«خبر عاجل» يكسر صمت أحد أيام منتصف شهر مارس 2014. تراجع الفريق عن قراره بعد 29 يومًا فقط من إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية أمام الفريق عبدالفتاح السيسي.
سامي عنان، رئيس الأركان المصري الأسبق، كان أعلن خوضه للانتخابات الرئاسية في 16 فبراير 2014، في فترة قد تشبه كثيرًا، ما نعيشه اليوم من أجواء إعلان المرشحين المحتملين لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة في نهاية مارس المقبل.
«إعلاء للمصلحة الوطنية، وبسبب المخاطر التي تحيط بالبلاد»، جملتان بنا عليهما ابن قرية «سلامون القماش»، بمركز المنصورة، دقهلية، دوافعه لانسحابه من المشهد السياسي المصري، عقب أيام من المنافسة على حكم مصر، لكن قبل تلك الأيام، كان للفريق أيام أخرى جيدة، وأقل منها سيئة.
يعود اليوم سامي حافظ عنان للمشهد السياسي، في خطوة غير متوقعة، وهو على بعد أيام من بلوغ ربيعه السبعين، بإعلان خوضه لانتخابات الرئاسة المقبلة، عبر حزبه «مصر العروبة الديمقراطي»، المؤسس رسميًا في 2015، بالطريقة نفسها التي أعلن بها ترشحه لانتخابات 2014، والتي سبقها نفي، ثم تكهنات، ثم تصريحات على لسان مصادر مقربة منه، ثم إعلانه الصريح للترشح.
«يؤيد ويدعم استمرار الرئيس السيسى لفترة رئاسية سياسية ثانية، ليأخذ فرصته الكاملة، ولعدم المقامرة بإجراء تغيير فى ظل حاجة الدولة إلى تقوية واستقرار واستكمال الأعمال ذات الطابع الاستراتيجى»، هكذا أعلن رجب حميدة، أمين عام سياسات حزب «مصر العروبة»، الذي يتزعمه «عنان»، عدم نية الأخير ترشحه لانتخابات الرئاسة، في تصريحات صحفية، 19 سبتمبر 2017.
ما أشبه الليلة بالبارحة، المحارب الذي خاض حربي 1967، و1973، سبق وكرر الموقف نفسه، قبل أربع سنوات، تحديدًا في 20 سبتمبر 2013، حينما نفى في تصريحات لـ«المصري اليوم»، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية: « ترشحي لانتخابات الرئاسة غير وارد في الفترة الحالية».
التصريح لم يحمل حينها أي تشكيك، وتقبلته جموع الشعب بصدق، حرصًا من الجميع على المصلحة العليا للبلاد، لكن الفريق أحمد شفيق، المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، كان له رأي آخر، أعلنه قبل أيام من تراجع «عنان» عن عدم ترشحه: «أنصح الفريق سامي عنان، بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، والالتفاف حول مرشح واحد يريده الشعب، وهو المشير عبدالفتاح السيسي».
لم يستوعب «عنان» نصيحة «الفريق شفيق» الذي تراجع عن خوض سباق الانتخابات أمام المرشح عبدالفتاح السيسي ـ حينها ـ وأعلن ترشحه، في مشهد أشبه باللعب على الكراسي الموسيقية.
في مارس 2014، وبعد 29 يومًا من إعلانه ترشحه، خرج الفريق سامي عنان، ليعلن تراجعه عن خوض انتخابات الرئاسة «إعلاءً للمصلحة الوطنية»، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي، عقده بمقر حملته بالدقي: «أعاهد الله وأعاهدكم يا أبناء الشعب العظيم أن القائد سامي عنان سيظل وفيًا لمصر وجيشها، وسأبقى دومًا محافظًا على العهد ووفيًا في القسم الذي أقسمته بالولاء للوطن مهما تبدلت المواقع أو تغيرت الظروف، والله أسأل أن يوفقنا جميعًا، بارك الله كل جهد يخدم شعبنا العظيم».
بداية من منتصف ليل 12 يناير 2018، بعدما تصدر خبر إعلان ترشحه المواقع الإلكترونية، انشغل الوسط السياسي، بمدى جدية «عنان»، في خوض الانتخابات وقدرته على جمع 25 ألف توكيل، قبل نهاية الشهر الجاري، وسط تكهنات باحتمالية تراجعه في موقف أشبه بانتخابات 2014.