هو محب الدين بن أبي الفتح بن عبدالقادر بن صالح بن عبدالرحيم بن محمد الخطيب، أصل أسرته من بغداد من ذرية الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وهاجرت أسرته إلى حماة في بلاد الشام، ونزح فرع منها إلى قرية «عذراء» وفريق إلى دمشق.
ولد محب الدين الخطيب، في حي القيمريّة بدمشق في 1886 وأبوه الشيخ أبوالفتح الخطيب، من رجال دمشق المعروفين، وكان أمين دار الكتب الظاهرية، وقد تولّى التدريس والوعظ في الجامع الأموي.
نشأ «محب» في أسرة متدينة وتوفيت أمه وهو صغير، وألحقه والده وهو في السابعة بمدرسة الترقي النموذجيّة، وحصل منها على الابتدائيّة ثمّ التحق بمدرسة مكتب عنبر، وبعد سنة توفي والده فترك المدرسة وتبناه علميًا صديق والده الشيخ طاهر الجزائري، المشرف على المكتبات والمدارس في بلاد الشام، وسعى شيخه الجزائري ليخلف محب الدين أباه في دار الكتب الظاهريّة على أن ينوب عنه من يقوم بها حتى يبلغ سن الرشد.
ترسخ «محب» في العلم واشتغل في نسخ أمهات الكتب الإسلامية مقابل أجر، وظل مواظبًا على التردد على حلقات العلماء، بخاصة بعدما أعاده الجزائري للمدرسة الكونيّة، فضلًا عن مطالعاته في دار الكتب الظاهريّة ويكتب المقالات العلميّة والأدبيّة ويعرب من التركيّة، ويرسل بها إلى صحيفة ثمرات الزمان في بيروت.
بعد أن أنهى الخطيب دراسته الثانويّة في 1906 في بيروت، انتقل إلى عاصمة الخلافة «الأستانة» والتحق بكليتي الآداب والحقوق ونزل في حي يكثر فيه أبناء العرب وطلاب العلم، واختار من الشباب العرب مجموعة أقنعها بوجوب تعلّم لسان العرب، واتفق مع صديقه الأمير عارف الشهابي أن يقوما على تعليم هؤلاء الشباب العرب لغتهم، وبعد فترة أسسوا «جمعية النهضة العربيّة»، ثم غادر الأستانة بعد الانتهاء من السنة الثالثة إلى دمشق ثم اختير للعمل في اليمن وانتقل إليها، ومرّ أثناء ذلك بمصر حيث التقى بشيخه طاهر الجزائري وصديقه محمد كرد على، واتصل بأعلام الفكر والأدب.
عندما أعلن الدستور العثماني في 1908 رجع إلى دمشق، وشارك في تحرير جريدة هزلية «كار الخرج»، فانتبهت السلطات الحكوميّة للجريدة، فسافر إلى بيروت، ولاحقته الحكومة فانتقل للقاهرة وهناك شارك في جريدة المؤيد، وفي 1913 أسس الشيخ محمد رشيد رضا مدرسة الدعوة والإرشاد، فدرس فيها الشيخ محب الدين، وعندما قامت الحرب الحرب العالمية الأولى وأعلنت الثورة العربيّة الكبرى طلبه الشريف الحسين بن على برقياً، فسافر لمكة فأسس المطبعة الأميريّة، وأصدر جريدة القبلة الناطقة باسم حكومة الحجاز.
كان الشريف حسين يستشيره في كثير من الأمور الخارجيّة مع الشيخ كامل القصاب ولمّا دخل العرب دمشق في 1918 بقيادة الأمير فيصل عاد الشيخ محب الدين الخطيب وأنيطت به إدارة وتحرير الجريدة الرسميّة للحكومة باسم «العاصمة»، ولمّا دخل الفرنسيون عام 1920 دمشق غادر لمصر واستقرّ في القاهرة حيث عمل في تحرير جريدة الأهرام خمس سنوات.
وأسس المكتبة السلفيّة ومطبعتها، حيث قام بطباعة الكتب السلفيّة، ونشر كثيراً منها، وأصدر مجلة الزهراء واستمرت 5 سنين، ثمّ أسس جريدة الفتح، ثمّ تولّى تحرير مجلة الأزهر ست سنوات، ثمّ ساهم في إنشاء جمعية الشبان المسلمين في القاهرة، ثم كتب مقالا بعنوان: «الحرية في بلاد الأطفال» نال فيه من كمال أتاتورك قبض عليه وحكم عليه بالسجن لمدة شهر، وكان «الخطيب» من أوائل العلماء الذين تنبّهوا لأخطار الصهيونيّة، وحذروا منها، وكشفوا الغطاء عن حقائقها ومحاولة اليهود في الوصول لفلسطين عام 1844 ومطالبتهم لمحمد على باشا بفلسطين وما كان بينهم وبين السلطان عبدالحميد سنة 1902، كما قاوم التشيع وبذل جهودًا في نشر عقيدة أهل السنة والجماعة إلى أن توفي زي النهارده 30 ديسمبر 1969 بمستشفى الكاتب بالدقي في مصر بعد إجراء عمليَّة جراحيَّة.