مستشارة أوباما: المصريون «قدوة المنطقة».. و4% منهم كانوا يشعرون بالحرية قبل الثورة

كتب: فتحية الدخاخني الثلاثاء 05-04-2011 11:30

 

أكدت داليا مجاهد، مستشارة الرئيس الأمريكي والمديرة التنفيذية لمركز جالوب أبو ظبي، أن الشعب المصري هو أقل شعوب العالم إحساسا بالديمقراطية، مشيرة إلى أن المركز أجرى استطلاعا للرأي قبل ثورة 25 يناير، ظهرت خلاله مؤشرات واضحة على إمكانية حدوث ثورة في البلاد.

وأوضحت مجاهد، في تصريحات صحفية الاثنين على هامش زيارتها للقاهرة، أن الاستطلاع يظهر السبب الرئيسي للثورة في مصر، حيث يشير إلى وجود فرق شاسع بين طموحات الشعب وبين ما يمكن أن يحصلوا عليه، لافتة إلى أن المؤشرات في مصر كانت متناقضة، فكلما زادت التنمية الاقتصادية، وارتفع دخل الفرد، زاد شعور المواطن المصري بعدم الرضا، وهذا أمر غير منطقي.

وقالت مستشارة أوباما التي تزور مصر للمشاركة في مؤتمر بجامعة الدول العربية حول الإسلام والغرب، إن دخل مصر كان يزيد منذ عام 2007 وحتى عام 2010 بينما كان مؤشر الرضا ينخفض لدى الطبقات الفقيرة، وأصبحت حياة المواطن صعبة، ليقل إحساس المصريين بالراحة عن دول مثل اليمن وفلسطين، حيث لم تزد نسبة الرضا عن 9% مقارنة بـ 11% في اليمن، و13% في فلسطين، في حين وصلت نسبة المعاناة في مصر إلى 31% مقارنة بـ 33% في اليمن، و16% في فلسطين، على الرغم من أن الدخل في اليمن نصف دخل الشعب المصري و فلسطين تحت الاحتلال وهو أمر غير منطقي أيضاً.

وأضافت مجاهد أن تقييم الشعب للخدمات التي تقدمها الدولة كان يقل في السنوات السابقة، إضافةً إلى أن طموحات الشعب المصري للديمقراطية كانت الأعلى على مستوى البلاد الإسلامية وكان 88% من الشعب يشعرون بأن الديمقراطية تساعد على التقدم، بينما يرى 4% من الشعب أنه يستطيع التعبير عن رأيه أو ممارسة الديمقراطية، مما يجعل مصر أقل دولة على مستوى العالم إحساسا بالديمقراطية.

وأشارت إلى تراجع إحساس المصريين بالحرية، ففي 2005 كان 77% راضين عن حريتهم الشخصية وفي عام 2010 تراجعت النسبة إلى 47% فقط، ولفتت إلى أن المركز سيجري استطلاعا آخر بعد شهرين ليعرف مدى تغير هذه المؤشرات لدى المصريين بعد الثورة.

وأضافت مجاهد أنه تم عرض تلك القياسات والدراسات على المسؤولين المصريين بصورة غير مباشرة في السنوات السابقة، وتم عرضها على الشيخ علي جمعة، مفتي الجمهورية، الذي أكد أن التقرير مهم جداً وطلب عرضه على علماء الدين في مصر وتم ذلك في حضور شيخ الأزهر آنذاك الراحل محمد سيد طنطاوى.

وقالت مجاهد إن مصر أصبحت قدوة للمنطقة، والعالم كله ينظر إليها، ويتمنى نجاحها لأن ما يحدث فيها سيؤثر على المنطقة ككل، مشيرة إلى أن مصر كان لديها كل مؤشرات وإرهاصات الثورة، وثورة تونس هي التي أعطت الشعب الإحساس بأن نجاح الثورة ممكن.

وقالت داليا مجاهد، إنها قابلت أثناء الثورة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأمريكية لتوضيح ماهية الثورة وما يحدث في مصر، مشيرةً إلى أن الإدارة الأمريكية وقفت إلى جوار الرئيس السابق حسني مبارك في بداية الثورة وكانت على قناعة بقدرته على إجراء تغييرات مرضية للشعب المصري.

وأضافت أنها استطاعت إقناع الإدارة الأمريكية بأن الشباب المصري قال كلمته في ثورته وأن الشعب المصري سيقوم بالتغيير وأن الرئيس مبارك لن يستمر عاجلاً أو آجلاً لأن الشعب يحتاج إلى الديمقراطية بصورة أكبر وهي المكسب الحقيقي للولايات المتحدة، مؤكدةً أن المصريين أجبروا واشنطن على التخلي عن تلك الفكرة والوقوف إلى جانب الشعب.

وقالت مستشارة الرئيس الأمريكي إن واشنطن مازالت تخشى من تأثير إيران في منطقة الخليج، ولهذا أحجمت عن دعم الثورة في البحرين حتى الآن رغم أن كل الدراسات والقياسات التي أجراها مركز جالوب تؤكد أن البحرين تسير على خطى ثورة مصر والتغيير هناك قادم لا محالة.