«تايم»: خسارة برلسكونى منصبه تعرضه لمحاكمات بتهم الفساد والدعارة

كتب: اخبار الأربعاء 09-11-2011 17:38

بعد أن اضطر رئيس الوزراء الإيطالى، سيلفيو برلسكونى إلى الإقرار بالهزيمة والموافقة على تقديم استقالته، فور إقرار الإجراءات المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبى لتجنب تفشى أزمة اليورو، رأت مجلة «تايم» الأمريكية أنه إلى الآن لم تهدد المعارضة شعبية برلسكونى مثلها فعلت فضيحته الجنسية، على الرغم من أنه شهد تحالفه يتفتت تحت ضغط الأسواق خلال الأسبوع الماضى، على وقع أزمة اليونان الاقتصادية.

وقالت المجلة إنه مع بلوغ الدين العام نحو 120% من الناتج المحلى الإجمالى، رأت الحكومة الإيطالية أنها بحاجة ماسة إلى الإصلاح، خاصة بعد إصرار الاتحاد الأوروبى على أن يوافق برلسكونى على إجراءات التقشف وإجراءات خفض الإنفاق وتحرير الاقتصاد. وحتى الآن، زادت الأسواق ضغطها لحث الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى، على التعهد بدعم الاقتصاد الإيطالى، بعد أن كاد المستثمرون يفقدون الثقة فى قدرة رئاسة الوزراء الإيطالية.

وأكدت «تايم» أن برلسكونى لديه ما يفكر به أكثر أهمية من خسارة وظيفته السياسية، لأن فقد منصبه من الممكن أن يجعله معرضا لعدة تهم جنائية، منها اتهامات بشأن طريقة عمل النظام القضائى، وتهم بالفساد وسوء استغلال المنصب والدعارة. ووفقا لما قاله الكاتب «ألكسندر ستيل»، فإن برلسكونى جاء فى منصبه لتجنب التحقيق فى التسعينيات فى تهم الفساد التى اجتاحت الحرس القديم وفتحت الباب أمام جيل جديد من السياسيين.

ويقتبس «ستيل» من حديث برلسكونى قوله» «لقد أجبرت على العمل بالسياسة»، ويقول: «بالتالى فإن برلسكونى قد أمضى الـ17 عاماً الماضية فى عراك مع النظام القضائى مع الدولة، متغلبا على عدة تهم، بعدما غيرت الأغلبية الحاكمة القانون»، وقالت المجلة إن إلغاء المحكمة الدستورية الإيطالية قانوناً يضمن لبرلسكونى حصانة تامة، فى بداية العام، يتركه أكثر ضعفا.

ورأت المجلة أيضا أن برلسكونى ستكون لديه عدة فرص للتشبث بالسلطة، حتى وإن جرد من منصبه، لأنه سيبقى أغنى رجل فى إيطاليا، والمالك لـ3 من 7 قنوات تليفزيونية، إلا أن توقيت استقالته مازال غير واضح، على الرغم من أنه قال سابقا إنه سيقدم بعض الإصلاحات، ولكن لم يظهر بعد كم من الوقت ستأخذ هذه الإصلاحات.

وشددت صحيفة «جارديان» البريطانية على أن جوهر الأزمة فى إيطاليا يكمن فى وجود رئيس وزراء لم يستطع أحد أن يمنحه ثقته الكاملة على مدى سنين من وجوده فى منصبه، وهو مسؤول عن اقتصاد يتمتع بقوة واضحة وبعض الأخطاء غير الخطيرة فى نفس الوقت.

وأضافت أنه «إذا تركنا أخطاء برلسكونى الشخصية جانبا، يمكننا أن نلخص مشكلته فى أنه لم يحاول إصلاح أخطاء الماضى المترسبة فى الاقتصاد الإيطالى منذ أيام الحرب الباردة، بل حاول أن يتأقلم هو نفسه مع تلك الأخطاء».

واتفقت صحيفة «تايمز» البريطانية مع «جارديان» على لوم برلسكونى على مشاكل إيطاليا، وقالت إنه لم يحقق لنفسه ولبلده خلال فترة حكمه سوى سجل من الضعف والعجز والقصور والفشل، وأنه أثبت أن همّه الأول هو البقاء فى رئاسة الوزراء أطول فترة ممكنة، مشيرة إلى أن مغادرته جاءت متأخرة، وقد سرّعها فشله فى كسب ثقة البرلمان والأسواق، ووجدت أن مغادرة برلسكونى لن تحل مشاكل إيطاليا الحرجة، لأنها تفوق مشاكل اليونان حيث تمتد تأثيراتها السلبية لمجمل منطقة اليورو.