توج محمد صلاح، نجم هجوم فريق ليفربول الإنجليزي والمنتخب الوطني، الخميس، بجائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، لأفضل لاعب في أفريقيا.
وتوج «صلاح» بالجائزة، عقب تفوقه على منافسيه السنغالي ساديو ماني، زميله في ليفربول، والجابوني بيير إيمريك أوباميانج، نجم فريق بوروسيا دورتموند الألماني.
ويعتبر «صلاح» ثاني لاعب مصري يتوج بالجائزة، بعد محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي الحالي، والذي توج بالجائزة في 1983.
وربما يكون الأمر على سبيل المصادفة، إلا أن «صلاح» توج بالجائزة، في نفس اليوم الذي تعرض فيه «الخطيب» لوعكة صحية مفاجئة، نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات.
وكان «الخطيب» أصيب بآلام شديدة في الظهر، صباح أمس الخميس، أعاقت حركته، ليتم نقله إلى أحد المستشفيات، بشكل عاجل، ويتقرر حجزه فيها لمدة 48 ساعة، حتى يتم الإطمئنان على حالته بشكل كامل.
ويٌعتبر «الخطيب»، على نطاق واسع، أبرز أساطير النادي الأهلي على مر العصور، خاصة عقب الإنجازات الكبيرة التي حققها رفقة الفريق.
وكان «الخطيب» أول لاعب مصري توج بجائزة «الكرة الذهبية»، والتي قدمتها وقتها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية رفقة «كاف»، لأفضل لاعب في أفريقيا، خاصة عقب قيادته للأهلي للفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا 1982 والتأهل لنهائي نفس البطولة في العام التالي، قبل الخسارة من فريق أشانتي كوتوكو الغاني، بنتيجة «1-0»، لمجموع مباراتي النهائي.
وبعد 35 عامًا من تتويج «الخطيب» بها، يقوم محمد صلاح بإعادة الجائزة لمصر مرة أخرى.
وتألق «صلاح» بشكل كبير رفقة فريقي روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي على مدار العام المنصرم، كما قاد المنتخب الوطني للتأهل إلى نهائي كأس أمم أفريقيا، والتأهل لنهائي كأس العالم 2018 بروسيا، لأول مرة خلال 28 عامًا.
وربما يأتي تتويج «صلاح»، الذي سبق لوالده التأكيد على كونه يمتلك ميولًا زمالكاوية، بجائزة «كاف»، على سبيل الإهداء لـ«الخطيب»، الذي كان ولا يزال، أسطورة للأهلي وللكرة المصرية بأكملها، وفي نفس اليوم الذي تعرض فيه لهذه الوعكة الصحية المفاجئة.
كما يأتي تتويج «صلاح» بجائزة أفضل لاعب، بعد 35 عامًا من تتويج «الخطيب» بها، كنوع من المثل القائل «جيل بيسلم جيل».
ولعل من بين أبرز الأسباب التي تساهم في تطبيق هذا المثل على «الخطيب» و«صلاح»، هو أن كلاهما يلعبان تقريبًا في نفس المكان بالملعب، وهو الخط الأمامي.
وكان «الخطيب»، الذي لعب للأهلي على مدار عقدين من الزمان تقريبًا، يمتاز بالقدرة التهديفية الكبيرة، وهو ما يمتاز به «صلاح» أيضًا، إلا أن الثنائي اشتهرا بشكل أساسي لمهارتين أخرييتين، حيث امتاز الخطيب بالمهارة والحرفية الكبيرة عند استلام الكرة، فيما يمتاز «صلاح» بالسرعة الهائلة، وقدرته الكبيرة على التمركز في منطقة جزاء الخصم.
وقد كان فوز «الخطيب» بهذه الجائزة، وحتى الأربعاء الماضي، الإنجاز الأبرز على المستوى الفردي الذي يحققه لاعب مصري في أفريقيا، فحين يتم ذكر اسم «الخطيب»، تتذكر جماهير الأهلي فوزه بجائزة الكرة الذهبية، أما «صلاح» فقد أكد أنه يسعى لما هو أكبر من هذه الجائزة.
وقال «صلاح»، مساء أمس الخميس، أنه يسعى لكي يكون أفضل لاعب مصري في التاريخ، كما أكد أنه يسعى لأن يكون أفضل لاعب في أفريقيا خلال الـ20 عامًا المقبلة.
ويبدو بالفعل أن هدف «صلاح» المقبل لن يكون المنافسة على جائزة الأفضل في أفريقيا، والتي كانت بمثابة حلم تحقق بالنسبة له، بل الارتقاء لمرتبة أعلى لم يسبق لأي لاعب مصري وأن وصل لها، وهو المنافسة على جائزة أفضل لاعب في العالم.