«زي النهارده».. الشاذلي بن جديد يتخلى عن رئاسة الجزائر 14 يناير 1992

كتب: ماهر حسن الأحد 14-01-2018 05:39

جاء الشاذلى بن جديد، رئيسا للجزائر في ٩ فبراير ١٩٧٩ خلفا للرئيس هوارى بومدين، فكان ترتيب بن جديد الرئيس الرابع منذ استقلال الجزائر، وهو مولود في ١٤ أبريل ١٩٢٩ في ولاية عنابة وانضم إلى الجيش الفرنسى كضابط وحارب في الهند الصينية.

وفى بداية حرب الاستقلال الجزائرية انضم إلى جبهة التحرير وكوفئ بمنحة القيادة العسكرية لمنطقة وهران الجزائرية في ١٩٦٤، وبعد الاستقلال ظل يترقى حتى صار وزيراً للدفاع من نوفمبر ١٩٧٨، وحتى فبراير ١٩٧٩، وبعد وفاة هوارى بومدين صار رئيسا للجزائر كان ينظر إليه على أنه تحررى موالٍ للغرب، وأثناء فترة رئاسته خفف من تدخله في الاقتصاد وخفف المراقبة الأمنية على المواطنين في أواخر الثمانينيات، ومع انهيار الاقتصاد بسبب انخفاض أسعار النفط بسرعة.

واشتدت حدة التوتر بين أجنحة النظام الداعمة لسياسة بن جديد الاقتصادية والمعارضين لها، وفى أكتوبر ١٩٨٨ اندلعت احتجاجات شبابية ضد بن جديد اعتراضاً على سياسات التقشف، ما أدى إلى انتشار اضطرابات هائلة في وهران وعنابة، ومدن أخرى وقمعها الجيش بشكل وحشى، ما أدى إلى مقتل المئات،وفى سعيه للبقاء سياسياً، دعا بن جديد إلى الانتقال للديمقراطية والسماح بالتعددية الحزبية غير أن الجيش الجزائرى تدخل لإيقاف هذه الانتخابات دافعا بحركة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى السلطة مما أدى إلى استقالة بن جديد «زي النهارده» في ١٤ يناير ١٩٩٢ بعد دخول البلاد في حرب أهلية دموية وطويلة، وابتعد بن جديد عن الحياة السياسية، وفى أواخر ٢٠٠٨، ظهر مجدداً عندما ألقى خطاباً مثيراً للجدل في مدينته الأصلية الطارف.