د. رفيق صالح رئيس مركز «أكساد» لـ« المصرى اليوم »: اختيار دمشق لاجتماع «أكساد» تأكيداً على أمن سوريا

كتب: متولي سالم الخميس 21-12-2017 22:20

قال رئيس المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة «أكساد»، التابع لجامعة الدول العربية، الدكتور رفيق صالح، إن طلب الاجتماع فى دمشق، جاء تأكيداً على أن سوريا ودمشق آمنتان، مشدداً على أن العروبة هى الحل، والطائفية طريق انهيار العرب، وما تعرضت له المنطقة العربية خلال الفترة الماضية، خاصة العراق أحد الأسباب التى أدت إلى تنامى ظاهرة الإرهاب، لافتا إلى أنها مؤامرة دولية تستهدف تفتيت قدرة العرب على حل مشاكلهم.

وفى سياق آخر قال ضمن فعاليات الاجتماع إن لديه خبراء جاهزين لمساعدة الحكومة المصرية فى تقديم الخبرات اللازمة للمساعدة فى تنفيذ مشروع الـ1.5 مليون فدان، خاصة فى مجالات توفير الأصناف الأكثر تحملا لدرجات الحرارة والملوحة والجفاف فى مختلف مناطق المشروع، باعتباره أحد الأهداف الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائى العربى.

وأضاف صالح لـ«المصرى اليوم»، على هامش إطلاق الموسوعة العربية للكثبان الرملية بالعاصمة السورية دمشق، أن المركز لديه سلالات عالية الإنتاج للحوم، خاصة من الأغنام، والماعز، التى تحقق تنمية وتطوير الثروة الحيوانية فى مصر، إضافة إلى وضع برامج للحماية من مخاطر زحف الرمال على مشروعات الإنتاج النباتى أو الحيوانى، موضحا أن العمل على صيانة نظم إدارة وتثبيت الكثبان الرملية ومقاومة زحف الرمال يعد من أهم أساليب مكافحة التصحر والحد من تدهور الأراضى والمحافظة على التوازن البيئى فى مناطق انتشارها فى الوطن العربى.

وأوضح رئيس «أكساد» أن الكثبان الرملية تغطى مساحة واسعة تصل إلى 19 مليون كيلومتر من مساحة المناطق الجافة فى العالم، ما يشكل خطرا على الأراضى الزراعية الخصبة والواحات والمنشآت العمرانية وطرق المواصلات، ويهدد سكان المنطقة بالهجرة والتشرد.

مشيرا إلى أن إطلاق المرجع العلمى العربى «موسوعة الكثبان الرملية فى المنطقة العربية»، يعد إنجازا هاما فى تاريخ «أكساد»، حيث تعتبر الموسوعة وثيقة علمية حديثة عن الكثبان الرملية وبيئاتها فى الوطن العربى.

وتابع: «رغم أن المكتبة العربية غنية بكثير من المراجع والكتب والأطالس، إلا أنه قلما نجد مرجعا علميا يقتصر على تناول الكثبان الرملية وبيئاتها، علما بأنها تشكل أنظمة بيئية هشة بسبب الخصائص الأرضية والمناخية والحيوية التى تتميز بها المنطقة، كما أن هناك دوافع لإصدار الموسوعة العربية للكثبان الرملية بالتعاون بين المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة ومركز بحوث الصحراء فى مصر ومعهد المناطق القاحلة بـ(مدنين) التونسية، ومنها انتشار الصحارى الرملية فى المنطقة العربية سواء فى شمال أفريقيا أو غرب آسيا، حيث تشكل هذه الصحارى أكثر من 64% من مساحة الوطن العربى، ويقع فى شبه الجزيرة العربية أكبر بحر للرمال فى العالم، وهو الربع الخالى بمساحة تقدر بـ 640 ألف كيلو متر، موزعة بين 4 دول، إضافة إلى صحارى الدهناء والصمان والنفوذ الكبير فى السعودية وبحر الرمال فى مصر وبحر الرمال العظيم فى ليبيا والجزائر».

وأشار رئيس «أكساد» إلى أن هذه التحديات تشكل دافعا لدعم الخطط الوطنية بالدول العربية لمكافحة التصحر وإعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة، موضحا أن إجمالى الموارد المائية العربية يصل إلى 248 مليار متر من المياه، وتفقد المنطقة 40% منها نتيجة عدم كفاءة الرى، أو عدم التوسع فى خطط حصاد الأمطار، مما يشكل تحديا للموارد المائية فى تلبية احتياجات المنطقة لتحقيق الأمن الغذائى العربى، خاصة أن المنطقة تعانى من الشح المائى.

وتوقع «صالح» ارتفاع معدلات الفقر المائى فى المنطقة العربية، بسبب زيادة معدلات الاستهلاك المائى، وارتفاع معدلات السكان فى هذه الدول، فضلا عن انخفاض معدلات الهطول المطرى فى مناطق الشرق العربى مقارنة بمناطق المغربى العربى بسبب الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مشددا على أهمية التوسع فى برامج ترشيد استهلاك المياه ورفع كفاءة الاستخدام، من خلال تطوير نظم الرى بدلا من النظم التقليدية، فضلا عن استنباط أصناف جديدة من المحاصيل تتحمل ارتفاع درجات الحرارة، والملوحة العالية، وتكون أقل استهلاكا للمياه.

وكشف رئيس «أكساد»، عن إطلاق عدد من المشروعات التى سيتم تنفيذها فى مصر تشمل مجالات تطوير بحوث الثروة الحيوانية، فضلا عن تطوير برامج المراعى الطبيعية، وتطوير بحوث القمح والشعير للتوسع فى زراعتها، لتحقيق الأمن الغذائى، وتوفير مستلزمات صناعة الأعلاف للإنتاج الحيوانى، وتحسين أوضاع الفئات الاجتماعية من البدو بمناطق المشروع.

ولفت «صالح» إلى أنه سيتم إطلاق مشروعات لحصاد الأمطار فى الساحل الشمالى الغربى لمصر بمحافظة مطروح، والاستفادة من المخلفات الزراعية لإنتاج أسمدة وأعلاف غير تقليدية، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا دراسة تنفيذ مشروع حول الآثار السلبية للتغيرات المناخية على القطاع الزراعى.