الليبيون يعيشون «فرحتين» فى أول عيد دون «القذافى»

كتب: أ.ش.أ السبت 05-11-2011 17:39

يهل عيد الأضحى على الليبيين هذا العام وسط فرحتين: فرحة طبيعية بحلول أيامه المباركة وقضاء أوقات سعيدة ابتهاجاً بروح هذه المناسبة، وفرحة أكبر مصدرها شعور الشعب لأول مرة فى تاريخ ليبيا القريب بطعم الحرية والانتصار بعد 42 عاماً من حكم الاستبداد والديكتاتورية للعقيد الراحل معمر القذافى.

وشرع الشباب الليبى من ثوار «17 فبراير» فى تعليق الزينات، وأعلام الاستقلال، والأضواء الباهرة فى كل أحياء العاصمة الليبية طرابلس مرورا بمدينة بنغازى عاصمة الثورة والاستقلال وانتهاء ببقية المدن المحررة، وعبر الشعب الليبى عن فرحته بكل الوسائل، فإذا كان التكبير لله مرتبطا بالعيد، فإن التكبير لم يتوقف فى ليبيا إجلالا لله على انتصار الثوار وتعالت أصوات المكبرات بكل المساجد الليبية فى المدن المحررة والتى تضيف للمستمع شعورا بالبهجة.

وتشغل الأضحية مرتبة عالية فى تقاليد الليبيين، ومن أشهر أكلات العيد فى ليبيا خبز العيد «غروم يمضرز» عند أهل نفوسة، حيث تحضير خبز العيد عادة قديمة جداً لدى الشعب الليبى، ولايزال أبناء «الأمازيج» يمارسونها إلى الآن، بل كانت عادة شائعة فى طرابلس القديمة نفسها، إلى عهد قريب، فالكثير من العائلات الطرابلسية «الأصيلة» التى كانت تسكن المدينة القديمة، وخرجت منها، منذ ستينيات القرن الماضى إلى المدينة الحديثة ظلت تحضر خبز العيد على الطريقة الليبية التقليدية «الأمازيجية» حتى ثمانينيات القرن الماضى.

ولأول مرة منذ عقود يأتى عيد الفطر الماضى وفق إعلان من الهيئة العليا للإفتاء فى ليبيا، ففى العهد السابق كان يوم العيد يعرف من أول أيام رمضان، وذلك لأن نظام القذافى كان يعتمد على المركز الليبى لعلوم الفضاء والاستشعار من بعد، والذى كان يعتمد على الطريقة الرقمية لتحديد بداية ونهاية الأشهر القمرية وليس على نظام الرؤية الشرعية المعتمد عليه فى أغلب الدول الإسلامية.