شهدت مجلس النواب، الأحد، جلسة عاصفة، تم تخصيصها للدفاع عن القدس الشريف، وارتدى العديد من النواب أوشحة عليها علم مصر ومكتوب عليها القدس عربية.
وبدأ الدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، الجلسة العامة، بالقول «القدس لنا والقدس عربية»، مما حاز على تصفيق حاد وهتاف «الله أكبر» من أعضاء النواب الحاضرين، وقال «عبد العال»: «البيت لنا والقدس لنا، وبأيدينا سنعيد بهاء القدس وبأيدينا للقدس سلام، ووجه التحية التي وصفها بالإعزاز لكل المرابطين الفلسطينيين».
كما دعا النواب للوقوف تحية لهذا النضال الفلسطيني، وأضاف: «ستظل القدس عربية وعاصمة للدولة الفلسطينية».
وأضاف «عبد العال»: «القدس عربية ومن أجله ومن أجل فلسطين خاضت مصر حروب 1948،1956 و1967 و1973، وطالما كانت القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للقيادة السياسة والشعب بذلت مصر الغالي والنفيس وقدمت الأبناء من جيشها وشبعها فداء للقدس وفلسطين.
من جانبه قال النائب محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر: «لن نتنازل عن عروبة القدس أيا كان الوضع»، واصفا ما حدث بانتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، قائلا: «لا نعترف بما صرحت به الإدارة الأمريكية، ونقدر موقف الدولة المصرية وتأييد المبادرة التي قامت بها مصر، بشأن سحب القرار الذي قامت به أمريكا».
ووصف النائب أسامة العبد، قرار الرئيس الأمريكى ترامب بالأهوج والأعمى ولا قيمة له، مشيرا إلى أن كافة المؤسسات لن تعتني به.
ولفت إلى ضرورة أن تكون هناك حكمة في التعامل مع هذه القضية بالشكل الذي يتناسب مع قيمة وقامة المسجد الأقصى.
وقال النائب بهاء أبوشقة إن ماحدث انتهاك للشرعية الدولية والقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، لافتا إلى أن الاحتلال مهما طال أمده لا يرسخ حقوق للسيادة، وتابع: «ماحدث يهدد السلم والأمن الدوليين، وجريمة دولية لا تسقط بالتقادم وسندافع عن القدس وستظل القدس فى ضمير المصريين والأمة العربية».
وطالب «أبوشقة» برلمانات العالم بالقيام بواجبهم تجاه ماحدث، وقال: «ماحدث ترسيخ لمبدأ القوة والاحتلال .. القدس عربية وستظل عربية رغم أنف البغاة».
وقال النائب عبدالهادى القصبي: «أي قرار له ضوابط ومعايير وقيم ولابد أن يصدر ممن يملك الصلاحية والاختصاص ولكن هذا القرار صدر من غير ذى صفة وبالتالى يجب أن نطلق عليه تصريح ولد ميتا وليس قرار، ومجلس النواب يعتبره كأن لم يكن»، ووصف النائب مجدي مرشد القرار الأمريكي بوعد «بولفور» لليهود.
وقال النائب ضياء الدين داوود، إن القرار الأمريكي يعبر أن استعمار وانفراد بحكم العالم بالقوة، وسلب صاحب الحق حقه، مشيراً إلى أن ما خرج من مجلس النواب المصري، وموقفه الرافض للقرار الأمريكي رسالة يجب أن تعقبها خطوات أخرى، فالجانب الأمريكي لا يعترف إلا بلغة المصالح، ولذلك يجب أن يتم إيقاف مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، سواء بقطع العلاقات أو مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية، فالحفاظ على أمن مصر القومي يكون بالحفاظ على عربية القدس، ووحدة سوريا والعراق، فمصر لن تتخلي عن عروبتها.
وقال النائب كمال أحمد، إن ما حدث لم يكن وليد قرار عفوي من الولايات المتحدة، ففي هذا الشهر تم غلق مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وبعدها بعشرة أيام تم رفض السماح بقرض قدره 300 مليون يورو للسلطة الفلسطينية، وعلى الجانب الأخر يواجه رئيس الكيان الصهويني اتهامات في قضايا فساد.
واعتبر النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان، القرار الأمريكي، بإنه واقعة لم تحدث منذ 50 عاماً وهي واقعة انتهاك لحقوق الإنسان في الهوية العربية، فصدور القرار لم يقصد به إلا تبرير بعض التصرفات التي تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية، إن رئيس مجلس النواب طلب منه يوم صدور القرار الأمريكي، بالتحرك، وصدر يوم الأحد بيان من البرلمان، تحذيري للولايات المتحدة من مغبة صدور هذا القرار وما سيترتب عليه من تداعيات في المنطقة وصدامات وأعمال عدائية إلا أنهم لم يكتنفوا بكل هذا، وأصدروا القرار بقوة إهدار القانون وتحدي الشرعية الدولية، بل وتفاخر الرئيس الأمريكي بأنه أول رئيس ينفذ قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس الشرقية.