عقول مصرية: الدكتور ماهر القاضي لـ«المصري اليوم»: غياب «روح الفريق» أهم معوقات البحث العلمي في مصر

كتب: محمد منصور الأربعاء 27-12-2017 22:03

تخرج ماهر القاضي من جامعة القاهرة قبل 13 عاماً، درس الكيمياء، وتخرج على رأس دفعته، وحصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، يعمل الآن في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وهي واحدة من أكبر جامعات العالم، في مجال تطوير تقنيات تخزين الطاقة ونقلها. كما يعمل مستشارًا لواحدة من أكبر شركات إنتاج مكثفات الكربون الفائقة على مستوي العالم.

أحدثت أبحاثه الأخيرة ردة فعل واسعة في المجتمع العلمي، حاورته «المصري اليوم» عن أبحاثه وآماله وكيف يرى مستقبل فرعه البحثي.

وإلى نص الحوار:

من اي الجامعات تخرجت؟ وعلى اي أساس اخترت مجالك البحثي ؟

تخرجت من جامعة القاهرة في قسم الكيمياء سنة ٢٠٠٤، وقتها كانت كلية العلوم تقدم ٢٦ برنامج في مختلف التخصصات العلمية، وبالتالي كنت في حيرة كبيرة. كنت مهتمًا بمجال الكيمياء منذ الصغر، غير أننى فضلت وقتها التسجيل في برنامج دراسة الجيولوجيا، شعرت بالغربة بعد أقل من أسبوع؛ وتوجهت للتخصص في الكيمياء.

أين تعمل في الوقت الحالي؟

أعمل باحثُا في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، كما أننى أشغل مدير الأبحاث في شركة ناشئة تعمل على تطوير بطاريات المستقبل، وأعمل أيضًا مستشاراً لشركة ماكسويل، وهي أكبر شركة لإنتاج مكثقات الكربون الفائقة في العالم.

ما الفروق الجوهرية بين عملك في جامعة القاهرة وعملك الحالي بجامعة كاليفورنيا؟

بعد التخرج من جامعة القاهرة بتقدير امتياز، كأول دفعتي، تم تعييني كمعيد في قسم الكيمياء. في مصر؛ كانت الاعباء الخاصة بالتدريس مهولة، إذ تصل ساعات العمل إلى 30 ساعة أسبوعيًا، على عكس عملي الحالي، إذ أقم بالتدريس لمدة 6 ساعات فقط، وأقضي الوقت المتبقي في العمل البحثي.

ما اهم إنجازاتك البحثية؟ وكم عدد أبحاثك المنشورة؟

ساخمت بشكل كبير في تطوير تقنيات مبتكرة لإنتاج بطاريات من الجرافين، سريعة الشحن، أكثر أمنا وأطول عمرًا. عملت على زيادة كفاءة الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية وإنتاج وقود هيدروجيني باستخدام مواد متناهية الصغر، أما أهم إنجازاتي البحثية فتتعلق بإنتاج مكثفات فائقة مصغرة، من الممكن أن تساهم في تطوير أجهزة الاستشعار الكيميائية.

نشرت أكثر من 30 بحث علمي في دوريات عالمية، وحصلت على 15 براءة اختراع دولية.

كيف تتصور المستقبل في مجال تخصصك؟

تُعد الكيمياء واحدة من العلوم الحيوية والمؤثرة، خلال السنوات القليلة القادمة سنشهد ثورة في مجال البطاريات والطاقة والعلاج الجيني وعلاجات السرطان بالإضافة إلى مواد البناء.

في المستقبل القريب جدًا، ستساهم أبحاث تخزين الطاقة في استبدال الوقود الأحفوري الملوث للبيئة بوقود نظيف، فعلى سبيل المثال؛ تُعد السيارات الكهربائية أحد أهم المنجزات التكنولوجية المعتمدة على الكيمياء، كما يحاول العلماء تطوير أجهزة وعلاجات فعالة للأمراض المختلفة، وكلها أمور ترتبط بالكيمياء ارتباطاً وثيقًا.

ما هي أهم مميزات العمل ضمن منظومة البحث العلمي المريكية؟

يتميز النظام العلمي والبحثي في أمريكا بجودته، فثمانية من أصل 10 جاماعات على مستوى العالم في أمريكا وحدها، واعتقد أن سبب تقدم تلك الجامعات هو وجود بيئة جيدة للمنافسة الشريفة في مجال البحث العلمي.

كيف تختلف منظومة البحث المصرية عن مثيلتها في الولايات المتحدة؟

تقود الولايات المتحدة العالم في مجال البحث العلمي، كما أن الاقتصاد الأمريكي بالأساس يقوم على تصدير وتطوير التكنولوجيا المتقدمة، في أمريكا شركات تكنولوجية تُصدر منتجات بما يوازي اقتصاد دول. لذا؛ نجد أن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية تُخصص الامكانيات الأدبية والمعنوية لدعم البحث العلمي كونه يُعتبر استثماراً مضمون العائد. أما في الدولنا العربية، تتوقف مخرجات البحث العلمي عند الباحث، وغالبًا ما يُعتبر البحث العلمي ترفًا أكاديميًا يقوم به الباحثون من أجل ضمان الترقية في الوظيفة.

ما هي اهم المعوقات التي تواجه البحث العلمي في مصر؟

غياب روح الفريق، وضعف معدلات الانفاق، وعدم قناعة الدولة باهمية البحث العلمي علاوة على عدم وجود استراتيجية واضحة للبحث العلمي في مصر.

وكيف يمكن التغلب على تلك المعوقات؟

تطوير التعليم لكي يواكب أنظمة التعليم في الخارج، وجود برامج دراسية قوية في مجال الهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، تنمية روح الفريق، علاوة على الاهتمام بالتعليم الأساسي، وزيادة معدلات الإنفاق على البحث العلمي.

وما هي نصيحتك لشباب الباحثين في مصر؟

أهم نصيحة اقرأ.. فالقراءة هي وسيلتك الأولى للمعرفه. اقرأ بغرض اكتشاف معلومات جديده كل يوم وعليك ان تعرف ان الفرق بين باحث عادي وآخر متميز يكمن في القراءة.