السيد محمد على: «الفلوس» سبب ابتعاد النجوم عن مسرح الدولة

كتب: اخبار الإثنين 07-11-2011 15:54

أكد السيد محمد على، رئيس البيت الفنى للمسرح، أنه يسعى لخروج مسرح الدولة للأقاليم وتقديم عروض بالمحافظات، لكن المشكلة هى عدم تجهيز المسارح هناك، موضحاً أن غياب النجوم عن المسرح يرجع للعامل المادى، خاصة أنهم يتقاضون مبالغ ضخمة فى الدراما التليفزيونية.

وقال السيد محمد على، لـ«المصرى اليوم» إنه لا يعلم أسباب اعتذار نور الشريف عن مسرحية «حفلة تنكرية»، مستبعداً فكرة إعادة أى عروض قديمة إلا فى حالة تصويرها تليفزيونياً - وإلى نص الحوار:

كيف ترى واقع المسرح بعد ثورة 25 يناير؟

- أى ثورة يكون لها رد فعل، فمثلا هناك عروض تتحدث عن الثورة وتعبر عن الواقع الحالى، ولكنها للآسف عروض انفعالية، ووزارة الثقافة تحاول أن تغير هذا النهج من خلال مشروعات جديدة، مثل مشروع ثقافة الدولة الحديثة، الذى سيتم تنفيذه بالاشتراك مع البيت الفنى للمسرح والمركز القومى للمسرح وهيئة الكتاب والمركز القومى للسينما وفرقة الفنون الشعبية وفرقة الموسيقى العربية، وسنحاول تقديم مسرحية لتوعية المواطن بحقوقه وواجباته بعد الثورة، ونشرح من خلالها للناس ما هى الوحدة الوطنية والمواطنة وبعض المفاهيم السياسية.

هل ستؤثر الثورة على المسرح؟

- الثورة أثرت على كل شىء فى حياتنا، وبالتالى ستؤثر على المسرح، والمسألة ليست مسرحيات سياسية تتناول الثورة، ففى أى عمل اجتماعى، سواء فى المسرح أو الدراما التليفزيونية أو السينما تكون الأحداث مرتبطة فى المقام الأول بمشاكل المواطن وهمومه، والتى ترتبط فى الأساس بالنواحى الاجتماعية، والتى ترتبط أيضاً بالسياسة، كما أن الناس أصيبت بصدمة مما كتب فى الصحف وما نراه فى الفضائيات عن الفساد والمليارات المنهوبة، لذلك أصبح الجميع يتحدثون فى السياسة سواء المثقفين أو المتعلمين أو حتى رجل الشارع البسيط، فهذا رد فعل طبيعى لما يحدث، وسنرى صداه لفترة معينة على خشبة المسرح.

هل لديك عروض أخرى غير ثورية؟

- توجد لدينا عروض ترفيهية لا تقدم السياسة بشكل مباشر مثل «ساحرات سالم»، وهو عرض عالمى و«مفيش حاجة تضحك»، ولكن العروض السياسية هى سمة هذه الفترة، لأنها الشىء الأساسى الذى يشغل بال المتفرج حالياً، ويجب أن يكون هناك تواصل بين ما يحدث فى الواقع وما يقدم فى الفن.

لماذا يوجد حالة خصام بين الناس والمسرح؟

- السبب الأساسى لابتعاد الناس عن المسرح هو وجود الإنترنت والتطور الهائل فى وسائل الإعلام، سواء قنوات فضائية أو الوسائل التكنولوجية الحديثة، فأصبح الجمهور يسعى للوسيلة الأسهل التى تأتى له داخل المنزل دون الذهاب إليها، ومن ناحية أخرى فإن المسرح تحديداً كمن يحتاج عشقاً خاصاً فلا يذهب إليه إلا من يحبه.

هل ترى أنه ليس لدينا ثقافة مسرحية؟

- فعلاً، نحن لا نمتلك ثقافة مسرحية، لذلك يجب أن تكون لدينا ثقافة لفن المسرح تفعل فى المدارس والجامعات، ومؤخراً التقيت هانى كمال، المسؤول عن النشاط المسرحى فى وزارة التربية والتعليم، وأصبحت هناك مادة للخطابة والمسرح تدرس بالمدارس مثلها مثل الرسم والموسيقى، على أمل أن يخرج جيل جديد مثقف مسرحياً.

ماذا عن الخريطة الجديدة للعروض؟

- هناك خريطة جديدة نحاول أن تتضمن جانباً ترفيهياً، بعيدا عن الجانب السياسى المسيطر على المسرح حالياً، فهناك عرض «فى بيتنا شبح» تأليف لينين الرملى وإخراج عصام السيد، وهناك عروض كوميدية واجتماعية نحاول أن ننتقل فيها لأحداث ما بعد الثورة، لأن المسرح فى المقام الأول هو فن المتعة وليس الملل، وعلى الجانب الشخصى أحلم بأن يتحول البيت الفنى للمسرح إلى هيئة، فنحن نمتلك 9 فرق، ولكن للآسف، لابد أن يكون هذا التحول بقرار جمهورى، وكان هناك قرار بعدم إنشاء هيئات ونحاول الوصول لحل لهذه المشكلة بعد أن تستقر الأوضاع، كما أحلم بإدارة تجوال يجوب المحافظات، خاصة أن هيكله كامل، ولكن المشكلة أننا نحتاج للسيولة المالية وتغيير اللائحة لكى نحول كل مسرح لبيت فنى.

هناك من يعترض على اختيار قيادات المسرح بالانتخاب فما رأيك؟

- وزير الثقافة نفسه كان معترضاً على هذه الطريقة فى اختيار القيادات، لأنه لا يصح أن نعين مديراً عاماً لمكان، ويكون تحت سلطة تنفيذ الأوامر، فالفنيون اجتمعوا فى مكتبى وقالوا نحن واجهنا معاناة مع المديرين المعينين قبل الثورة، لأن المدير كان يأتى بأصدقائه ومنهم من يقوم بالإخراج أو التمثيل، وأحيانا كان يأتى بممثلين من خارج المسرح، فى حين أن المعينين بالمسرح لا يعملون، فهناك ممثلون ومهندسو ديكور ومخرجون انتظروا العمل 4 أو 5 سنوات، ووصلنا إلى حل وسط وهو أننا سنتبع نفس أسلوب اختيار عمداء الكليات بالجامعات، ونرشح ثلاثة يكون لهم قبول ويتم تعيين واحد منهم، أما المكاتب الفنية فستظل بالانتخاب، خاصة أن هناك شفافية عالية فى الانتخابات ومراقبة من الشؤون الفنية بالوزارة.

ما رأيك فى تجربة اختيار القيادات بالانتخاب؟

- لا أستطيع تقييم هذه التجربة إلا بعد مرور عام عليها.

مسرح الدولة يركز عروضه بالقاهرة وأحيانا بالإسكندرية.. لماذا لا تكون هناك عروض بالمحافظات؟

- نحن نحضر قافلة لمسرحية «فيه إيه يا مصر» ستجوب 16 محافظة، وهى تتحدث عن الوحدة الوطنية، بطولة محمد رمضان وراندا البحيرى وإنتاج المسرح الحديث، وسنبدأ بمحافظات أسيوط وسوهاج وأسوان ونتجه بعد ذلك للوجه البحرى وسيناء، وهناك توجه للخروج نحو الأقاليم، ولدينا مسرح فى المنصورة نحاول أن نعرض عليه بعض المسرحيات، ولدينا أيضا مسرح فى طنطا نسعى لتجهيزه، لكن المشكلة الأساسية أن مسارح المحافظات غير مجهزة من ناحية الدفاع المدنى، ولن نستطيع تقديم عروض عليها حتى لا تحدث كوارث مثل كارثة بنى سويف.

ما سبب ابتعاد النجوم عن المسرح؟

- العامل المادى هو السبب الرئيسى، فهم يأخذون ملايين فى المسلسلات، ونحن لدينا مسرحية «الديكتاتور» فى المسرح الحديث مازلنا نبحث لها عن بطل، وعرضناها على كل نجوم مصر ورفضوا، لأنهم يطلبون حوالى 200 ألف جنيه فى الشهر ونحن لدينا سقف للأجور هو 50 ألف جنيه شهرياً، ولا نستطيع تجاوزه، وعليهم أن يعلموا أن هذا مسرح الدولة التى تعانى انتكاسة اقتصادية، فهم لا يساهمون فى المسرح وغير متعاونين.

ما هى آخر أخبار العرض الذى رشح لبطولته نور الشريف؟

- كان من المفترض أن يقدم نور الشريف مسرحية اسمها «حفلة تنكرية» واعتذر، ولا أعرف الأسباب التى دفعته لذلك لكنه بالتأكيد مشغول بأعمال أخرى.

هل ستعيد عروضاً قديمة؟

- ليست هناك نية لعرض مسرحيات قديمة، وحدث ذلك فى بداية عملى، لأنه كان هناك عدد كبير من الفنانين دون عمل فأعدت تلك العروض لكى يكون هناك دخل مادى لهم، ولن أفكر فى ذلك إلا إذا كانت الإعادة للتصوير التليفزيونى.