ألقت الرقابة الإدارية القبض على المهندس هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، ورجلي أعمال بتهمة فساد، مساء الأحد، قبل ساعات من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمحافظة؛ لافتتاح مشروعات بمدينة السادات.
وكشفت مصادر بالمحافظة لـ«المصري اليوم»، أن المحافظ كان متواجدًا بمكتبه حتى الرابعة عصرًا، وأنه كان يمارس عمله بشكل طبيعي، حيث عقد عدة اجتماعات، للتأكد من انتهاء استعدادات المحافظة لزيارة الرئيس.
وأوضحت المصادر أن التحريات أثبتت تورط المحافظ في تخصيص قطعة أرض لرجلي الأعمال دون سند قانوني، وجرى رصد المكالمات بينهم، بعد الحصول على إذن من النيابة.
وقالت المصادر إنه «بعد تسجيل المكالمات الصوتية بين المتهمين، وتسجيل لقاءات بالصوت والصورة بينهم، تم الحصول على إذن من نيابة أمن الدولة العليا بالقبض على المتهمين»، مشيرة إلى أنه «ألقى ضباط هيئة الرقابة الإدارية القبض على المحافظ ورجلي الأعمال أثناء تقديم مبلغ الرشوة، وتم إحالة المتهمين إلى النيابة، لاستكمال التحقيقات».
وأضافت المصادر أن «المحافظ غادر مكتبه فجأة في تمام الساعة 3 عصرًا، دون إبلاغ مدير مكتبه بتحركاته على غير العادة، ودون إبداء أية أسباب».
وأكد مصدر مسؤول بالمحافظة أن «عدد من قيادات المحافظة حاولوا الوصول إليه، لاطلاعه على آخر الاستعدادات لزيارة الرئيس السيسي من بعد الساعة 3 عصرًا إلا أنهم لم يتمكنوا حتى تم إعلان القبض عليه».
وقالت مصادر بالمحافظة إن «عبدالباسط» غادر مكتبه، الأحد، مع أحد القيادات الأمنية، عقب اجتماع بينهما، لمناقشة الاستعدادات لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدًا الإثنين، لمدينة السادات.
وأضافت المصادر لـ«المصري اليوم»، مساء الأحد، أن جهات رقابية قامت بتسجيل مكالمة بعد استئذان النيابة العامة للمحافظ مع أحد رجال الأعمال ويدعى (ر.ح)، مشيرة إلى القبض على المحافظ، ورجلي أعمال، مساء الأحد، وبحوزته 2 مليون جنيه «رشوة» مقابل تقنين أوضاع قطع أراضي بمدينة السادات.
وفحصت الأجهزة الرقابية بالمحافظة مكتب المحافظ، وقامت بتفتيشه والتحفظ على جميع الأوراق والمستندات به، وفرضت عليه حراسة.
وعلمت «المصري اليوم» أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيفتتح خلال زيارته لمحافظة المنوفية، المقرر لها، الاثنين، عددا من المشروعات بالمحافظة أبرزها المستشفى العسكري في شبين الكوم، ومدرسة فندقية حديثة في قويسنا، إلى جانب تفقد عدد من المصانع بمدينة السادات.
كما سيفتتح الرئيس عبر الفيديوكونفرانس مدرسة في ميت غمر بالدقهلية، ومستشفى كفر الشيخ، ومستشفى بنها للتأمين الصحي بالقليوبية، ومستشفى 15 مايو بحلوان بمحافظة القاهرة، ومجمع مرغم بالإسكندرية، والمجمع الأول من جامعة زويل.
كما علمت «المصري اليوم» أن وزراء التعليم العالي والصحة والتجارة والصناعة والتربية والتعليم سيرافقون الرئيس خلال الزيارة.
من جانبه، قال اللواء أبوبكر الجندي، وزير التنمية المحلية الجديد، إنه «مش كل الناس زي بعضها في الجهاز الإداري للدولة، وفيه ناس شرفاء وفيه ناس فاسدين».
وأضاف «الجندي»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، مساء الأحد: «لما نُعلن أنه فيه محافظ تم القبض عليه فهل في دولة شفافة وواضحة أكثر من ذلك؟»، مشددًا على أن «كل واحد يحصل على جزاء عمله».
واعتبر أن إعلان هيئة الرقابة الإدارية القبض على محافظ المنوفية ورجلي أعمال «إشارة لدولة مصر الجديدة بأن الفاسد أيًا كان مستواه تتم مواجهته، وهذا مثال رادع للناس ضعيفة النفوس».
وتابع: «أكيد الفساد مش هيمر كده، والناس في وزارة التنمية المحلية هم نصف الجهاز الإداري بالدولة، ومش كل الناس زي بعضها، ولدينا خطة لمواجهة الفساد بتوعية الناس ووضع ثواب وعقاب للجميع».
وبسؤاله عن كيفية إدارة العمل داخل ديوان عام محافظة المنوفية بعد القبض على «عبدالباسط»، أجاب وزير التنمية المحلية بأنه يتابع الأمر و«المحافظة فيها سكرتير عام وكوادر جيدة لإدارة العمل حتى تعيين المحافظ الجديد».
ولفت إلى أنه سيتواجد، الاثنين، في محافظة المنوفية بالتزامن مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك بعد أن «أحضر لقاء وداع مع موظفي الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بعد أن قضيت معهم نحو 13 عامًا».
النائب أحمد رفعت، عضو مجلس النواب عن دائرة قويسنا، قال إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يتغير أي شيء بشأنها بعد إعلان هيئة الرقابة الإدارية إلقاء القبض على المحافظ.
وأضاف «رفعت»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «يحدث في مصر»، مساء الأحد، أن شبهات الفساد كانت تحاصر «عبدالباسط»، منذ أن كان رئيسًا لمدينة السادات، مؤكدًا أنه ظل رئيسًا للمدينة طيلة 3 سنوات إبان فترة توليه منصبه كمافظ للإقليم.
وأوضح عضو مجلس النواب عن دائرة قويسنا أن قضايا الفساد التي تم إلقاء القبض على المحافظ على خلفيتها تكمن في تقاضي مبلغ مادي لتسهيل الاستيلاء على قطع أراضي من 2 من رجال الأعمال.
وأعرب «رفعت» عن حزنه لرحيل محافظ المنوفية بهذه الصورة، قائلًا: «كنا نرغب في رحيله لكن ليس بهذه الصورة المؤلمة»، وأشار إلى أن محافظ المنوفية كان «إداري ناجح».
وتنشط هيئة الرقابة بشكل ملحوظ في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة مع توجيهات الرئيس بأهمية مكافحة الفساد، ودعمه الدائم بالقضاء على أي فاسد ومحاسبته بالقانون.
في سبتمبر 2015، ألقت الرقابة الإدارية القبض على وزير الزراعة آنذاك، الدكتور صلاح هلال، في ميدان التحرير، بتهمة الفساد وتلقي رشاوى وهدايا من أجل تسهيل أعمال غير قانونية لرجال أعمال، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بعد ذلك، وسميت قضيته بـ«رشوة وزارة الزراعة».
وفي 2016، كانت قضية الرشوة المعروفة بمجلس الدولة، حيث ضبطت المستشار وائل شلبى، الأمين العام لمجلس الدولة، الذي مات في محبسه في 1 يناير، لاتهامه في القضية التي هزت الرأى العام والمعروفة إعلامياً بـ«رشوة مجلس الدولة»، والمتهم فيها جمال اللبان مدير المشتريات بمجلس الدولة، الذي حكمت المحكمة بسجنه 25 عاما، لحصولهما على رشوة مالية وجنسية.
واستحوذ القبض على المحافظ مساحة كبيرة من البرامج المسائية، وقال الإعلامي وائل الإبراشي إن القبض على المحافظ في تهم فساد يدل على أن الدولة «تحارب الفساد، ولا تتستر عليه».
وأضاف، في برنامجه «العاشرة مساء» أن «الدولة لا يزعجها أن يقال إن محافظ فاسد سقط»، مشيرًا إلى أنه «في مسؤولين دخلوا السجون، هي الناس لا تتعظ».
وقال الإعلامي عمرو أديب إن «هناك قبضة حديدية ويد ثقيلة على ضرب الفساد»، مضيفًا، في برنامجه «كل يوم» أن «الرقابة الإدارية مابتخشش في قضايا مضروبة، أكيد واقعة القبض على محافظ المنوفية تم تصويرها فيديو، ولكن إزاي محافظ أو وزير يتم القبض عليه في وقائع فساد، حاجة غريبة جدا».