دعا عدد من قيادات ومشايخ الطرق الصوفية زملاءهم المشايخ عدم الانحياز والتدخل بين مرشحى انتخابات مجلس الشعب المقبلة تنفيذاً لخطاب الرئيس بعدم خلط الدين بالسياسة الذى ألقاه فى احتفالية ليلة القدر، مؤكدين رفضهم تأييد ترشيح أى عضو تابع للحزب الوطنى أو لجماعة الإخوان المسلمين فى أى من الدوائر الانتخابية.
وقال الشيخ محمد الشهاوى، رئيس المجلس الصوفى العالمى، شيخ الطريقة الشهاوية: إنه اتخذ موقفاً من مسألة الدعم الدائم لمشايخ الطرق الصوفية لمرشحى الحزب الوطنى المبنى على مبدأ أنهم «أولى الأمر»، مؤكداً أن هذا المبدأ يتعارض مع موقف الطرق الصوفية بعدم خلط الدين بالسياسة.
وأضاف فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أنه كشيخ طريقة يرفض دعم أى مرشح حتى لو كان «وطنى» ما دام غير مقتنع ومطلع على برامجه وجهوده، موضحاً فى الوقت نفسه أن الحالة الوحيدة التى ينحاز فيها مشايخ الطرق الصوفية ضد أى مرشح انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين لمعرفتنا بخطورتهم على الصوفية وتوجهاتهم الحقيقية نحو السلطة.
ولفت إلى أن عدم استقالة الشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، من الحزب الوطنى جعل المشايخ المناوئين والحريصين على عدم انخراط المشايخ بالسياسة ينبذون الحزب الوطنى خوفاً من مواجهة مصير الإخوان وتحويلهم من «جماعة دينية دعوية» إلى «سياسية محظورة مخالفة للدستور».
وطالب «الشهاوى» كل رؤساء المؤسسات الدينية بأن يستقيلوا من أى حزب ينتمون إليه، وألا تكون لأى منهم توجهات سياسية، مطالباً «القصبى» بتقديم استقالته من الحزب الوطنى وأن يتخذ من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذى استقال من الوطنى نموذجاً يحتذى به.
من جانبه، قال الشيخ عبدالباقى الحبيبى، شيخ الطريقة الحبيبية، إن «لعبة السياسة» بعيدة عن الطرق الصوفية ومخالفة لمنهجهم، إلا أنه على شيخ الطريقة مساعدة أبنائه من مريدى الطريقة فى حالة ترشحهم لانتخابات مجلس الشعب المقبلة.
وأضاف أن مشايخ الطرق الصوفية لا يمانعون فى خوض المريدين أى انتخابات لأنهم مواطنون يتمتعون بكل حقوق المواطنة، بالإضافة إلى أنهم يجاهدون لصد التيار الإخوانى المتشدد فى الانتخابات، وأوضح أن الصوفية قادرة على السيطرة على 90٪ من مقاعد مجلس الشعب لعدم تكرار -ما وصفوه- بمأساة انتخابات الشعب 2005 التى حصل فيها الإخوان على 88 مقعداً.
ولفت إلى أن مشايخ تأهيل مريدى الطرق الصوفية المرشحين فى الانتخابات عليهم عدم خلط انتمائهم الصوفى مع برامجهم وترشيحهم.
وعن تأثير الشيخ القصبى على المشايخ لدعم مرشحى الوطنى، قال «الحبيبى»: إن «القصبى» لا يملك إلا صوته فقط، ولا يستطيع بعضويته فى الوطنى أن يفرض علينا أى مرشح لدعمه.
من جانبه، قال الشيخ أبوالحسن الجوهرى، شيخ الطريقة الأحمدية وكيل المشيخة العامة بالدقهلية: «إننا لا نرفض ترشيح الوطنى ولا الإخوانى ولا اليسارى، لكن ما نرفضه هو سوء الاختيار، فالمشايخ لن تفرض على أبنائها ترشيح فلان أو علان، ولكن كل شخص له الحرية الكاملة فى أن يختار كيفما يشاء».
واتفق الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة العزمية، مع الحسينى فى «حرية مريدى الطرق الصوفية فى اختيار أى مرشح»، مؤكداً أن الدور المفروض على أى شيخ هو النصح والإرشاد فى الأمور الدنيوية.