انطلاق صالون ابن رشد الثقافي (صور)

كتب: أحمد يوسف سليمان, ماهر حسن الإثنين 25-12-2017 14:58

عقد المجلس الأعلى للثقافة مساء أمس، صالون ابن رشد الثقافى، تحت رعاية الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة، وجاء اللقاء بعنوان «لماذا صالون ابن رشد»، شارك بالصالون الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والمفكر الدكتور مراد وهبة أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس مؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير وعضو المجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة منى أبوسنة وأدار النقاش الدكتور حسن البيلاوى.

وأوضح د. حاتم ربيع، أن الغرض من إقامة الصالون، هو توعية المجتمع ضد الأفكار الأصولية الظلامية، وأشار إلى أنه برغم ما تعرّض له «ابن رشد» من قمع وتنكيل في نهاية حياته، إلا أن أفكاره مازالت تحيا بيننا، وأكد أن وزارة الثقافة تحرص على إقامة أنشطة وصالونات ثقافية لمواجهة الإرهاب بالفكر التنويرى.

من جانبه أوضح المفكر الدكتور مراد وهبة، أن تسمية الصالون الثقافى باسم ابن رشد، جاء بسبب موقفه من فكرة الإجماع التي تنافي الفكر والعقل، ومناداته بالتعددية في الآراء، وأشار إلى أن أفكار ابن رشد التي صاغها في زمانه في القرن الثاني عشر الميلادي تصلح لزماننا الآن، وهو ما يشير إلى أننا نعيش في القرن الثاني عشر وليس الحادى والعشرين، وأكد أنه إذا حل التطرف غاب الفكر التنويري.

كما أكد المفكر مراد وهبة، أن وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، كان قد هاتفه في أكتوبر الماضى واقترح عليه إقامة هذا الصالون الثقافي بهدف التصدي للفكر الأصولى المتحجر، واستشهد الدكتور مراد وهبة بعبارة لأبى الوليد ابن رشد وردت في كتابه «فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال»، وهى: «لا يقطع بكفر من خرق الإجماع في التأويل»، وقد عرف التأويل بأنه يكمن في الخروج باللفظ من دلالته المباشرة لدلالته المجازية أو الرمزية، وهنا تتعدد التأويلات، وفى ظل التعددية يمتنع وجود الإجماع، ومع امتناع الإجماع يمتنع التكفير، وبناءً عليه يمتنع القتل الذي هو نتيجة حتمية للتكفير، ثم أشار إلى أهمية عام ١٩٧٩ الذي بدأت تنتشر فيه الأصولية الإسلامية، خاصة مع ثورة الخمينى في إيران.
ولفت الانتباه إلى أن الأديب الكبير توفيق الحكيم كان قد دعا إلى الفكر العلمانى، ومواجهة الأفكار المتشددة الأصولية، بعدما رأى سيطرة الأفكار المتشددة على الجامعات، ثم أعلن الدكتور مراد وهبة أسماء مؤسسى الصالون، وهم: الفنان محمود حميدة، القس مراد فكرى، الدكتور جمال شقرة، الدكتورة منى أبوسنة، والأستاذ رفعت عوض الله، والدكتور حسن البيلاوى، والدكتور عصام عبدالفتاح، والشاب حسن كمال.

وقالت الدكتورة منى أبوسنة، إن الصالون يشكل نواة «تيار رُشدي»، هدفه مواجهة الفكر المتطرف، ثم تحدث الدكتور عصام عبدالفتاح، واصفًا الدكتور مراد وهبة بسقراط هذا العصر، مشيرًا إلى أن وهبة نزل بفلسفته وفكرة إلينا لمواجهة الأفكار الظلامية المتطرفة.

كما أوضح الفنان محمود حميدة، أنه يعتبر نفسه واحدًا من عامة الناس، الذين التقوا الدكتور مراد وهبة في تسعينيات القرن المنقضى، فوجده يتمتع بهدوء شديد ورجاحة عقل، وقدرة على الرد على كل الآراء التي يطرحها الآخر حتى لو تعمد الآخر الإساءة له، لذا صار أحد متابعيه وتلاميذه منذ لقاءه الأول.
وتحدث د. أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، عن فكرة التسامح عند جون لوك، في علاقتها بفكرة التأويل عند ابن رشد؛ أما مداخلة الشاعر حسن طلب؛ فقد قامت على انتقاد فكرة التركيز على ابن رشد وحده في تراثنا العقلانى المستنير؛ فمن الشعراء هناك: المعرى، ومن الأطباء: أبوبكر الرازى، ومن المتكلمين: إبراهيم النظام.

انطلاق صالون ابن رشد الثقافي

انطلاق صالون ابن رشد الثقافي