قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن الأزهر والكنيسة والمؤسسات والمعاهد والمراكز العلمية والثقافية الموجودة في مصر تمثل القوى الناعمة لها وتؤدي هذه الرسالة.
وأوضح «الفقي» خلال مشاركته في احتفالات جامعة الإسكندرية باليوبيل الماسي ومرور 75 عاما على إنشائها بمكتبة الإسكندرية، والتي تختتم، اليوم الخميس، أن مصر زاخرة بكل شيء وفيها كل ما يمكن أن يتطلع له أبناء المنطقة العربية ثقافة وعلماً، كما أن جامعة الإسكندرية نشأت كإطلالة ونافذة علمية وثقافية على البحر الأبيض المتوسط، لتكون ملتقى الحضارات والثقافات في العالم كله.
وعلق «الفقي» على أول رئيس لجامعة الإسكندرية الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، قائلاً، إن طه حسين كان بمثابة موسيقار الكلمة في تاريخ العربية مثلما كان عباس محمود العقاد نحات الفكرة في تاريخ العربية، وكان توفيق الحكيم ساخر العبارة في تاريخ العربية، مشيراً إلى ارتباط صفة العمادة بطه حسين نظراً لكونه أول رئيس للجامعة منذ إنشائها.
وتحدث «الفقي» عن جامعة الإسكندرية قائلاً: أحيي الجامعة وأساتذتها وطلابها ببلوغها ثلاثة أرباع قرن من عمرها، ورغم أنني لم أنل شرف التخرج فيها، وكنت أنتمي إلى إقليم قريب منها وهو البحيرة، بسبب عدم وجود الكلية التي كنت أسعى إليها (في إشارة إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية) إلا أننا نسعد باستضافة جزء من فعاليات العيد الماسي لها، مشيراً إلى أن المكتبة حلت ضيفاً على الجامعة عبر تاريخها وأرض المكتبة هي أرض الجامعة، وبعض قاعاتها كانت موجودة من قبل، وما نفعله اليوم جزء من وفاء يسير لدين كبير للجامعة في أعناق المكتبة.
وقال إن جامعة الإسكندرية لعبت درواً عربياً مهماً من خلال فرعها في بيروت، والذي كان مركزاً مضيئاً ومؤثراً في منطقة المشرق العربي وبعض الحكام تخرجوا فيها، لافتاً إلى أنه كان شاهداً على هذا، حيث دُعي إلى إلقاء محاضرة هناك وشهد بداية الصراع وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة رغم أن الدكتورة هند حنفي أول سيدة تترأس الجامعة بدت قوية ومناضلة وفعلت كل ما في وسعها للحفاظ على الفرع كسفارة ثقافية لمصر في لبنان، لكن غلبت الأطماع على الطموحات ولم يعد لنا ما كان لنا في المكان.
وحكى الفقي موقفاً طريفاً معه حينما تولى مهام منصبه مديرا لمكتبة الإسكندرية، قائلاً كنت أبحث عن مقر لإقامتي، فعمدت إلى أحد الفنادق التاريخية المطلة على البحر في منطقة الرمل، فقال له مدير العلاقات العامة بالفندق، إنه سينزله في القاعة التي كان يجلس فيها طه حسين، والتي تطل على واجهتين على البحر مباشرة لأن الراحل كان يحب أن يرى البحر، فقال له ألم تعلم أنه كان فاقداً للبصر، فرد عليه قائلاً يا سيدي لكنه لم يكن فاقداً للبصيرة، فقال يومها أدركت أن الشيء يبقى وما ينفع الناس يمكث في الأرض.