سيرة في صورة: جمال عبدالناصر.. ١٠٠ سنة على ميلاد الزعيم

كتب: ماهر حسن السبت 13-01-2018 00:06

ولد ١٥ يناير ١٩١٨ فى ١٨ شارع قنوات فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، وكان الابن الأكبر لعبدالناصر حسين، ابن قرية بنى مر فى صعيد مصر، وكان يعمل فى البريد بالإسكندرية. تنقل «عبدالناصر» بين المدارس فى تعليمه الأولىّ، بدءا من روضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية إلى المدرسة الابتدائية بالخطاطبة ثم مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية ثم مدرسة العطارين بالإسكندرية، وتوفيت والدته حين كان صبيا.

فى تعليمه الثانوى، التحق بالقسم الداخلى بمدرسة حلوان الثانوية، ثم مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية، وخرج طالبا فى مظاهرة أشعلها حزب «مصر الفتاة» إثر إلغاء رئيس الوزراء إسماعيل صدقى العمل بدستور ١٩٢٣، وقد ضاق المسؤولون فى المدرسة بنشاطه ونبهوا والده، فأرسله إلى القاهرة والتحق بمدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة.

■ ■ ■

ظهر شغفه بالقراءة فى التاريخ والموضوعات الوطنية، فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن «روسو» و«فولتير» وكتب مقالة بعنوان «فولتير رجل الحرية» نشرها بمجلة المدرسة، كما قرأ عن «نابليون» و«الإسكندر» و«يوليوس قيصر» و«غاندى»، وقرأ عن أبطال الإسلام ومسرحيات وروايات توفيق الحكيم، خصوصاً رواية «عودة الروح» التى تتحدث عن ضرورة ظهور زعيم للمصريين.

■ ■ ■

وفى ١٩٣٥ وهو بمدرسة النهضة الثانوية كان هناك نشاط للحركة الوطنية، وإثر صدور تصريح «صمويل هور»، وزير الخارجية البريطانية، فى ٩ نوفمبر ١٩٣٥ معلناً رفض بريطانيا عودة الحياة الدستورية بمصر، اندلعت المظاهرات وقاد عبدالناصر فى ١٣ نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية واجهتها قوة من البوليس الإنجليزى، فأصيب بجرح وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة «الجهاد» لصاحبها توفيق دياب، والتى تصادف وقوع الحادث بجوارها، ونشر اسمه فى العدد الذى صدر صباح اليوم التالى.

وقد تقلب «ناصر» بين التيارات السياسية، فانضم إلى «مصر الفتاة» لعامين ثم لـ«الإخوان المسلمين»، لكنه عزف عن الانضمام لأى من الجماعات أو الأحزاب لعدم اقتناعه بجدوى أيٍّ منها.

■ ■ ■

بعد حصوله على البكالوريا التحق بكلية الحقوق وتركها والتحق بالكلية الحربية وتخرج فى ١٩٣٨، والتحق بسلاح المشاة وتعرف على زكريا محيى الدين وأنور السادات وعبدالحكيم عامر.

■ ■ ■

وفى نهاية ١٩٤١ رسخت فكرة الثورة فى ذهنه رسوخاً تاماً، وتركز جهده فى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين يحملون قناعة التغيير والتحرير، ورُقّى لرتبة (نقيب) فى سبتمبر ١٩٤٢، وفى فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية.

■ ■ ■

وفى ٢٩ يونيو ١٩٤٤ تزوج جمال عبدالناصر من «تحية محمد كاظم»، ابنة تاجر من رعايا إيران، كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم: خالد وعبدالحميد وعبدالحكيم. لعبت «تحية» دوراً مهماً فى حياته، خاصة فى مرحلة الإعداد للثورة، وقد سافر جمال إلى فلسطين فى ١٦ مايو ١٩٤٨، وكان برتبة صاغ (رائد)، وكانت لتجربة حرب فلسطين آثار قوية عليه، وانتهت بالهدنة فى ٢٤ فبراير ١٩٤٩، وجرح فيها، وبعد رجوعه للقاهرة أصبح واثقاً أن المعركة الحقيقية فى مصر، وبعد عودته عُين مدرساً بكلية أركان حرب، وبدأ من جديد نشاط الضباط الأحرار.

■ ■ ■

ثم حدث حريق القاهرة فى ٢٦ يناير ١٩٥٢ بعد اندلاع المظاهرات فى القاهرة، احتجاجاً على مذبحة الإسماعيلية التى تعرض لها رجال البوليس بالإسماعيلية، كما جرى بين الضباط الأحرار والملك فاروق فيما عرف بـ«أزمة انتخابات نادى ضباط الجيش»، حيث فاز محمد نجيب مرشح الضباط الأحرار على مرشح الملك فاروق حسين سرى، فألغى الملك الانتخابات، فقرر جمال عبدالناصر، رئيس الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، تقديم موعد الثورة الذى كان محدداً لها قبل ذلك عام ١٩٥٥، وتحرك الجيش ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، ونجحت الثورة، واختار الضباط «نجيب» رئيسا.

■ ■ ■

بعد إعفاء اللواء محمد نجيب من جميع المناصب التى يشغلها، جاء عبدالناصر فى ٢٤ يونيو ١٩٥٦ رئيساً للجمهورية، حتى وفاته فى ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.