في تطور يؤكد سعى التحالف العربى لحسم المعارك ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، عقد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد، مباحثات في الرياض، مع رئيس حزب التجمع اليمنى للإصلاح محمد عبدالله البيومى، وأمين عام الحزب المحسوب على الإخوان المسلمين في اليمن عبدالوهاب أحمد الآنسى، على أمل حسم الحرب لصالح القوات الموالية للشرعية، في مواجهة المتمردين الحوثيين بعد اغتيالهم الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح.
وتسعى «الرياض»، التي تقود التحالف العسكرى ضد الحوثيين، و«الإمارات»، التي تلعب دورا محوريا في التحالف، إلى سرعة حسم الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام وتحرير العاصمة اليمنية صنعاء وإمكانية مشاركة إخوان اليمن في مواجهة الحوثيين لتحرير صنعاء، وذلك على الرغم من تصنيف السعودية والإمارات، الإخوان المسلمين، جماعة إرهابية. وبحث الاجتماع، مساء أمس الأول، مستجدات الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأنها، وفق ثوابت تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمنى، ويمثل الاجتماع الأول من نوعه بين القادة الثلاثة نقلة نوعية، وقد جاء بعد اغتيال صالح وتكثيف التحالف العربى غاراته على الحوثيين وتزايد خسائرهم على عدة جبهات، خاصة بعد أن لعب الإخوان في اليمن دورا ملتبسا في الأزمة.. كما يهدف إلى محاصرة الدور القطرى في اليمن بعد دعم الدوحة لتيارات الإخوان في المنطقة وفى اليمن.
وتتمثل أهمية اللقاء في مشاركة رئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد الحميدان، ومستشار الأمن الوطنى الإماراتى منصور بن زايد آل نهيان، وبحث الاجتماع «آخر المستجدات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأنها لدحر ميليشيات الحوثى الإيرانية والتنظيمات العدوانية والإرهابية المسلحة التي تهدد الشعب اليمنى والأمن والاستقرار الإقليمى والدولي»، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
وقال «البيومى» إن اللقاء «كان مثمراً وإيجابياً وبناءً، ويؤكد اهتمام وحرص الأشقاء في السعودية والإمارات على أمن واستقرار اليمن»، وأضاف في تصريحات نقلها موقع «الصحوة نت» التابع للحزب، أن اللقاء «تطرق إلى أهمية الدور التاريخى الذي يقوم به التحالف العربى، باعتبار أن أمن اليمن ووحدته واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية»، مؤكدا أهمية دور التحالف في «دعم الشرعية السياسية لاستعادة الدولة اليمنية، حتى يظل اليمن داخل نطاقه الإقليمى والقومى ومنع مد نفوذ المشروع الإيرانى»، وأكد أن علاقة حزب التجمع بالبلدين «امتداد للعلاقة الأخوية بين الأشقاء في الخليج حكومات وشعوبا، وبين الجمهورية اليمنية بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية والشعبية».
وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس»، إن اللقاء هو الأول على هذا المستوى منذ اغتيال صالح، وأضافت أن اللقاء شهد «استعراض مستجدات الساحة اليمنية والجهود المبذولة لدحر ميليشيات الحوثى والتنظيمات العدوانية والإرهابية المسلحة التي تهدد الشعب اليمنى والأمن والاستقرار الإقليمى والدولي».
وبحسب مصادر محلية، يملك حزب «الإصلاح» تواجدا عسكريا في بيان شرق العاصمة، في حين يسيطر الحوثيون على صنعاء ويسعى التحالف العربى لاحتواء القوات الموالية لصالح ودمجها مع القوات الحكومية والمقاومة الشعبية العام المقبل بعد اغتيال صالح، من أجل مواجهة الحوثيين، بعد أن قدم بن زايد العزاء لأحمد صالح، نجل الرئيس الراحل في مقتل والده، كما تعهد أحمد صالح بالثأر لوالده والقضاء على الحوثيين.
وتشهد الأزمة اليمنية تحولات عديدة منذ اغتيال صالح بتكثيف غارات التحالف على الحوثيين في صعدة وصنعاء والحديدة وتعز، والخسائر التي تكبدها المتمردون مؤخرا، كما تشهد الساحة الدولية تحولا ضد إيران ودورها في دعم الحوثيين، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، في تقريره لمجلس الأمن، أن إيران تنقل الصواريخ لميليشيات الحوثى التي استخدمتها في قصف السعودية، بحسب وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية.