تركيا تواصل حملتها ضد أكراد سوريا فى «عفرين» لإقامة منطقة عازلة

كتب: عنتر فرحات, جمعة حمد الله, وكالات الأحد 21-01-2018 21:47

واصلت القوات السورية حملة «غصن الزيتون» العسكرية فى مدينة عفرين شمال سوريا، فى محاولة لمحاصرة نفوذ الأكراد السوريين، وشملت الحملة غارات جوية على مواقع مسلحى قوات حماية الشعب الكردية، بهدف إقامة منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترا، بدعم قوات الجيش السورى الحر، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل 10 أشخاص، بينهم 8 مدنيين، وإصابة 13 آخرين، نتيجة الغارات التركية على عفرين وما حولها.

وقال رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم، أمس، إن الجيش التركى دخل جيب عفرين الكردى فى سوريا، بعد يومين من القصف المدفعى والجوى العنيف. وأضاف أن الهدف من العملية التى ستتم على 4 مراحل هو إقامة منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترا من الحدود التركية.

وقال الجيش التركى إنه قصف حتى الآن 153 هدفا للمسلحين الأكراد فى «عفرين»، وإن الأهداف هى معاقل ومخابئ وترسانات أسلحة يستخدمها المقاتلون، مضيفا أن نيران المدفعية استمرت من الأرض.

وجهزت تركيا حوالى 10 آلاف مقاتل من الجيش السورى الحر لاقتحام «عفرين»، وفقا لرامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان. وقال قيادى بالجيش السورى الحر، فى تصريحات، نقلتها وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، إن هناك آلاف المقاتلين المتمركزين فى أعزاز، المتاخمة لجيب عفرين، وينتظرون الأوامر.

وقال قائد آخر إن مئات آخرين تمركزوا فى أطمة، جنوبى عفرين، وسط تأكيدات تركية بامتداد العملية إلى مدينة منبج، بعد انتهاء الحملة على عفرين.

وذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن 4 صواريخ أُطلقت من سوريا على بلدة كليس الحدودية جنوب تركيا، ما ألحق أضرارا بمنازل. وتابعت أن القوات الأمنية التركية ردت على ذلك.

فى المقابل، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية فى عفرين: «القوات التركية وحلفاؤها حاولوا عبور الحدود إلى عفرين، ولكن فشلوا بعد اشتباكات ضارية». وحمّلت وحدات حماية الشعب الكردية روسيا وتركيا مسؤولية الهجمات.

وقالت، فى بيان: «نؤكد هنا أن روسيا تتحمل مسؤولية هذه الهجمات بقدر تحمل تركيا هذه المسؤولية، لهذا نرى أن روسيا ستكون مسؤولة عن كل المجازر التى ستُرتكب فى عفرين».

وأضاف البيان: «اتضح أن الجيش التركى المحتل يسعى عبر القصف الجوى لإخلاء هذه المناطق وإجبار المدنيين على الخروج منها، قبل إدخال مرتزقته إلى (عفرين)».

ولتهدئة مخاوف دمشق، أعلن الجيش التركى أن العملية ستتم، «مع الأخذ فى الاعتبار احترام وحدة الأراضى السورية». وأعلن وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، إبلاغ كل الأطراف، بمَن فيهم مسؤولو دمشق، بالعملية، إلا أن السلطات السورية نفت إبلاغها بالهجوم التركى.

وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها للعمليات العسكرية التركية فى عفرين، باعتبارها تمثل انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب فى سوريا.

وجددت الوزارة، فى بيان، التأكيد على موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدى إليه من زيادة معاناة الشعب السورى الشقيق، مطالباً بانخراط جميع أطياف الشعب السورى فى مفاوضات جادة فى إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأى طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضى السورية. وقال وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، إن فرنسا «قلقة جدا» بشأن «التدهور المفاجئ» للوضع فى سوريا، موضحا أنه طلب اجتماعا لمجلس الأمن لتقييم الوضع الإنسانى، وحثت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلى، تركيا على إنهاء عملياتها ضد الأكراد، وقالت إن «هذه المعارك يجب أن تتوقف».

واعتبر مصدر بوزارة الخارجية السورية أن ما أعلنته أنقرة جملة من الأكاذيب، كما أبلغت تركيا سفراء عدة دول عربية ومسؤولين غربيين بأهداف العملية وتطوراتها.