حُجرة صغيرة بمنزله، لا تتعدى مساحتها الـ3 أمتار، تكسو حوائطها أغلفة الروايات، وصور لإرنست ميلر همينغوى، نجيب محفوظ، وباولو كويلو، وعلاء الأسوانى وغيرهم من الأدباء والروائيين العالميين، يجلس فى رحابهم عمرو، شاب ثلاثينى، أمام الكاميرا فى استعداد لتصوير حلقة «النصائح والإرشادات» التى بات يُجهز لها أياماً، ليقدم لجمهوره ترشيحات لبعض الروايات فى معرض الكتاب 2018. مع اقتراب معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ49، والذى سينطلق يوم 27 يناير الجارى، ويستمر حتى يوم 10 فبراير، يبدأ القُراء فى حيرة بين شراء الكتب والروايات، خاصة مع ارتفاع أسعارهم، يخشى أى قارئ المُجازفة فى دفع مبلغ ما فى كتاب ولا يخرج منه بالفائدة أو المتعة التى ينتظرها، لذلك قرر عمرو وغيره من بعض مدونى الفيديو أن يقدم كل واحد منهم على حده فيديوهات ترشيح لكتب قرأوها وكل المعلومات عنها ونصائح للشراء فى المعرض.
عمرو المعداوى، 30 عاماً، خريج كلية التجارة، ويعمل مراجعا ماليا فى إحدى شركات النقل البحرى منذ صغره، وهو يعشق الروايات وكُتب الأدب العربية والأجنبية، قرر أن ينشئ قناة على «يوتيوب» باسم «الروائى» مع بداية 2016، ويقدم فيها فيديوهات لا تتخطى الـ10دقائق، يناقش فيها محتوى رواية ما، ويحكى تفاصيلها، ويقرأ أجزاء منها هو وزوجته، ليسهل على القارئ عملية شراء الرواية التى تناسب ذوقه واحتياجاته، وإلى الآن ناقش حوالى 32 رواية عربية وأجنبية. من بداية شهر يونيو وبدأ عمرو فى تقسيم ترشيحاته لمعرض الكتاب على أكثر من فيديو، ويكمل: «بشتغل بقالى فترة عشان عارف إن الناس بتبقى تايهة ومش عارفة تعمل إيه وأنا عارف إنه بيبقى فرصة كبيرة، فبرشح لهم كتب وأقول نبذة عن محتواها وأقولهم على دور النشر وأماكن الخصومات، نزلت فيديو عن الروايات التاريخية والسياسية وبحضّر لفيديو كبير عن أفضل 16 رواية فى 2017». رشح عمرو للمبتدئين فى القراءة روايات الشباب الجدد مثل أحمد مراد ومحمد صادق، فيقول: «بشجعهم جداً رغم أن ناس كتير بتهاجمهم، لكن أنا شايف إنهم قدروا يجذبوا تانى الشباب يقرأ ويحضر ندوات»، كما رشح فى الكتب الروائية التاريخية، رواية «موت صغير» لمحمد حسن، و«تذكرة وحيدة للقاهرة» لأشرف العشماوى، و«رحلة الدم» لإبراهيم عيسى، ويكمل عمرو: «وبرشح كمان أفضل 3 روايات لـ2017 حمام الدار، وقريباً من البهجة لأحمد سمير».
ومن القاهرة للإسكندرية، يجلس سيف الحبشى، 18 عاماً، هو الآخر فى زحمة الكتب، يُحضر «دليلك فى معرض الكتاب 2018»، ليرفعها على قناته «سلفنى كتاب» بموقع الفيديو «يوتيوب»، والتى أنشأها من مايو 2017، ويقول: «أنا مش ناقد، أنا فقط بقرأ كتير جداً من صغرى فى مختلف المجالات، وبوضح للناس محتوى الكتاب وسعره». ويحضّر سيف هذا العام لمعرض الكتاب، أشبه بدليل يجمع فيه مواعيد حفلات التوقيع وأماكن دور النشر وأسعار الكتب ومحتوى جزء كبير بها، أما بالنسبة لنصائحه لترشيحات هذا العام: «بنصح الناس بكتب الطب وعلم النفس والتاريخ المصرى، والنهارده هنزّل على قناتى أسامى لكتب فى التخصصات دى، ومش ناوى أرشح روايات، لأنى شايف إن التخصصات دى إحنا محتاجين نثقف بيها نفسنا وبيبقى فيها مئات المعلومات».