من ترامب لكيم.. أدينا بنتسلى

كريمة أبو العينين الخميس 11-01-2018 21:32

منذ فترة وأنا أتابع تغريدات الرئيس الأمريكى، خاصة تلك التي يوجهها لرئيس كوريا الشمالية، والتى إن دلت على شىء إنما تدل على أن الرئيس الأمريكى دمه خفيف وابن نكتة، وأنه بالبلدى كده «بيلعب بالبيضة والحجر».

وعلى مدى متابعتى للعدوين، كما يريد المجتمع الدولى أن يظهرهما، لاحظت أن ترامب يتحدث وكأنه غير ملم بالسياسة ولا بوضعية دولته، القطب الأوحد، ولا بمرجعية دبلوماسية من الأساس، فهو يغرد بأى مفردات ودون احتساب الآثار السياسية، وكأنه يرغب في إهدار وقت ثقيل عليه، فيخفف حدته وثقله بأى حديث وبأى لغة وبأى كلمات.

والأغرب ردود الرئيس الكورى الشمالى، فهى كلها عنجهية واعتزاز ولا تخلو من التطاول والتعدى على الكيان الامريكى، الممثل في شخص رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. ومن حين لآخر أقرأ الردود وأجدها كلها بين التشفى والتحدى، وبعض منها للتهريج والضحك على ما يقوله رئيسا دولتين يقفان أمام بعضهما كالديوك المتناحرة في ساحة منافسة غير شريفة. وتمضى بى المتابعات والملاحظات لتتوقف عند تغريدة للعم سام، أقصد ترامب، يقول فيها لنظيره الكورى الشمالى إنه يمتلك «زر نووى ضخم»، ويتحدث بطريقة هزلية عن هذا الزر النووى، ليرد عليه رئيس كوريا الشمالية بنفس طريقة الأطفال ويقول له «وأنت ورينا زرك النووى».

الحديث بينهما يذكرنا بأيام الطفولة، عندما كنا نغيظ أصحابنا بأننا لدينا كيت وكيت وكيت، ليردوا هم علينا بأنهم عندهم هذا وذاك وتلك.. التغريدتان تجعلانك لا تصدق أنهما صادرتان من دولتين إحداهما قطب أوحد والأخرى يترأسها رجل يلعب بمنطقة جنوب شرق آسيا كلها، ويلاعب أيضا أوروبا والولايات المتحدة، وكلما تتابع التغريدات يساورك إحساس بأنها ليست لترامب وكيم، مما يجعلك تسأل لتتأكد أنها لهما، ولكن يظل لديك تساؤل عن تحليل الشخصيتين، وبالأحرى الرئيس الأمريكى، لأن الكورى الشمالى عُرف بجنونه وتسرعه واندفاعه، فهل تتخيل أن رئيس الإمبراطورية الحالية يتحدث بهذه الطريقة ويغرد بهذا الأسلوب؟ وهل مستشاريه لا يشيرون عليه بتغيير أدائه ليتناسب مع مكانة دولته؟ وهل كل من في البيت الابيض ليست لديه العقلية ولا القدرة على توجيه ترامب للأصوب؟ أم أن الشعب الأمريكى يفصل بين ما يغرد به ترامب وما يقوم به سياسياً؟، وأيضا تتساءل: هل لو حدث هذا في دولتنا ومنطقتنا كانت ستمر مرور الكرام؟، ويقفز إلى عقلك مسمى الإعلام لماذا لم يقفز ويلتهم ترامب التهاما، ويحقره ويقلل من قيمته وشأنه كما كان سيحدث عندنا لو رئيس نادى وليس دولة غرد بهذه الطريقة؟.

نحن إذن أمام نظام له أساس وبنيان له قواعد يخرج فيه التصنيف، ويظل فيه الشخص مجرداً بإنسانيته، وعليه نقول لترامب غرد كيفما تشاء، ولكيم نقول أيضاً غرد كيفما يحلو لك، ولهما نقول «خليهم يتسلوا»!!