وسط حالة التخبط التى تمر بها صناعة السينما المصرية يأتى فيلم «كف القمر» كنقطة نور تضىء ظلام الشاشة الفضية وتمنح كل عشاق الفن السابع الأمل فى تقديم موضوعات جادة تعبر عن الواقع المصرى والعربى.
كف القمر» أحدث إبداعات المخرج خالد يوسف، والمؤلف ناصر عبدالرحمن، يحكى بشكل أقرب للملحمة الإنسانية قصة أم صعيدية اسمها قمر تحاول أن تجمع شمل أولادها الخمسة قبل أن تموت، ولكن لا يتجمع الأبناء إلا بعد وفاة الأم ويعيدون فى مشهد بالغ الدلالة بناء منزلهم الذى تهدم فى إشارة إلى أن الجيل الجديد هو الوحيد القادر على البناء، فيما اعتبره البعض استشرافا للمستقبل حيث ترمز «قمر» إلى مصر، وأن هذا المشهد يعبر عن حالة مصر بعد ثورة 25 يناير. «المصرى اليوم» استضافت من أسرة الفيلم المخرج خالد يوسف، والمؤلف ناصر عبدالرحمن وخالد صالح ووفاء عامر وجومانة مراد وصبرى فواز وحسن الرداد والممثل الأردنى ياسر المصرى الذين تحدثوا عن خصوصية هذه التجربة بالنسبة لهم
خالد يوسف: كنت أفضل عرض الفيلم قبل الثورة لأنه تنبأ بالهدم وإعادة البناء
أكد المخرج خالد يوسف أنه كان يتمنى عرض «كف القمر» قبل الثورة، موضحًا أن تأجيل عرض الفيلم لمدة 10 أشهر لم يكن فى صالح العمل، لأنه لو عرض قبل الثورة كان سيعتبر عملا استشرافيا تنبأ بالهدم وإعادة البناء، بينما طاقة الأمل موجودة حاليا، وبالتالى فهو إقرار للواقع.
وقال «يوسف»: التركيبة الدرامية للفيلم كانت تحتمل أكثر من طريقة للسرد، لأن الأشخاص والتفاصيل كثيرة، لكن اخترت بالاتفاق مع المؤلف أن نحدد مسار الدراما، فجعلناها تسير فى طريق لا يمل منه المشاهد وهو أن هؤلاء الأشقاء تفرقوا، ويجب أن يجتمعوا ليروا أمهم قبل موتها، فهل سيجتمعون أم لا؟ ورأينا أن هذا التناول يمنع الملل، لأن علم الدراما به مصطلح اسمه السينما المنتظرة، فكل مشاهد ينتظر حدوث شىء ما، فهل سيحدث أم لا؟
وعن اختيار وفاء عامر لدور الأم قال: أعتمد دائما على الحس الفنى للسيناريست ناصر عبدالرحمن، وسألته عن إسناد الدور لها فوافق وقال «الله»، وبحكم عشرتى مع ناصر أعرف أنه حين يوافق بسرعة تكون الأمور على ما يرام، وهذا أول معيار جعلنى أتحمس لإسناد الدور لها، بالإضافة لإيمانى بقدرات وفاء كممثلة، كما أنها أظهرت لى التزاما كبيراً حين شاركت فى «حين ميسرة»، فرغم أن دورها لم يتعد 3 مشاهد فإنها طلبت منى أن تحضر كل أيام التصوير لكى تستمتع بالأجواء، فبدأت أبحث لها عن فرص للظهور وتزويد مساحتها لمكافأتها على هذا الالتزام، ولكل هذه الأسباب أسندت إليها دور الأم فى «كف القمر».
وأكد «يوسف» أنه يسعى فى أفلامه إلى تقديم رسالة، وفى الوقت نفسه يكون العمل جماهيريا ليصل لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور المصرى والعربى، مشيراً إلى ثقته فى تحقيق الفيلم النجاح الجماهيرى، ولن يكون مثل الأفلام الجيدة فنيا لكنها ليست جماهيرية.
وأوضح أن الفيلم كان مقرراً منذ البداية إهداؤه للراحل حامد حمدان، لذلك كتب الإهداء على تتر المقدمة، ثم قرر إهداء الفيلم لشهداء ثورة 25 يناير، مؤكدا أنه اختار حامد حمدان لأنه كان سيشاركه العمل فى عدة مشروعات سينمائية من بينها «كف القمر»، لكن الموت غيبه عن عالمنا، فقرر إهداء أول فيلم يخرجه لروحه.
وعن الاعتماد الدائم على الوجوه الجديدة قال: أعتقد أن أى مخرج عليه إسناد بعض الأدوار للوجوه الجديدة قدر استطاعته، والذى يستطيع فعل ذلك ولا يفعل أعتبره خائنًا لمهنته، لأن أى مهنة يجب أن تجدد دماءها باستمرار، وإلا ستصاب بالشيخوخة.
وفاء عامر: تدربت ساعات طويلة من أجل مشهد الكلب
بدأت وفاء عامر حديثها بالدموع، حيث استرجعت حجم المسؤولية التى كانت ملقاة على عاتقها، بسبب دور قمر وقالت : حين طلبنى المخرج خالد يوسف لتقديم هذا الدور شعرت بسعادة ومسؤولية فى آن واحد، ولو طلب منى الاعتذار عنه لتقدمه ممثلة أخرى مناسبة للدور أكثر منى، كنت سأوافق حباً فى الفيلم، الذى تعلقت به جداً، وأردت له أن يخرج فى أفضل صورة، فهذه المرأة هى فعلا مصر وهى الوحدة العربية، وقد تعب المخرج معى كثيرا كما أننى عشقت كل من عمل بهذا الفيلم، وشعرت بأنهم فعلاً أولادى. وعن المشهد الذى صورته مع الكلب قالت: كان هذا من أصعب وأهم المشاهد التى قدمتها، ومن أجل هذا المشهد كنت أذهب يومياً لأكاديمية الشرطة، وأقضى ساعات طويلة مع هذا الكلب الذى اخترناه أسود ليشبه كلاب الشوارع، والحقيقة أن ضباط شرطة ساعدونى كثيراً أثناء التدريب، وأعدنا تصوير هذا المشهد 3 مرات، وأثناء تصويره كنت أشعر بمخاطرة، وطبقا للسيناريو يفترض أننى أصاب بغيبوبة، وأسقط على الأرض فيشمنى الكلب وينتهى المشهد، لكن ما حدث أن الكلب تحسس وجهى وظل يقلبنى ويحاول حملى من على الأرض، فى الوقت نفسه كنت مطالبة بألا يصدر عنى أى رد فعل يفسد المشهد. وأشارت وفاء إلى أن طبيعة هذا الفيلم تحتمل تحويله لمسلسل
خالد صالح: «ذكرى» أشبع رغباتى التمثيلية
قال خالد صالح، الذى قدم شخصية الأخ الأكبر «ذكرى»: حين قرأت السيناريو شعرت بتحمل الأمانة، لأن الفيلم به أفكار كثيرة، وأعتقد أن المعجزة فيه هى تركيبته الاستثنائية، وإن كنت اختلفت كثيراً مع المخرج فى هذا الفيلم تحديداً بسبب ضغوطه الشديدة، لكننى كنت أتحمل، لأن أى شعور بالتذمر سيظهر أثره على ملامحى وسيتسرب لباقى الأشقاء، وبالنسبة للشخصية فقد عملت بنصيحة خالد يوسف، بأن هذا الفيلم تحديداً لو تم تصويره وكأنه مشهد واحد، سوف يخرج بالمستوى الذى نتمناه وسنشعر بجماله، أما إذا تراخينا فستكون النتيجة غير مرضية لأى منا.
وأضاف: قصة الفيلم لها روح «لبستنا ولبسناها» منذ أول يوم تصوير، فكنت أشعر بأننى ذكرى الأخ الأكبر الذى عليه تحمل المسؤولية، وهى شخصية قريبة جداً من واقع الصعيد، فهو لديه حنين لجذوره، والجميل فى هذا الفيلم أننا اقتنعنا بأن تركيبة محددة يجب أن تصل للمشاهد، لذا لم أكن حراً فى أى مشهد، وتركت كل قدراتى للمخرج ليديرها كيفما يشاء، وكلنا عملنا بهذه الطريقة، وبذلنا مجهوداً كبيراً أثناء التصوير، لذلك أتمنى أن يتم عرض «الميكينج» حتى يعرف الناس حجم التعب الذى نتعرض له خلال التصوير. وأكد «صالح» أنه شعر بالقلق حين علم أن وفاء عامر ستجسد دور أمه، وقال: أبلغت قلقى للمخرج خالد يوسف، لكنه طلب منى التأنى، وفى منتصف التصوير سألنى «إيه الأخبار؟»، قلت له إنها مفاجأة، وأنا سعيد جداً بها.
وشدد على انحيازه إلى «كف القمر»، وأضاف: شعرت فى «هى فوضى» بأننى فى فيلم مغلق، لكن هنا شعرت بتعويضى فنياً، فهو فيلم مفتوح، يجعل الممثل يشعر أنه يصور سينما، ويشبع رغباته التمثيلية.
وقال: هذا الفيلم يحمل إسقاطاً سياسياً غير مباشر على الوضع فى مصر والعالم العربى، لكن المخرج كان يصر على أن يلغى داخلنا الإحساس بتلك الرسالة السياسية، وطلب منا أن نهضمها وننساها، حتى تصل للمشاهد بالشكل غير المباشر الذى نريده.
وأشار «خالد» إلى مشهد «الدخلة»، الذى جمعه بغادة عبدالرازق فى المستشفى، وكيف أن المخرج صوره دون عرى، رغم أن طبيعة الدور تسمح باستخدام الإثارة، لكن المخرج يهمه أن يصل المعنى للمتفرج دون إثارة غرائز الناس بلا جدوى، موضحاً أن المشهد الذى جمعه بجومانة مراد تم تصويره بشكل يعكس معاناة تلك المرأة، فهى تنام فى أحضان شخص لا تحبه، وتتمنى فى الوقت ذاته إتمام زواجها من الشخص الذى تحبه.
ونفى «خالد» وجود أى تشابه بين دور «ذكرى» والشخصية التى قدمها فى مسلسل «موعد مع الوحوش»، مشيراً إلى أن شخصية «ذكرى» لها تاريخ وتكوين وذاكرة يومية مختلفة تماماً عن تلك التى قدمها فى «موعد مع الوحوش».
وأضاف: فى كواليس التصوير كان المخرج يطلب منا تقديم يوميات افتراضية لتلك الشخصيات، وما يحدث فيما بينها فى مرحلة الطفولة، وكان كل منا يقدم مذكرات لشخصيته بأحداث افتراضية كأنها حدثت فعلاً.
جومانة مراد: وقعت فى غرام «لبنى» لأن الدور مختلف
قدمت جومانة مراد دور لبنى، وهى شخصية مركبة حيث تريد الاستقرار، لكن كل قصص الحب التى عاشتها تنتهى دون زواج، وهذا جعلها تعيش خلال أحداث الفيلم بشخصيتين، إحداهما تريد الزواج من «بكر» لدرجة أنها تمنعه عن لمس يدها حتى يزداد شوقه لها والأخرى ترتبط بعلاقة غير مشروعة مع شقيقه الأكبر ذكرى، وتستمر على هذا الحال حتى يكتشف «بكر» علاقتها بشقيقه فيصاب بصدمة عاطفية.
جومانة أعربت عن سعادتها بتجربتها فى «كف القمر»، وقالت: حين قرأت السيناريو شعرت بأننى اقرأ شعرا، فهو مكتوب بشكل ملحمى، كما أننى أحب دراما الصعيد، وكنت أحلم بالعمل مع خالد يوسف، ولا أنكر أننى وقعت فى غرام دور لبنى لأنه جديد بالنسبة لى، فقد سبق أن قدمت دور فتاة شعبية، لكن الأمر مختلف هذه المرة، فالدور به نقلة أعتبرها مفاجأة للجمهور، وأنا بصفة عامة أستمتع بأدوار بنت الحارة المصرية.
وأضافت: أول مشهد صورته كان يجمعنى مع خالد صالح فى السرير، لذلك كنت أشعر بخوف ورهبة شديدة، لكن المخرج خالد يوسف شجعنى حتى استكملت تصوير باقى مشاهدى.
صبرى فواز: «جودة» نموذج للأخ المشاكس خفيف الظل
قدم صبرى فواز شخصية «جودة» أحد الأشقاء الخمسة الذى يسافر مع إخوته من أسيوط إلى القاهرة، ويسلك طريق التجارة فى المخدرات وينضم لإخوته فى نهاية الفيلم.
وقال صبرى فواز: أنا سعيد بالعمل مع خالد يوسف، فهو من المخرجين الذين يمنحون مساحة من الحرية للممثل لكن عجلة القيادة فى يده فيستطيع أن يحركه كيفما يشاء، وفى النهاية تأتى النتيجة رائعة وتجربتى معه فى ثلاثة أفلام هى «دكان شحاتة» و«كلمنى شكرا» و«كف القمر» كانت بهذا الشكل.
وأضاف فواز: أتعامل مع منطقة الكوميديا من زاوية التمثيل وليس لمجرد الإضحاك وهذه هى الطريقة التى أجيدها وتناسب العمل مع مخرج يقود فريق العمل ولديه رؤية ووجهة نظر.
وأكد فواز أن خالد يوسف اكتشفه سينمائياً ولولاه لظل يعمل فى الدراما التليفزيونية دون أن يشعر به أحد، موضحاً أن دوره فى «كف القمر» نموذج للأخ المشاكس الذى يضع الآخرين فى ورطة وتصدر عنه تعليقات خفيفة الظل
ناصر عبدالرحمن: كتبت الحوار بأسلوب شعرى مثلما يتحدث أهل الصعيد
هذا الفيلم تحديدا، يتعلق بطبيعة أهل الصعيد الذين يخرجون من بلادهم لبناء وتعمير المدن، بينما هم فى الحقيقة يتركون بلدانهم للخراب».. هكذا بدأ ناصر عبدالرحمن حديثه وأضاف: هذه هى الفكرة التى بنيت عليها الفيلم من النواحى النفسية والدرامية بشكل عام.
وعن ازدحام الفيلم بالأشخاص والأحداث قال ناصر: هذه الأزمة تواجهنا فى كل أفلامنا، ونفس الكلام قيل عن «حين ميسرة»، وقيل وقتها إن به 35 شخصية، وأعتقد أن كثرة التفاصيل هى كرم فى السرد، والناس فى مصر تعودت على الاختصار، وأرى أن هذا الفيلم سيصل للناس بسهولة رغم أنه مختلف عن السائد.
وأشار عبدالرحمن إلى أن خالد يوسف أبدى له سعادته بالطريقة الملحمية والشاعرية التى كتب بها السيناريو، موضحا أنه طلب منه زيادة شاعرية الجمل الحوارية لتبدو الحكاية كلها ملحمة إنسانية، خاصة أن الشخصيات كلها ذات طابع ملحمى، وتمت كتابتها بشكل يربط أطراف الحكاية ببعضها.
وأضاف: الناس فى الصعيد يستخدمون السجع والجمل الملحمية بشكل تلقائى فى أحاديثهم العادية، فرغم بساطتهم وربما أميتهم فإنهم يقولون جملا بسيطة وعميقة فى الوقت ذاته، وهذه هى طريقتهم فى التعبير لأنهم لهم باع تاريخى طويل فى الملاحم والشعر، ولو نظرنا للشعراء المصريين فسنجد معظمهم من الصعيد، ولهذا السبب اعتمدنا على الحوارات الشاعرية الملحمية كأسلوب للحوار بين أبطال العمل.
وكشف ناصر عبدالرحمن عن تأثره بأستاذه يوسف شاهين، وقال: أحيانا تتضمن أعمالنا رؤى استشرافية، وأفلامنا موجودة وهى خير شاهد على صحة ما نقوله، ففى «دكان شحاتة» كنا نحكى قصة شحاتة الذى ولد فى عام 1981، ومات عام سقوط هذا النظام، وهو عمل استشرافى توقع المستقبل وحدث ما توقعناه، والأمر هنا فى «كف القمر» يتشابه بدرجة ما، وهى دراما إنسانية تخضع للتأويل السياسى والتأويل التاريخى لذا لم نصمم لها علامات ظاهرة لكى يفهمها كل متلق حسبما يشاء.
وأضاف: أشعر بالحزن لأننا أبعد ما نكون عن بعضنا، وهذا قدمته فى الفيلم من خلال ابتعاد أولاد «قمر» عنها، وابتعاد كل منهم عن الآخر، وهى صورة من الواقع، حتى إن الابن الأكبر لم يلاحظ قطع كف والدته، وهذا الجفاء موجود بيننا فى الواقع، وهى مشكلة إنسانية تعانيها مصر ويعانيها الوطن العربى كله.
حسن الرداد: «بكر» فرصة للهروب من أدوار «الجان»
قدم حسن الرداد شخصية «بكر»، الذى يقع فى غرام لبنى أثناء عمله فى محل عصير، لكنه يصاب بصدمة عاطفية حين يعرف حقيقة علاقتها بأخيه ذكرى. وقال حسن الرداد: شىء رائع أن أقدم دوراً مختلفاً عن أدوار «الجان»،خاصة أن الناس تصنف الممثلين نوعين، إما «جان» يهتم بمظهره، لأنه وسيم والبنات تحبه، وإما ممثلاً لديه الموهبة يستطيع تقديم العديد من الأدوار المختلفة، ومع الوقت أصبحت صفة «جان» بمثابة تهمة، وعلى الممثل «الجان» أن يثبت للناس أنه يستطيع التمثيل بشكل جيد، وهذا كان التحدى بالنسبة لى، وقد حاولت تغيير شكلى وطريقة أدائى لتبدو الشخصية أكثر صدقا.
ياسر المصرى: «ضاحى» أصابنى بالتوتر والقلق
قدم الأردنى ياسر المصرى شخصيتين خلال أحداث الفيلم، الأولى هى شخصية الأب الذى يتم قتله بعد أن يصل لصوص الآثار إلى الذهب، والثانية هى شخصية «ضاحى» أحد الأشقاء الخمسة، وأكثرهم حكمة.
قال «ياسر»: سعدت بترشيح خالد يوسف لى، وشعرت بالتوتر والقلق، لكننى تحملت لأنى كممثل أبحث عن دراما عالية، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن باقى الزملاء، كما أن السيناريو كان مفاجأة لى، لما يحمله من صفات الملحمة الإنسانية.
وأضاف: أول مشهد صورته كنت أحاول من خلاله إثبات ذاتى أمام المخرج خالد يوسف، وهو المشهد الذى أحمل فيه جوال بصل فوق كتفى وأنقله فوق عربة كارو، وقد اتبعت توجيهات المخرج وحملت الجوال بسرعة ووضعته فوق العربة، فوجدت المخرج يبتسم ويبدى قبوله لأدائى فشعرت بالاطمئنان.
وأشار «ياسر» إلى أن المخرج أخبره بأن هذا الدور كان مرشحاً له ممثل آخر، ولكنه غير رأيه بعد أن شاهده بالصدفة فى أحد المسلسلات السورية، فبحث عن تليفونه وأبلغه بترشيحه لهذا الدور.
وقال «ياسر»: بمجرد أن رشحنى فرحت جداً ووافقت على خضوعى لاختبار قبول، رغم أننى أؤدى أدواراً كبيرة فى بلدى، كما عرضت على المخرج خالد يوسف أن أحضر إلى مصر على نفقتى الخاصة للخضوع لهذا الاختبار، لكنه رفض، وأبلغنى بأن تكاليف حضورى ستكون على نفقة الجهة المنتجة، وبعد ذلك وقعت العقد وبدأت العمل.
وأكد «ياسر» أنه لا يخاف من هاجس القولبة، أو أن يطلبه المخرجون فيما بعد لأداء أدوار صعيدية فقط، وقال: الممثل الحقيقى هو الذى يستطيع تقديم كل الشخصيات، وبيده يضع نفسه فى قالب معين إذا استسلم للترشيحات النمطية، وأنا بطبيعتى أميل للأدوار المركبة التى بها بعد «شكسبيرى» أو بعد «أفلاطونى».