هليل «يهلل» لإثبات أنه مصرى: ندراً عليا والندر دين لو الجيش رجّع لى جنسيتى هادبح كبشين

كتب: محاسن السنوسى ‏ الخميس 07-04-2011 20:48

لم يبق أمامه سوى حل واحد، أن يقف فى ميدان عام ويقسم كما اعتاد أن يقسم من قبل: «أقسم بالله أنى مصرى.. أمى وأبويا اتولدوا فى وادى اللجيم فى ربوع سيناء»، لينهى سنوات من المعاناة قضاها الشيخ هليل نصير سالم الذى فقد أوراقه الثبوتية ثم هويته المصرية، وحسب روايته: «ولدت فى قبيلة (المزينة) فى أحد وديان دهب فى جنوب سيناء، وفى أعقاب هزيمة حرب 67 وما تبعها من دمار وفقر لشبه الجزيرة قررت وأفراد أسرتى أن نشد الرحال مع رفاقنا النازحين من الأراضى المصرية إلى الأردن على متن إحدى السفن التى رست بقلاعها بالقرب من ميناء العقبة».


هنا بدأ «هليل» حياة جديدة بين إحدى قبائل بدو الأردن، وما أن استقرت الأجواء فى مصر حتى عاوده الحنين إلى مسقط رأسه «مصر»، فقرر العودة إلى سيناء، وفى عام 1981 أنجب ابنه «سويلم» وعندما توجه إلى السجل المدنى فى «دهب» ليستخرج شهادة ميلاد صغيره فوجئ بأن بطاقته الشخصية عفا عليها الزمن، وطلب منه الموظفون تجديدها، وبدأت معاناته عندما أخبره موظف السجل المدنى فى منطقة «أبوزنيمة» بأن اسمه غير مسجل فى الدفاتر واتهمه الموظف المسؤول بتزوير بطاقته التى تؤكد أنه مصرى.


وأضاف: «نصحنى أولاد الحلال بالذهاب إلى مجمع التحرير فى القاهرة بصحبة شقيقى (سويلم) الذى تبقى على قيد الحياة بعد أن فقدت شقيقين آخرين فى حرب 73، وكانت مفاجأة جديدة فى انتظارى حيث طلب منى الموظف المختص شهادة ميلاد ووفاة والدى، فقلت له: إذا كنت لا أملك شهادة ميلاد فكيف لأبى المتوفى من نصف قرن أن يحظى بهذه الأوراق النادرة». «هليل» رفض بعض العروض التى تلقاها للحصول على الجنسية المصرية، منها أن يتزوج من مصرية، مبرراً: «أرفض أن أحصل على هويتى بهذه الطريقة.. أنا مصرى أباً عن جد».


وبقدر ما يشعر «هليل» بالضجر لعدم حصوله على الهوية يشعر بخطر يهدد أحفاده بسبب عدم استطاعته استخراج شهادة ميلاد لأبنائه، ومن ثم أحفاده الذين حُرموا من دخول المدارس بسبب عدم وجود أوراق تؤكد أنهم مصريون. وقال هليل: «لو الجيش المصرى أعاد لى هويتى المصرية هادبح كبشين فدا مصر».