيس الحكومة السابق أحمد نظيف لمدة 15 يوما، ورجل الأعمال وأمين تنظيم الحزب الوطني أحمد عز تتم محاكمته اليوم، ولكن حتى الآن، امتنع المجلس عن طلب محاكمة مبارك، ويبدو أن الأحداث الصعبة في نهاية الأسبوع والخوف من حدوث فتنة بين الجيش وشباب الثورة تسبب في تعجيل الإجراءات».

كما لفت «برائيل» إلى بعض التقارير الصحفية التي تفيد بزيارة بعثة طبية أردنية لمبارك بتكليف من الملك الأردني عبد الله بن الحسين، ونصحته بالسفر إلى ألمانيا لتلقي الرعاية الطبية، وقال: «ولكن في هذه الأثناء يبدو أن المجلس العسكري لن يسمح بخروجه من مصر، كي لا يتهم بتهريب مبارك خارج البلاد»، وتابع «وبحسب تقارير أخرى، فإن مبارك وعائلته يعيشون في صراع داخلي حاد، حيث لا يتحدث جمال وعلاء مع بعضهما البعض، ومبارك لا يتحدث مع كليهما».

وأشار «برائيل» إلى أن «من يدعم مبارك حالياً هم رؤساء القبائل التي تعيش بالقرب من مسكنه، والذين أوضحوا أنهم لن يسمحوا بالحملة المعلن عنها بالإمساك بمبارك»، وذكر «تسيفي برائيل» أن أحد رؤساء القبائل قال: «مبارك ضيفنا ومن عاداتنا عدم التعرض للضيف أو إلحاق الأذى به»، وتابع الصحفي الإسرائيلي قائلاً: «ولكن يبدو أن رؤساء القبائل قلقين أكثر من الضرر الاقتصادي الذي من الممكن أن تسببه حملة كهذه على السياحة في سيناء، والتي بدأت تتعافى تدريجياً بعد الثورة»، دون أن يوضح مصدره أو هوية شيخ القبيلة الذي نقل عنه هذه التصريحات.