نقيب الأطباء: «الإخوان» والشيوعيون والليبراليون دعموني .. وسأحارب المتاجرة بالمرضى

كتب: طارق صلاح الخميس 03-11-2011 18:06

منذ انطلقت انتخابات نقابة الأطباء، لم يكف الوسط الطبى الحديث عن دعم جماعة الإخوان المسلمين للدكتور خيرى عبدالدايم، على مقعد النقيب، ومن هذا المنطلق كان هناك العديد من التساؤلات التى تطرح نفسها، خلال الحوار مع الدكتور عبدالدايم، إلا أنه أكد أن الجماعة لم تكن الوحيدة التي تدعمه، وقال «كفاية أسئلة عن الإخوان، وإلى نص الحوار:

فى البداية شكك الكثير من الأطباء فى نزاهة الانتخابات؟

- الانتخابات نزيهة مائة بالمائة، لكن الأمور التنظيمية ليست جيدة ويمكن أن نقول إنها لا تتعدى 70٪.

ولكن هناك عدداً من الأطباء ظهروا على شاشات التليفزيون والفضائيات، ومعهم أوراق تصويت يتحركون بها خارج اللجان الانتخابية، ألا يؤكد هذا قول المشككين فى نزاهة الانتخابات؟

- لم أشاهد شيئاً من قبيل ذلك، وليس عندى تفسير لشىء لم أره بعينى.

وماذا تقصد بالأمور التنظيمية، التى وردت وفق حديثك، بأنها ليست بالقدر المطلوب؟

- أقصد عملية تنظيم وترتيب طريقة التصويت، لأن هناك ازدحاماً شديداً كان فى لجان التصويت بالمقر الرئيسى للانتخابات.

أوراق التصويت وصلت إلى المقر الانتخابى فى محافظة قنا متأخرة أكثر من 15 ساعة.. فما السبب؟

- سوء تنظيم وعدم كفاءة فى الإدارة، وهذا يحدث فى جميع الأماكن فى مصر، فالإدارة ليست جيدة.

تردد أن هناك اجتماعاً حدث بينك وبين أحد أعضاء مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، قبل إجراء الانتخابات انتهى باتفاق دعم «الجماعة» لك ما ردكم؟

- هذا لم يحدث، فأنا لا أعرف أحداً من أعضاء مكتب الإرشاد، ويمكن أن أكون قد صادفت أحداً منهم أثناء جولاتى الانتخابية، ولكننى لا أعرفه، ما أدى إلى إشاعة هذا القول، ولم يحدث أى اتفاق بينى وبينهم، وعموماً فالإخوان ليسوا الوحيدين الذين دعمونى، فالشيوعيون والليبراليون وغيرهم أعطونى أصواتهم.

لكن دعم «الإخوان» هو الأكبر لقدرتهم على الحشد.. هل حدث ذلك معك؟

- هذا ما يردده بعض المنافسين لى، وكان بغرض التأثير على بعض الناخبين لاستمالتهم للتصويت ضدى، ولا توجد صفقات.

تقصد أن «الجماعة» حشدت أطباءها لدعمك دون أى مقابل؟

- كفاية أسئلة عن «الإخوان»، وآسف لن أستكمل حديثى معك، إذا تحدثنا عن «الجماعة» مرة أخرى.

ولماذا هذه الحساسية الشديدة؟

- أرغب فى الحديث عن المستقبل، وليس عن الانتخابات، لأنها انتهت ومن يعترض على شىء عليه الذهاب إلى القضاء.

تركز دائماً فى أحاديثك على أهمية توفير الحماية والأمن للأطباء فى المستشفيات وكأنهم مستهدفون دائماً.. لماذا هذه الرؤية؟

- بكل صراحة الأطباء يتعرضون للإهانة، كثيراً، فى المستشفيات من قبل أهالى المرضى الراغبين فى إدخال مرضاهم، دون نقاش أو تفاهم، ما يؤثر بالسلب على عمل الطبيب، لذلك فمن الأهمية أن يعمل الأطباء فى جو آمن، دون خوف وبعيداً عن الضغوط، ونعمل من الآن بالاتفاق مع وزارة الداخلية والجيش على تأمين المستشفيات.

حالة الأطباء المادية يرثى لها ويتأثر بها شباب الأطباء، وزاد الأمر سوءاً تأخر الحوافز.. هل يمكن إصلاح هذا الوضع قريباً.. وكيف، خاصة أن الطبيب يجب أن يعمل فى جو مريح دون ضغوط؟

- أخذنا على عاتقنا تحسين تلك الأوضاع، التى يشكو منها كثير من الأطباء، ولدينا آليات سوف نستخدمها للوصول إلى حالة مالية جيدة للأطباء، تجعلهم يعيشون فى هدوء ويستطيعون العمل دون ضغوط.

وماذا فعلت فور توليكم مسؤولية نقابة الأطباء فيما يخص هذا الأمر؟

- رغم أنه لم يمر أسبوع على تولى مهام «النقيب»، فإننى اتفقت مع وزير الصحة، على أهمية استعجال تنفيذ المشروع الخاص بتعديل الهيكل المادى للأطباء، الذى تقدم به إلى الحكومة، ونأمل أن يصبح نافذاً قريباً لتعديل الأوضاع المالية المتدنية للأطباء.

هل بإمكانية الدولة أن تمنح الصحة سنوياً 15٪ من الموازنة العامة؟

- بالطبع وهذا أمر مهم وحيوى، ولا تنازل عنه، لأن هناك 3 أشياء لا يمكن الحياة دونها «الصحة والتعليم والأمن»، لذلك فالصحة ليس كثيراً أن تأخذ 15٪، وإلا فأين يذهب باقى المخصصات، ودعنا نتفق أن الحياة تغيرت وتجب إعادة توزيع المخصصات، فيما يضمن الصحة والأمن والتعليم، والمعروف عالمياً أن الصحة تأخذ 15٪، والتعليم والبحث العلمى 25٪ والـ60٪ الباقية توزع على باقى الخدمات.

وماذا باستطاعتكم تنفيذه ونعتبره وعداً للأطباء؟

- التأمين الصحى، ونعمل على أن يشمل كل المواطنين وجميع الأمراض دون حد أقصى، بمعنى: مافيش سقف مالى، فالعلاج يجب أن يتوافر لكل مصرى، وليس كما كان يرغب تفعيله النظام البائد، وهو نظام الشرائح ودفع مبالغ مالية لكل فئة، فهذا نظام لا نرضى أبداً بتطبيقه.

وهل لديكم آليات لتنفيذ ما سبق؟

- سنبدأ بالتفاوض مع الحكومة وإقناع الدولة، لأن هذا للمصلحة العامة، وسنشارك الرأى العام معنا، كى يكون أداة ضغط، إضافة إلى اللجوء إلى مجلسى الشعب والشورى، وإن لم نصل إلى حلول سوف نبدأ فى الاضطرابات، لأن الفكرة الأساسية التى نعمل من أجلها هى العلاج حق على الدولة لأبنائها.

معنى ذلك أنك راض عن إضراب الأطباء السابق؟

- لأ طبعاً، لأن إضراب الأطباء الذى تم كان غير منظم، وأنا أقصد بالإضراب ما لا يضر بالمرضى مطلقاً.

تحدثت أكثر من جهة إعلامية عن أن النقابة لن تعمل بالسياسة، ألا ترى أن هناك أموراً يجب أن يكون للنقابة موقف سياسى واضح فيها؟

- أولاً يجب أن نعلم أن العمل النقابى يتركز فى أمور مهمة وهى الإعلاء من شأن المهنة، وخدمة العاملين فى المجال نفسه، ثانياً أتفق معك على ذلك، فالأمور القومية يجب أن نعلن عن موقفنا فيها على الملأ وبكل شجاعة، لكن ما أقصده هو عدم جعل النقابة أرضاً خصبة للنقاشات السياسية، مما يتبع ذلك من اشتباكات، لأننا نعمل من أجل النهوض بالأطباء والصحة عموماً، ما يتطلب منا تركيز وتوجيه جهودنا فى هذا الاتجاه.

لماذا لم يشمل برنامجكم الانتخابى محاربة الأسعار المبالغ فيها كثيراً من قبل الأطباء والمستشفيات «الفيزيتا»، التى باتت عملية تجارية للتربح قبل العمل الإنسانى، الذى يجب عدم إغفاله فى معالجة المرضى؟

- أعد الآن بأننا سوف نحارب التجارة بالمرضى، لأننا نتفق أن هناك أسعاراً مستفزة سواء للأطباء أو للمستشفيات الخاصة، وأنا شخصياً أرى أن الحل الأمثل للقضاء على هذه التجارة الرخيصة، هو التأمين الصحى الشامل الذى يعالج جميع المصريين من كل الأمراض، عندها يتراجع الأطباء التجار بأسعارهم مجبرين، بتطبيق التأمين الصحى الشامل