بأى حال عدت: ركود فى مبيعات الكعك لصالح ملابس العيد ومصروفات المدارس

كتب: ريهام العراقي, تيسير قوايد الخميس 09-09-2010 10:45

هذه المرة وأمام زنقة رمضان والأعياد والمدارس قرر عدد كبير من المواطنين التخلى عن عادة شراء وتصنيع الكعك، مقابل التزامهم بأمور أخرى جاء على رأسها ملابس العيد ومصروفات المدارس.. فقد شهدت أسواق الكعك هذا العام تراجعا كبيرا فى حجم المبيعات، ليس لتوفير ثمنه فحسب، بل أيضا لارتفاع أسعاره مقارنة بالأعوام الماضية.

وبسبب الارتفاع الشديد فى أسعار الكعك تباينت الأسواق فى طرح أنواعه بأسعار مختلفة، وطرحت الأفران الآلية منتجاتها من الكعك والبسكويت بأسعار تبدأ من 18 جنيها، وصلت إلى 80 جنيها فى محال الحلوى الشهيرة، وزادت أسعار منتجات الكعك فى مجملها بنحو 20 جنيها لكل صنف، ليصل سعر الغريبة إلى 60 جنيها، وارتفع سعر «البيتى فور» فى هذا العام ليصل إلى 24 جنيها فى الأفران و60 جنيها فى محال الحلويات الشهيرة، وزاد الإقبال على العلب المشكلة زنة 2 كيلو حيث وصل سعرها إلى 70 جنيها.

لا شىء غير الصمت يسيطر على فرن عم أحمد الأقدم والأشهر فى منطقة بولاق الدكرور، فرغم أنه عرض مثل كل عام أصنافا وأشكالا مختلفة من الكعك، فإنه كالعادة جلس أمامها ينتظر زبوناً يمر من أمامه ويلقى نظرة، ويحكى عم أحمد عن ذكريات صار من المستحيل تكرارها: «عشان ترجع الزباين (تشغى) زى السنين اللى فاتت قول للزمان ارجع يا زمان، زمان قبل دخول العيد الصغير بأيام ماكنش حد يعرف يحط رجله فى المحل، وكنت أبيع الكعك جاهز للموظفين وأسويه لستات البيوت مقابل جنيه للصاج الواحد لكن الآن الحال واقف بسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام والدقيق والسكر والسمن تحديدا، ولم يعد هناك من يشترى أو يسوى».

أحمد بدوى، صاحب فرن آلى، أرجع ارتفاع أسعار الكعك والبسكوت هذا العام بنسبة 25% إلى ارتفاع ثمن الدقيق الأبيض والسمن والسكر والبيض، وأكد رأفت السيد، صاحب فرن، أنه اضطر إلى تقليل الكمية التى يصنعها من الكعك إلى النصف خوفا من الركود وتعرضها للتلف، وقال: «العيد السنة دى جاى مع المدارس، والناس هتوفر الفلوس للمدارس، عشان كده عملت حسابى وصنعت نص الكمية المعتادة، ورغم كده مابعتش ربعها حتى».

بخطوات متثاقلة انتقلت الحاجة كوثر شاهين التى تجاوزت الـ65 عاما، أحد أهالى السيدة زينب، فى رحلة بحث بين أفران المنطقة لشراء كيلو «كعك» وآخر «بسكوت» لأحفادها بشرط ألا يزيد ثمنهما عن 30 جنيها، وقالت كوثر: «معاشى 380 جنيها أنفقها على أحفادى الأربعة بعد وفاة ابنى الوحيد، وفوجئت بارتفاع أسعار الكعك والبسكوت بشكل كبير يمنعنى من شرائهما لأحفادى الصغار فى ظل ثبات المعاشات».