قبل بضعة أيام من انتهاء عضوية مصر في مجلس الأمن، وتتويجا لما بذلته من جهود لتعزيز منظومة مكافحة الإرهاب بالمجلس، نجح الوفد المصري في نيويورك في المساهمة في اعتماد قرارين جديدين بمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب: الأول خاص بالتصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والقرار الثاني حول تجديد منظومة المديرية التنفيذية التابعة للجنة مكافحة الإرهاب، واللذين اعتمدهما المجلس مساء أمس الخميس (21 ديسمبر) بالإجماع.
وفى بيانه أمام جلسة اعتماد قرار التصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب؛ أكد عمرو أبوالعطا، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب تعد أحد أخطر جوانب التهديد الإرهابي غير المسبوق الذي يواجهه عالمنا اليوم، مشيراً إلى تفشى الظاهرة خاصة خلال الأعوام القليلة الماضية وكذا قدرة واستطاعة هؤلاء الإرهابيين على الانتقال من سوريا والعراق إلى دول ومناطق أخرى في كافة الانحاء، مؤكدا ارتباط تلك الظاهرة بمشاكل وعوامل عدة سعت مصر قدر الإمكان إلى تناولها في القرار.
وأضاف «أبوالعطا» أن مصر على قناعة بأن اعتماد مجلس الأمن قرارا حول التصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب هو أمر مهم، إلا أن المحك الحقيقي سيكون في توافر الإرادة السياسية للدول لتنفيذ القرار وغيره من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهو ما يستلزم متابعة حثيثة من مجلس الأمن ومحاسبة الدول التي لا تلتزم بالتنفيذ الكامل، وتلك التي تستمر في دعمها للإرهاب وإيواء الإرهابيين. كما أنه يتعين توفير الموارد المالية والمساعدات الفنية اللازمة للدول لجعلها قادرة على تنفيذ التزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن، مؤكداً أن مصر ستحافظ دوما على التزامها بأن تكون في طليعة جهود المجتمع الدولي لهزيمة الإرهاب.
وفى بيانه أمام جلسة اعتماد قرار تجديد منظومة المديرية التنفيذية التابعة للجنة مكافحة الإرهاب، أشار «أبوالعطا» إلى أن رئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب طوال العامين الماضيين قد رسخت لدينا اليقين بأهمية وحساسية الدور الذي تقوم به اللجنة والمديرية التنفيذية التابعة لها، موضحاً أن مصر قد حرصت على الانخراط بفاعلية في المشاورات حول مشروع القرار للسعي لتضمين القرار الدروس التي اكتسبناها خلال رئاستنا للجنة.
ووجه «أبوالعطا» في نهاية كلمته أمام مجلس الأمن الشكر لكل المعنيين، وبشكل أخص للدول الأعضاء في مجلس الأمن طوال العامين الماضيين وللمديرية التنفيذية برئاستها السابقة والحالية ولكل أعضائها وللسكرتارية، على الدعم الذي قدموه للرئاسة المصرية للجنة مكافحة الإرهاب طوال العامين الماضيين، مؤكداً أن مصر ستحافظ دوماً على التزامها بأن تكون في طليعة جهود المجتمع الدولي لهزيمة الإرهاب.