«رغم من سعادتي وفخري بتضامن ما يزيد على 20 رئيس دولة و90 حائزا على جائزة نوبل وغيرهم من قيادات ورموز ومشاهير عالميين ضد حبسي إلا أنني تمنيت لو استفدنا بهذا التضامن في قضية وطنية تخدم مصر».. كانت هذه جملة عابرة قالها لي المثقف الكبير الدكتور إسماعيل سراج الدين المدير السابق لمكتبة الإسكندرية عندما التقيته بمكتبه الخاص بمحطة الرمل بعد حصوله على البراءة النهائية من التهم التي وجهت له بالإهمال في العمل، وعلي أثرها تم الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة.
سراج الدين لم يستطع أن يخفي بعض ضيقه والذي ظهر جليا عندما حدثته هاتفيا لتحديد موعد الحوار حيث جاوبني بعد أن قلت له مبروك.. «الله يبارك فيك بس موضوع ماكانش له أي لزمة».
أثناء جلوسي مع الرجل الذي أجريت معه العديد من الحوارات الصحفية على مدار توليه إدارة مكتبة الإسكندرية أشعر في كل مرة أنني مع شخص جديد مختلف عن سابقه برغم أصالته وأدبه الجم إلا أنه صاحب رؤية ومعرفة وعلم، يشعرك دائما أنه ليس كما كان من قبل بادرني عندما سألته عن تعريف المثقف «مش كل واحد بيكتب يبقي مثقف».. في بداية حوارنا قال لي ياريت لا نتحدث في السياسة.
سراج الدين أكد أن البلاد ما زالت تعاني كارثة تعليمية تضرب جميع مراحل التعليم والنتيجة واضحة في عدم تبوء جامعاتنا مكانة وسط الجامعات العالمية محذرا من تهميش الأكفاء واستبعادهم من تولي المواقع المهمة في جميع مؤسساتنا، لافتا إلى أن العنصر البشري أساس تقدم ونهضة الشعوب، مشيرا إلى أن مصر بها شباب قادر على الإبداع لكنه يحتاج إلى الفرصة والدليل إنجازاتهم في مكتبة الإسكندرية التي رفض تجديد فترة رئاسة رابعة ترسيخا لمبدا تسليم وتسلم الإدارة.
وانتقد عدم اهتمام المصريين بالعلم، وقال إنهم غارقون في الشأن المحلي ولا يلتفتون إلى المعارك الخارجية المستمرة في مجالات التكنولوجيا المختلفة، مشددا على أن تلك الحداثة تستلزم المعرفة التي لا تكون إلا بالانفتاح على الخارج.
وكشف عن قناعته ببراءة سوزان مبارك من التهم التي طالتها في إهدار المال العام مرددا «التاريخ سوف ينصفها لأنها ظلمت كثيرا».. وإلي نص الحوار
■ في البداية قلت لي في التليفون بعد حصولك على البراءة مباشرة من جميع التهم التي وجهت إلى شخصكم في القضايا التي رفعت كونك كنت مديرا لمكتبة الإسكندرية «الحمد لله على البراءة لكن الموضوع لم يكن له أي لزمة» ماذا كنت تقصد من ذلك؟
- الحقيقة أنني أرى أن هذه المشكلة في جملتها لم يكن لها أي داع ولا تستحق أن يحدث ما حدث بها حيث استمرت تقريبا سبع سنوات في المحاكم، برغم أن كل هذه التهم مرسلة لا يوجد دليل واحد عليها، لأنها من نبت أفكار أصحابها وهو ما جعلنى أرى أنها أخذت أكثر من حجمها الطبيعى وبالطبع كنت لا أتمني أن تستغرق هذا الوقت، خاصة أنها قضايا كيدية بحتة لا ترقي إلى مستوي أي احتمالية وهو ما جعلنى أقول إن «ماكانش لها لزوم أصلا» لكن على أي حال الحمد لله على كل شىء وأعتبرها اختبارا من الله سبحانه وتعالي، وقد اكتشفت من جراء هذه القضايا الملفقة حب الناس داخل وخارج مصر.
■ بالمناسبة تضامن مع الدكتور إسماعيل سراج الدين بصفته المثقف العالمي كثير من الشخصيات العامة في مصر وخارجها منهم رؤساء دول وقيادات ورموز عالمية كيف قرأت ذلك التفاعل؟
- بكل أمانة شعرت بفخر شديد، خاصة أن من تفاعل معي أكثر من 20 رئيسا من مختلف دول العالم، و90 حائزا على جائزة نوبل، فضلا عن رؤساء حكومات وشخصيات لها ثقل دولي ومشاهير عظماء، كما لا يمكن أن نتغافل ما قدمته النخبة في مصر والأسماء اللامعة التي تضامنت معي، وهذا جميل لن أنساه وبصراحة كنت أتمني أن نستفيد من هذا التضامن في شىء يخدم الوطن لا في قضية ملفقة لكنها إرادة الله قبل كل شىء.
■ هل كنت تشعر بشىء من القلق قبل النطق بحكم براءتك؟
- إطلاقا لم يساورني أي قلق من ناحية البراءة لأنني أثق تماما في القضاء المصري، وأعلم جيدا مدي نزاهته واجتهاده، لذا فإنني كنت مطمئنا تماما من أنه سوف يعطينى حقي وهو ما حدث بالفعل، وهناك أمر في غاية الأهمية أن النيابة العامة لم تتهمني بإهدار المال العام، وهو ما تم تداوله خطأ في بعض وسائل الإعلام حيث كان الاتهام الباطل هو الإهمال.
■ نرغب في معرفة انطباعاتك عن أصحاب الاتهامات التي قدمت ضدك، وما الأسباب الحقيقية لقيامهم باختصامك أمام المحاكم؟
- هم موظفون منهم أشخاص بالمكتبة وآخرون استقالوا وحاولوا الحصول على امتيازات بالمخالفة للقانون، وعندما رفضت قاموا باختلاق التهم والأكاذيب وحاولوا التهجم على شخصي أكثر من مرة داخل المكتبة، ولما فشلوا في الاستيلاء على أكثر مما يستحقون عمدوا إلى محاولة ضرب المكتبة عن طريق اختراع الأكاذيب والتهم الباطلة لدرجة وصلت لحد 118 تهمة انتهت في الإدانة إلى ثلاث فقط، وتم استبعاد الباقي وجاءت التهم الثلاث بين الإهمال في العمل وتأجير المحلات بشكل غير قانوني وهو كلام لا أساس له من الصحة وباءت جميع محاولاتهم بالفشل بفضل شباب المكتبة الواعي وقضاء مصر الشامخ، وعموما لا أحب أن أسترسل في الحديث عن هؤلاء الأشخاص لأنهم لا يستحقون كل ذلك الوقت.
■ علمت من خلال هيئة دفاعكم أن القضية قد ورد فيها اسم سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق، وتردد القول إنها تسببت في إهدار المال العام ما حقيقة الأمر؟
- نعم جاء اسم السيدة سوزان مبارك في القضايا في التحري عن أموال المكتبة والحقيقة أن هذه السيدة ظلمت كثيرا والتاريخ سوف ينصفها وأقول هذا الكلام على مسؤوليتي الشخصية، لأن كل المبالغ التي خصصت للمكتبة سواء من داخل مصر أو خارجها لم يصرف مليم واحد منها بعيدا عن أعمال المكتبة وما أشيع عن وجود أموال وتبرعات للمكتبة في حسابها الخاص.
■ ولكن هناك من اتهموها بأنها استحوذت على مبالغ مالية كانت عبارة عن تبرعات من الملوك والأمراء العرب لمكتبة الإسكندرية ووضعتها في حسابها الشخصي؟
- كذب وافتراء، ولك أن تتخيل أن كل ما كان يدخل المكتبة أو يخصص لها مثبت ومدون في أوراق رسمية، وقد فتحنا حساب مكتبة الإسكندرية وأغلقناه في مدة زمنية تقترب من 12 عاما منذ بداية العمل بالمكتبة، وكل مليم في هذه الفترة معلوم من أين جاء وكيف تم صرفه، ولكن هناك من يرغبون في البلبلة وإثارة الشائعات دون أي أدلة على ما يقولون.
■ أعرف أنك من طلبت عدم تجديد فترة إدارتك للمكتبة للمرة الرابعة ما الأسباب الحقيقية وراء عزوفك عن قيادة المكتبة في الفترة المقبلة؟
- نعم طلبت في العام الماضي من مجلس أمناء المكتبة وهو المعني بترشيح ثلاثة أسماء لرئيس الجمهورية لاختيار أحدهم، عدم وضع اسمي بعد أن تأكدت أنهم يرغبون في التجديد لي، وكان لي هدف رئيسي، وهو إرساء مبدأ تداول الإدارة في المكتبة، وهو مبدأ مهم جدا من أجل التغيير والاستفادة بالخبرات في مجالات متعددة، ثانيا أحب أن أعمل في أشياء أخرى على رأسها إعادة الاهتمام بالمجمع العلمي الذي أهمل ولم يتحدث عنه الناس سوي بعد حرقه، بالرغم من كونه جناحا مهما من أجنحة الثقافة والعلم المهمين للبلاد، وهناك أمر لابد أن يعلمه الجميع أن علاقتي بالدكتور مصطفي الفقي، مدير المكتبة الحالي أكثر من رائعة، ولن أنسي تبرعه بالذهاب إلى المحكمة لإصراره على الإدلاء بشهادته في حقي، وقام بدعمي والثناء على شخصي، وقال ليس في الإمكان أبلغ مما كان أمام المحكمة وهو موقف في منتهي الاحترام والتقدير.
■ كيف يمكن أن تقيم فترة رئاستك للمكتبة، والتى بلغت 15 عامًا منذ نشأتها وحتي الآن؟
- يمكن أن نقول إن هناك ثلاثة تحديات تلخص مشوار عملنا في المكتبة، حيث تمثل التحدي الأول في بناء المكتبة ووضعها على الخط الصحيح لتكون منارة مصرية في طريق الثقافة والعلم، وقد نجحنا بفضل سواعد أبناء مصر من الشباب والفتيات الذين لم يدخروا جهدا للعمل وقدموا أفضل ما يقدم من أبناء لوطنهم حتى صار العمل كبيرا وضخما، والآن وأنا أحدثك أتذكر لحظات الجهد والعرق والكفاح الذي جمعنا من أجل مستقبل المكتبة والحقيقة آن التفاني كان سمة الأشخاص والعاملين في هذا الصرح العملاق وهو السبب الرئيسي وراء نجاحه وتفرده، أما التحدي الثاني فكان في كيفية الحفاظ على المكتبة في ظل أجواء ثورة يناير وما صاحبها من أعمال تخريب وحرق للأماكن العامة والحكومية وشاهدنا كيف حرق العديد من مؤسسات الدولة إلا أن شباب مصر الواعي استطاع حماية مكتبتهم وعملوا عليها كردونا للإحالة دون إصابتها بسوء من جانب معدومي الضمير. واستمر هذا التحدي في الحفاظ على الكيان الكبير من الأنواء والعواصف التي هبت بعد ثورة يناير حتي ثورة 30 يونيو وبقيت المكتبة شامخة بفضل أبنائها وحراسها، والتحدي الأخير كان القرار بانسحاب من أسس المكتبة للعمل في شىء آخر وإقرار مبدأ التسليم والتسلم، وهو ما حدث بالفعل وفي كل هذه التحديات تفاصيل كثيرة ومتشعبة وأشياء لا يمكن نسيانها أبدا لأن كل جزئية منها تمثل قالبا في بناء المكتبة التي أفتخر بوجودي فيها أول 15 عشر عاما في رسالتها.
■ بمناسبة العلم ما تفسيراتك لعدم قدرة الجامعات المصرية في تبؤ مكان في التصنيف العالمي للجامعات؟
- بكل المقاييس هناك كارثة تعليمية تصيب مصر على جميع الأصعدة بدءا من مراحل التعليم الأولي ومرورا بالمراحل الثانوية، وصولا إلى الجامعة وهي بالأمانة منذ عقود مضت وما زالت مستمرة وهذه الجريمة يشترك فيها الأهالي وأولو أمر التلاميذ والطلاب إلى جانب المسؤولين عن التعليم في البلاد لأن الأسرة لا يعنيها سوي أن ينجح أبناؤها في الامتحانات ويقومون بدفع مبالغ طائلة للدروس الخصوصية والمجموعات التي لا تفيد الطالب بشىء من العلم الحقيقي، كما أن الحكومات ما زالت غير قادرة على إصلاح المنظومة التعليمية مما أدي في النهاية إلى وجود أزمات تسببت في خروج جامعاتنا عن التصنيف الدولي للجامعات.
■ من وجهة نظرك كيف يمكن التغلب على تلك الكارثة التعليمية؟
- لابد أن تكون هناك خطط وبرامج كما يفعل العالم ويقوم عليها أشخاص أكفاء، لأن العنصر البشري هو الأساس الأول للتقدم، وبدونه لا يمكن لأمة أن تنهض وبالتالي فاختيار العناصر المناسبة للأماكن أمر في غاية الأهمية ثم الإمكانيات التي تساعد العنصر البشري على إحداث الطفرة في العلم، والحقيقة أن هناك أمرا في غاية الخطورة وهو صحة الأشخاص، بمعني أن التعليم يحتاج إلى أشخاص أصحاء حتي يكونوا قادرين على العمل بجد وتحمل ويمتلكون طاقة كبري تمكنهم من الإنجاز ومصر مليئة بأبنائها المخلصين الأكفاء وشبابها الطموح الذي يحتاج إلى فرصة لإثبات قدراته وأكبر دليل على ذلك مكتبة الإسكندرية التي اعتمدت على الكفاءات وأعطتهم الفرص لذلك كان النجاح حليف الجميع.
■ ولماذا من وجهة نظركم لا يتم اختيار الأكفاء في الأماكن التي تحتاج إليهم؟
- هذه ثقافة قديمة موجودة لدينا وللأسف ما زالت المؤسسات والأماكن تميل إلى اختيار العناصر بالأقدمية في أمور كثيرة وأنا عدو لتلك الطريقة، ولابد أن يسود في جميع مؤسساتنا معيار الكفاءة، بحيث يتم تصعيد الأكفاء دون المجاملات والصداقات، فالتطور والتقدم لا يعرفان مثل هذه الطرق التي تؤدي إلى التخلف، إذن لا بد من ثورة على تلك التقاليد والأعراف السلبية حتى تتبوأ مصر مكانتها بين الدول كما كانت قديما.
■ الدكتور إسماعيل سراج الدين من أبرز المفكرين الموجودين في مصر ما تعريفك للمثقف؟
- بشكل عام المثقف على المستوي الدولي هو من يؤثر في الفكر العالمي ويقوم بتطوير الثقافة عن طريق آراء لها وجاهتها وتستند إلى العلم والمعرفة ويمتاز بأنك تستطيع أن تناقشه وتحاوره وللثقافة وجوه متعددة فهناك ثقافة أدب وشعر ورسم وتصوير وسينما وعمارة ونحت وموسيقي وفن وغيرها من الفنون المختلفة التي لا يمكن حصرها هنا كما توجد خصائص لصاحب تلك الثقافات، فمثلا الثقافة العلمية تلزم صاحبها أن يكون منفتحا على الجديد، ولديه الحجة والبرهان والمنطق للتعامل مع كافة الأمور والقضايا ويكون صاحب تفكير عميق وأكثر ما يدهشني أنهم الآن أصبحوا في الفضائيات وشاشات التليفزيون يطلقون على كثير من المحللين السياسيين أنهم مثقفون رغم أنهم بعيدون كل البعد عن الثقافة. أيضا تجدهم يصفون الصحفيين بالمثقفين، وهذا ليس صائبا «ومش كل واحد بيكتب يبقي مثقف» فليس كل صحفي مثقفا، نعم يوجد صحفيون مثقفون ولكن ليس من الضرورة أن يكون الصحفي مثقفا، ولكن من الإمكان أن يكون كل مثقف صحفي أي يستطيع الكتابة والعمل في هذا المجال إذا رغب وهناك أسماء عالمية أثرت في الثقافة بشكل كبير، وللأسف لا يعرفها الكثيرون في بلادنا نظرا لعدم اهتمام الغالبية العظمي من الشعب بهذا الأمر، وأنا أنصح شبابنا أن يقرأ كثيرا ويحاول الوصول للمعرفة وأن يستمع لجميع الآراء ويهتم بالعمل، لأن ذلك يضعه في مكانة عالية.
■ وهل لدينا مثقفون كثر في مصر؟
- بالطبع لدينا مثقفون ولكن بالنظر إلى تعداد سكان مصر الذي وصل إلى مائة مليون نسمة تقريبا يكون عدد المثقفين قليلا، ولكن الأمل في شباب الوطن الطموح المنشغلين بالتعلم والمعرفة وأنا أملي كبير جدا في أن يشهد المستقبل القريب طفرة في الثقافة والعلم داخل البلاد لما وجدته ولمسته بنفسي من شبابنا وفتياتنا المجتهدين.
■ يتساءل الكثيرون لماذا لم يتم ترشيح الدكتور إسماعيل سراج الدين لمسابقة مدير عام منظمة اليونسكو، كونه يمتلك علاقات دولية واسعة خاصة أنك رشحت من قبل وكانت الدولة تدعم مرشح السعودية وقتها ولم تأخذ حظك في الدعم الكامل من الحكومة المصرية؟
- نعم ترشحت في عام 1999 وكانت الدولة قد أخذت قرارها بدعم الدكتور غازي القصيبي المرشح السعودي وقتها وخسرنا المنافسة معا، بينما رشحت الدولة في المرة الثانية فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق ثم تم الدفع بالدكتورة مشيرة خطاب، وعموما فإنها أقدار ولا يعلم أحد ماذا كان سيحدث في حال ترشحي ودعم الدولة لشخصي كما حدث مع حسني وخطاب، لكنني أتمني أن تحصل مصر مستقبلا على ذلك المقعد المهم.
■ كونك صاحب صداقات عديدة برؤساء دول وحكومات عالمية، أذكر لنا أكثر رئيس شعرت معه بود وتقارب؟
- لا أحب أن أذكر أسماء بعينها فهناك الكثير من أصدقاء لي منهم ما زال في الحكم وآخرون انتهت فترات رئاستهم لكن بكل أمانة أري أن جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق من الشخصيات الرائعة، وهناك ود شديد بيننا، ولا أنسي حبه لمصر ولشعبها وعشقه للرئيس أنور السادات عليه رحمة الله، ولا أنسي أبدا وصف كارتر للسادات حيث قال لي إنه أعظم رجل في التاريخ، حيث كان يراه ذكيا مخلصا ودودا وكانت بينهما صداقة قوية جدا.
■ وما انطباعاتك عن الرئيس الأمريكي الحالي ترامب؟
- ترامب شخص سيئ جدا جدا جدا ولا يصلح لأي شىء على الإطلاق، لأنه إنسان عنصري وتقوم شخصيته على تخويف الناس وخلق المشاكل ولننظر إلى كافة مواقفه نجدها سيئة للغاية، والحقيقة أن الغالبية من الشعب الأمريكي لا تحبه، وقد جاء فوزه بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بفارق بسيط جدا عن هيلاري كلينتون وهذه النتيجة بسبب نظام الانتخابات الفيدرالي الذي تسير عليه أمريكا، وله حسابات معينة ليس من الضرورة أن يحصل المرشح على أصوات من الناخبين أعلي من منافسه ولكن تقدر وفق ضوابط معينة والإعلام الأمريكي يذكر يوميا مشاكل ترامب ويتحدث عن ضيق الشعب منه.
■ بمناسبة الإعلام كيف تري أداءه في البلاد؟
- الأداء الإعلامي في مصر ضعيف، كما أنه ليس له اهتمامات في المجالات الحيوية مثل العلم والتكنولوجيا والمعرفة ولكن كل ما يشغله هو أشياء أخرى بعض السياسة على الرياضة، وقليل من الأدب، ولكن أن تتخيل أن العالم أجمع كان مشغولا قبل 4 أعوام بما سمي حوكمة الإنترنت، وقامت الدنيا وقتها لهذا الأمر الجلل، ورأينا كيف دعا كثير من رؤساء العالم إلى مؤتمرات ونظمت الدول ندوات ونقاشات في هذا الصدد منها السويد وفرنسا وأمريكا والصين وروسيا وغيرها، حيث كان شغلهم الشاغل هذا الموضوع في الوقت الذي لم ير الإعلام المصري أي أهمية لهذا الانشغال العالمي وظل بعيدا عن الحديث عنه، لدرجة أنني كتبت مقالا، وقلت فيه إن الإنترنت به مزايا أفضل من أي اقتراح بديل وتمت ترجمتها بالإنجليزية والفرنسية وأرسلتها إلى المستشار العلمي لرئيس أمريكا، وكان وقتها أوباما وقام فورا بالرد على رسالتى من داخل البيت الأبيض، وقال لي في إجابته إنه مقال في غاية الأهمية ويدل على وجود علم ورؤي يحتاج أن يراها كل المهتمين في العالم، وقام بنشرها بشكل رسمي لكي يقرؤها الجميع، وبالرغم من كل ذلك لم أجد أحدا قد التفت إليها أو أعار لها انتباهه، بالرغم من شدة المعارك التي اشتعلت بسبب حوكمة الإنترنت.
■ وبماذا تصف عدم اهتمام الإعلام والمصريين بشكل عام بالشأن العالمي ومشكلاته؟
- ليس له تفسير سوي أننا غارقون في الشأن المحلي، والقليل فقط هو الذي يشغله ما يدور في العالم، وهو أمر مأسوف عليه، لأننا في عالم لابد أن نشترك في مدخلاته وأموره، لأنها تضعنا على طريق العلم والمعرفة وعدم إحساسنا بما يدور في الخارج يبعدنا عن التقدم وهي أخطاء يتحملها الجميع، فالإعلام لا يقوم بدوره في تنوير ونقل الأخبار المهمة للشعب وأيضا الحكومة ليست جادة في تسليح المواطنين بأدوات العلم الحديث وأيضا الأهالي لا يهتمون بشىء من قبيل ذلك. إذن فالمسؤولية يشترك فيها الكافة.
■ السياسة هل أصبحت مسيطرة على الشارع المصري أكثر من أي شىء آخر بعد ثورة يناير؟
- لقد اتفقنا على عدم الحديث عن السياسة مطلقا.
■ ننتقل إلى الاقتصاد كيف تري هذا الملف في هذا العام الجديد 2018؟
- البلاد ستكون في المستقبل أفضل كثيرا من الماضي بإذن الله. وبالنظر إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم بدء العمل به منذ نوفمبر قبل الماضي ستجد أن هناك إيجابيات كثيرة تبشر بالخير، وعلي سبيل المثال أن لدينا الآن احتياطيا يقارب الـ36 مليار دولار، بينما كان قبل عامين لا يتخطي الـ10 مليارات وسوف ينخفض التضخم وأنا شخصيا متفائل جدا.
■ وكيف تري الديون الداخلية والخارجية في المستقبل؟
- الديون الموجودة علينا حاليا غير مقلقة وللعلم فإن ديونك الخارجية بالمقارنة بدول أخرى تجدها قليلة، أما الديون المحلية فهي عالية لكنها تسدد بالجنيه، وأعتقد أن هناك خطوات جادة لمحاصرتها وسوف تمر بسلام.
■ أخيرا ما توقعاتك للانتخابات الرئاسية ومن سيفوز بها؟
- قلت لك إنني لا أرغب في التحدث مطلقا في السياسة، لكن أعتقد أنها ستمر بسلام وسيفوز بها الرئيس عبدالفتاح السيسي.