مبادرة لتشكيل لجان شعبية لحماية كنائس العمرانية

كتب: ريهام العراقي الأحد 31-12-2017 22:01

حرصت «أم مؤمن»، السيدة الستينية، طوال الأيام الثلاثة الماضية، على متابعة جميع الأخبار المتعلقة بحادث كنيسة «مارمينا» بحلوان، الذى وقع الجمعة الماضى، وشاهدت بعضا من مقاطع الفيديو التى عرضتها إحدى القنوات الفضائية.

وبين لحظة وأخرى تنفعل عند مشهد سقوط الضحايا وتتلعثم الكلمات فى حلقها فتخرج غير مفهومة، باعتبارها إحدى جيران أكبر الكنائس فى منطقة العمرانية بالجيزة، وهى كنيسة «العذراء مريم»، فالعقار الذى تقطنه يلاصق حائط الكنيسة، وهى لم تمتعض يوما من صوت الجرس أسبوعيا يوم الأحد، فطوال ما يقرب من 30 عاما ماضية حرصت على تهنئة جيرانها الأقباط فى أعياد الميلاد.

وعلى مدار الأعوام الماضية ارتبط اسم كنيسة «العذراء مريم» باسم الشارع الذى تقع به، لتصبح كنيسة «خاتم المرسلين» فى مفارقة مدهشة، فالحى المكتظ بالسكان بدت فيه حركة الشارع هادئة، والحواجز الحديدية التى تحيط بالكنيسة لدواعٍ أمنية، لم يشك أحد من الجيران منها، بل انطلقت بعض المبادرات بتشكيل لجان شعبية من شباب الحى من أجل حماية الكنيسة أثناء قداس الميلاد.

وقال محمود حجازى، أحد شباب حى العمرانية: «الكنيسة مثل المسجد كلاهما دور عبادة، ومع اقتراب أعياد الميلاد سنشكل دروعا بشرية لحماية الكنيسة، فالمسلمون والأقباط نسيج واحد، ومثلما تصدى أهالى حلوان للإرهابيين وأثبتوا أن المصريين يد واحدة، سنتصدى لجميع محاولاتهم التى تحاول ضرب النسيج القومى».

ولم تخرج مبادرة تشكيل لجان شعبية لحماية كنائس العمرانية من الشباب فقط، وإنما قرر «على ذكى»، الرجل السبعينى، مشاركة الشباب فى مبادرتهم، وقال: «سنحمى وطننا مهما زادت شراسة الإرهابيين، وسأتصدى لهم بعكازى، وعمرى كله فداء للوطن».

وأشار الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إلى أن الإرهاب يستهدف ضرب الوحدة الوطنية، ودائمًا يرغب فى القضاء على الأقليات، كما فعلت الجماعات الإرهابية فى العراق، فهدفها الوحيد هو التفرقة بين السنة والشيعة والمسيحيين بجميع طوائفهم.

وأضاف «صادق» أن حدوث التفرقة بين المصريين أمر مستحيل، لأن المصريين تحولوا فى الأديان، بداية من عبادة الفراعنة، ثم التحول إلى الديانة القبطية، ومع دخول الإسلام اعتنق المصرى الديانة الإسلامية متابعاً: «المسلم المصرى هو فى الأساس مصرى مسيحى». وحول مبادرة تشكيل لجان شعبية حول الكنائس، قال «صادق» إن تشكيل اللجان الشعبية أصبح أمرًا واجبًا، لدورها الفاعل فى حماية دور العبادة، سواء الإسلامية أو القبطية.