تتجه أنظار عشاق الكرة العالمية في جميع أنحاء المعمورة، عند الثانية عصر اليوم السبت بتوقيت القاهرة، صوب استاد «سانتياجو برنابيو» في العاصمة الإسبانية مدريد، من أجل متابعة مباراة المتعة والإثارة المرتقبة بين قطبى الكرة العالمية ريال مدريد وبرشلونة، ضمن الجولة السابعة عشرة من الدورى الإسبانى الممتاز لكرة القدم.
ويدخل الفريقان المباراة بظروف مختلفة، حيث لا بديل أمام حامل اللقب، الذي يخوض المواجهة على أرضه وبين جماهيره، عن الفوز من أجل تقليل فارق النقاط مع المتصدر منافِسه برشلونة، حيث يتخلف عنه بفارق 11 نقطة، مع تبقى مباراة للريال أمام ليجانيس مؤجلة من الجولة الماضية بسبب انشغال بطل إسبانيا بالمشاركة في كأس العالم للأندية، التي تُوِّج بلقبها على حساب جريميو البرازيلى.
ويحتل الريال المركز الرابع في جدول ترتيب البطولة برصيد 31 نقطة مقابل 42 لبرشلونة، الذي لو نجح في حصد النقاط الثلاث، اليوم، فسيكون قد قطع شوطاً كبيراً جداً نحو استعادة لقب الدورى هذا الموسم، بعدما فقده الموسم الماضى لمصلحة ريال مدريد. وتُقام المباراة لأول مرة في التاريخ هذا الموسم في هذا التوقيت «عصراً» من أجل الجماهير في شرق آسيا، حيث تسعى رابطة الدورى الإسبانى لكسب قاعدة جماهيرية كبيرة في هذه المنطقة، ولذا اختارت هذا التوقيت المناسب لهم حيث سيكون التوقيت لديهم ليلاً.
وكشفت الصحف الإسبانية عن أن هذه المباراة ستحدد بشكل كبير مصير البطولة هذا الموسم، كما أشارت إلى أن هناك إجراءات أمنية مكثفة في العاصمة مدريد من أجل تجنب حدوث أي أعمال شغب أو عمليات إرهابية.
وحذرت الرابطة ومسؤولو الناديين جماهير القطبين من افتعال أي مشكلات أو حمل لافتات سياسية حول أزمة إقليم كتالونيا الأخيرة وسعيه للانفصال عن إسبانيا، ويُعتبر برشلونة من كبرى المؤسسات الداعمة للانفصال، بينما يؤيد الريال الحكومة في مدريد في رفضها انفصال كتالونيا. وأشارت الصحف إلى أن نحو 650 مليون مشاهد سيتابعون المباراة حول العالم، كما ستنقلها نحو 50 محطة تليفزيونية بنحو 10 لغات لكل دول المعمورة.
ويدخل ريال مدريد المباراة بمعنويات مرتفعة بعد الفوز ببطولة العالم في أبوظبى، فضلاً عن الحالة المعنوية المرتفعة التي يعيشها لاعبوه، بعد فوزهم بمعظم الألقاب الفردية في البطولة واستعادة جناح الفريق، النفاث جاريث بيل، حساسيته التهديفية وخطورته على المرمى من جديد. ويعتمد الريال على طريقة 4/4/2، تتحول إلى 4/3/3، بدخول «إيسكو» مع الثنائى رونالدو وكريم بنزيمة، وسيطرت على الجهاز الفنى حالة من التفاؤل والارتياح بعد تعافى «الدون» من الإصابة التي تعرض لها في نهائى المونديال في ربلة الساق ودخوله التدريبات الجماعية مع زملائه، أمس.
على الجانب الآخر، يحقق برشلونة هذا الموسم انطلاقة ممتازة في ظل صحوة لافتة لأيقونته، البرغوث الأرجنتينى، «ميسى»، الذي يتصدر جدول هدافى البطولة حتى الآن برصيد 14 هدفاً، وهو ما أهّل «البارسا» للابتعاد في صدارة جدول الترتيب عن الغريم التقليدى، والاقتراب بشكل كبير من استعادة لقب الدورى، الذي فقده في الموسم الماضى.
ونجح أرنستو فالفيردى، المدير الفنى، في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح من جديد عقب رحيل نجمه البرازيلى نيمار إلى باريس سان جرمان بداية الموسم، واستطاع مواطنه «باولينيو» أن يقدم أداء جيدا مع الفريق ليكون الضلع الثالث في المثلث الهجومى مع «ميسى» ولويس سواريز.
ويعتمد «فالفيردى» على طريقة 4/4/2 من أجل التركيز على تدعيم دفاع الفريق بشكل قوى، ويفتقد الفريق، اليوم، مدافعه الفرنسى القوى صمويل أومتيتى للإصابة، كما تُعتبر مباراة الليلة ثأرية بالنسبة للبارسا، بعد السقوط أمام الريال ذهاباً وإياباً في مباراة السوبر الإسبانى قبيل انطلاق الموسم الجارى.