علاج جيني قد يكون لقاحاً محتملاً لمرض الإيدز

خلايا مُعدلة وراثيًا تُكافح السرطان تُظهر أملاً واعدًا في القضاء على الفيروس
كتب: محمد منصور الثلاثاء 02-01-2018 11:30

قام باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية باستخدام تقنية علاج جيني تستخدم لعلاج السرطان في صناعة لقاح محتمل لمرض الإيدز.

وبحسب دراسة نُشرت أمس في دورية «بلوس» الشهيرة فإن العلماء تمكنوا من الكشف عن الخلايا المُصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب «إيدز» وتدميرها عبر استخدام تقنية CAR T الجينية، ولم تُدمر تلك التقنية الخلايا المُصابة فحسب، بل استمرت لأكثر من عامين في العينات، مما يشير إلى إمكانية خلق مناعة طويلة الأجل من الفيروس الذى يُسبب الإيدز.

ويمكن للأدوية المُضادة للفيروسات والمتاحة حاليا في الأسواق من قمع كمية الفيروسات في الجسم إلى مستويات لا يُمكن اكتشافها تقريبًا، ولكن دون استجابة مناعية فعالة يُمكنها القضاء على الفيروس.

ويسعي الباحثون إلى إيجاد طريقة لتحسين قدرة الحسن على مكافحة الفيروسات عن طريق هندسة الخلايا المناعية بهدف استهداف الخلايا المُصابة بفيروس العوز المناعي البشري وتدميرها على وجه الحصر.

وعلى الرغم من أن الخلايا التائية المُعدلة جينيا CAR T ظهرت في الأساس كعلاج مناعي قوي لمختلف أشكال السرطان، إلا أن الباحثين يأملون أن تُظهر أملاً واعدًا في معالجة الإيدز.

ويستخدم فيروس نقص المناعة المكتسب المُسبب للإيدز بروتينًا سكريًا يُسمي CD4 لإصابة الخلية، واستخدم الباحثون الخلايا المعدلة لإعاقة التفاعل بين الفيروس وذلك البروتين.

ووجد الباحثون أن حيوانات التجارب التى طُبقت عليها تلك التقنية تمتعت بمناعة لأكثر من عامين، كما انتقلت تلك الخلايا في جميع أنحاء أنسجتها الليمفاوية وجهازها الهضمي، وهي المواقع التشريحية الرئيسية التى ينسخ فيها فيروس نقص المناعة المكتسب نفسه.

وتعد تلك النتائج الأولي من نوعها التى تبين أن الخلايا المكونة للدم يُمكن تعديلها لتصبح خلايا مناعية وظيفية تعمل في جميع أنحاء الجسم. وهو الأمر الذى قد يضع نهجًا جديدًا يسمح بالحصانة المأمونة مدى الحياة من الإصابة بالفيروس المُسبب لنقص المناعة المكتسب.

ويأمل الباحثون أن يُساهم ذلك النوع من العلاج في تقليل اعتمادية المُصابين على الأدوية المُضادة للفيروسات، وخفض تكلفة العلاج، والسماح بالقضاء التام على الفيروس المُسبب للإيدز، والحماية منه أيضًا.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الإيدز والعدوى بفيروسه من أهم التحديات في مجال الصحة العمومية في العالم، خصوصا في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وتقول المنظمة إن هناك نحو 36.7 مليون شخص متعايش مع فيروس العوز المناعي البشري، مشيرة إلى أن عام 2015 شهد وفاة 1.1 مليون شخص جراء الإصابة بالمرض.