قالت وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلارى كلينتون» إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ستتعاون مع الأحزاب الإسلامية الصاعدة فى العالم العربى، وذلك فى إطار إجابتها عن تساؤل بشأن السياسة الأمريكية فى تعاطيها مع الربيع العربى.
وأوضحت «كلينتون»، فى كلمة ألقتها بالمعهد الوطنى الديمقراطى،الاثنين «القول بأن المسلمين الملتزمين لن يقبلوا بالديمقراطية بعد انطلاقة (الربيع العربى) هو أمر خاطئ وخطير ومهين»، مشددة على أن الولايات المتحدة ستعمل مع أى من الأفراد والأحزاب الراغبة فى الحفاظ على القيم الأساسية.
وعددت «كلينتون» المعايير التى يجب أن يحترمها كل الأحزاب، الإسلامية والليبرالية على حد سواء، وهى: «ضرورة احترام الديمقراطية، ورفض العنف، والانضمام إلى دولة القانون، واحترام الحريات وحقوق النساء والأقليات، والقبول بمبدأ الهزيمة الانتخابية، ورفض إثارة التوترات الدينية».
وأكدت «كلينتون» أن «الولايات المتحدة تواصل دعمها الربيع العربى بالرغم من أن عملية التحولات فى المنطقة فوضوية وغير مستقرة وغير واضحة».
وقالت «كلينتون» إنه بعد عقود من الشراكة مع الحكام الطغاة فى جميع أنحاء المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستقترب من المشهد السياسى الجديد بعقل متفتح وعلى أساس أن الدعم طويل الأجل للديمقراطية أفضل من المزايا قصيرة الأمد من خلال التحالفات مع الأنظمة الاستبدادية.
وفى خطوة أكثر تشدداً نحو المجلس العسكرى، دعت كلينتون إلى نقل حقيقى للسلطة فى مصر قائلة: «إذا ما بقيت السلطة السياسية الكبيرة فى مصر بين هؤلاء المسؤولين غير المنتخبين، فإنهم سيكونون بذورا للاضطرابات فى المستقبل، وسيفقد المصريون فرصة تاريخية».
من جانبه، قال مارك تونر، مسؤول بارز فى الخارجية الأمريكية، إن هناك العديد من التساؤلات التى أثيرت فى مصر منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك فى 11 فبراير الماضى، حول القرارات التى اتخذها المجلس العسكرى فيما يخص الجدول الزمنى للانتقال إلى حكم مدنى.
وأضاف «تونر» أن العلاقات بين الولايات المتحدة والمجلس العسكرى عميقة جداً ومتعددة الأوجه، وهناك الكثير من الطرق لمعالجة القضايا، سواء القضايا التى تتفق عليها الولايات المتحدة أو القضايا التى لدينا مخاوف بشأنها.
ورأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن ثورة 25 يناير فى مصر تتجه لأن تكون «ثورة مضادة»، حيث يكون هناك نظام عسكرى آخر لن يختلف عن ذلك الذى جاء بعد ثورة عام 1952، حينما طردوا الملك فاروق بسبب فساده، الأمر الذى يجعل الديمقراطية بعيدة المنال بشكل كبير.