زغاريد في أول قداس للميلاد بالموصل بعد سقوط «داعش» (صور)

كتب: أ.ف.ب الأحد 24-12-2017 18:50

أحيا مسيحيون قداس الميلاد الأحد في كنيسة مار بولص للكلدان في الموصل للمرة الأولى منذ سقوط حكم «داعش»، مطلقين الزغاريد تعبيرا عن «الفرح» بمعاودة طقوسهم وسط إجراءات أمنية مشددة في ثاني مدن العراق التي تمت استعادتها في يوليو الماضي.

ويحتفل المسيحيون بالميلاد بعد أن منع تنظيم داعش الإرهابي الوجود المسيحي في المدينة منذ سيطرتهم عليها منتصف عام 2014، وأعلنوا ما يسمى دولة «الخلافة» على المناطق التي كانت خاضعة لهم في العراق وسوريا المجاورة.

وشارك حسام عبود (48 عاما) في القداس وهو على كرسي للمعاقين بعد عودته مطلع الشهر الحالي إلى الموصل من إقليم كردستان الذي يبعد عشرات الكيلومترات إثر لجوئه إلى هناك هربا من تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد «عبود»، أن احتفال اليوم يعتبر «مؤشرا على عودة الحياة والفرح إلى الموصل، من خلال هذا القداس نرسل رسالة سلام ومحبة لأن المسيح يعني السلام ولا حياة بدون سلام».

من جهته، أكد بطريرك الكلدان في العالم لويس ساكو ذلك لـ«فرانس برس» من الكنيسة ذاتها، «الجميع أخوة»، وقالت فرقد مالكو التي عادت مؤخرا إن «الاحتفال والصلاة في الموصل مهمين لإحياء الحياة المسيحية» في المدينة وضواحيها حيث تعيش أقلية كبيرة من المسيحيين.

وأضافت لـ«فرانس برس»: «بهذا الاحتفال، نريد أن نقول لهم إن أهل الموصل جميعهم أخوة بغض النظر عن ديانتهم ومعتقدهم ورغم كل معاناتهم والأضرار التي لحقت بهم«.

وفيما ترددت تراتيل الميلاد، أكدت مالكو إن «الوجود هنا في الكنيسة يشكل فرحا كبيرا» .

وكنيسة مار بولص هي الوحيدة التي ما زالت قائمة في الموصل حيث كانت هناك قرابة ثلاثين كنيسة.

وقد أعاد تأهيل الكنيسة مجموعة من الشباب قبل أيام قليلة مع تعليق ستائر على النوافذ التي تطاير زجاجها جراء المعارك والانفجارات.

ووسط الشموع وأشجار الميلاد والستائر البيضاء لإغلاق إطارات النوافذ، اختلط مسلمون مع المسيحيين، فضلا عن المسؤولين من السلطات المحلية والمؤسسات العسكرية.

وانتشرت عربات مدرعة عسكرية قرب الكنيسة حيث علقت صورة «شهيد» مسيحي قتله تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، دفع اضطهاد المتطرفين للأقليات في محافظة نينوى، خصوصا الإيزيديين والمسيحيين وبينهم الكلدان والسريان والآشوريين، إلى نزوح جماعي من مناطق سهل نينوى.

فيما قال عبود الذي غادر منزله مع آخر العائلات المسيحية التي تهجرت من الموصل، «يجب إعادة بناء الكنائس المدمرة في المدينة من أجل تشجيع عودة المسيحيين».

يرى مسؤولون محليون إن نحو 90% من المسيحيين فروا من الموصل منذ اجتياح العراق بقيادة أميركية عام 2003 .

وعندما سيطر الإرهابيين على المدينة، كانت هناك نحو ألفي أسرة مسيحية وفقا لـ«جمعية الأخوة» في العراق.

ويرى البطريرك ساكو إن «المسيحيين النازحين داخل العراق أو اللاجئين خارجه يجب أن يعودوا بسرعة» من أجل «القيام بدور فاعل في إعادة الإعمار».

من جهته، قال دريد حكمت طوبيا مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين، إن «بين 70 إلى 80 عائلة مسيحية عادت إلى الموصل وستتبعها (عائلات) أخرى».

وقالت مينا رامز (20 عاما) التي عادت إلى منزلها مع عائلتها قبل شهرين مع تزامن بدء العام الدراسي «إنها أرضنا هذه منازلنا وسنقوم بكل ما يلزم مع إخواننا من جميع الأديان لإعادة بناء الموصل».

وأضافت لـ«فرانس برس»، لن نتخلى أبدا عن الأرض التي ولدنا فيها«.

ونينوى وضمنها الموصل من أقدم مواطن المسيحيين في الشرق حيث تعود جذورهم إلى القرون المسيحية الأولى.