الرئيس اليمنى يرفض عرض الوساطة الخليجى.. والمعارضة تتمسك برحيله

كتب: وكالات الجمعة 08-04-2011 18:30

رفض الرئيس اليمنى على عبدالله صالح المبادرة التى تقدمت بها دول الخليج لحل الأزمة السياسية فى البلاد، وأكد عدم قبوله أى مبادرة من أى دولة أخرى، فى تطور يهدد بمزيد من التصعيد وتعقيد الموقف، بينما احتشد مئات الآلاف من المعارضة التى أصرت على رحيل الرئيس اليمنى فى ساحات التغيير فى صنعاء ومختلف المحافظات فى «جمعة الثبات»، بينما رد عشرات الآلاف من أنصار النظام بمسيرات فى ما أطلقوا عليه جمعة «الوفاق».

وفى نبرة تحد جديدة للاعتصامات التى سيطرت على الشارع اليمنى منذ أكثر من شهرين، قال صالح إنه يرفض أى مبادرات من دول خارجية لحل الأزمة السياسية فى اليمن، وقال فى كلمة مقتضبة أمام الآلاف من أنصاره فى صنعاء إن الآخرين يجب أن يحترموا مشاعر اليمنيين سواء كانوا أصدقاء أو أشقاء، وأضاف أنه يرفض الانقلاب على شرعية دستور اليمن وعلى ديمقراطيته وحريته، بحسب ما نقل عنه التليفزيون الحكومى.

كان وزير الخارجية اليمنى أبوبكر القربى قال أمس إن السلطة «تدرس» المبادرة التى قدمتها دول مجلس التعاون الخليجى للخروج من الأزمة الحالية، وأكد وزير الخارجية اليمنى «أن أى مبادرة تستهدف إيجاد الحلول للأزمة تتفق مع دستور الجمهورية اليمنية هى موضع الترحيب وتمثل مدخلاً حقيقياً للحل» فى اليمن.

إلا أن تصريحات نائب وزير الإعلام اليمنى عبده الجندى بأن المبادرة الخليجية «غير ديمقراطية» وتقتضى انتقالا غير ديمقراطى للسلطة، تعكس وجود خلافات بين أجنحة السلطة المختلفة فى اليمن، مما قد يؤجل التوصل إلى حل للأزمة السياسية فى البلاد منذ يناير الماضى، وكان النظام اليمنى أعلن ترحيبه بالمبادرة.

بدورها، قالت المعارضة، فى أول رد لها على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، إنها لاتزال متمسكة بمطالبها بتنحى الرئيس صالح كشرط أول لوقف الاحتجاجات وإنهاء الاعتصامات، وتضمنت المبادرة تنحى «صالح» وتسليم سلطاته إلى نائبه عبدربه هادى منصور مع منح الرئيس اليمنى وعائلته ضمانات قضائية، كما تتضمن الخطة تشكيل مجلس حاكم يضم كل الأحزاب السياسية والقبائل يتولى إدارة الأمور لمدة 3 أشهر، ويتولى المجلس الإعداد لإجراء انتخابات.

كان رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى أعلن أن دول الخليج التى تجرى وساطة لحل الأزمة فى اليمن تأمل فى التوصل إلى اتفاق لتنحى الرئيس صالح، وتعليقا على تلك التصريحات، قال محمد الصبرى القيادى فى اللقاء المشترك المعارض إن «أى جهد فى هذا الاتجاه مرحب فيه تلقائيا كونه يخدم الإرادة الشعبية».

ميدانيا، اشتعل ما يمكن وصفه بـ«دربى» صنعاء والمحافظات اليمنية بين أنصار ومعارضى الرئيس صالح، إذ احتشدت المعارضة فى ساحات التغيير بصنعاء وعدن والحديدة وتعز، مرددين هتافات تطالب برحيل النظام، الذى حشد بدوره أنصاره فى جمعة الوفاق.

وقال شهود عيان إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب العشرات من المتظاهرين فى هجوم جديد برصاص قوات الأمن على المعتصمين بساحات التغيير فى تعز جنوب البلاد.فى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن المعارض اليمنى حميد الأحمر أبلغ مسؤولا بالسفارة الأمريكية فى صنعاء قبل أقل من عامين بخطة سرية للإطاحة بالرئيس صالح، وتتضمن الخطة إشعال تمرد إذا لم يضمن «صالح» إجراء انتخابات برلمانية نزيهة عام 2011، وقالت الصحيفة إن عدة برقيات أمريكية سربها موقع «ويكيليكس» الإلكترونى فى 2009 كشفت أن مسؤولين أمريكيين كانوا على دراية بالوضع السياسى فى اليمن ولكنهم قللوا من احتمال الإطاحة بصالح حليف الولايات المتحدة الرئيسى فى حربها على جناح تنظيم القاعدة فى اليمن.