لم تكن حرب الأفيون حرباً واحدة، وإنما حربان تحملان الاسم نفسه. الأولى بدأت فى مثل هذا اليوم 3 نوفمبر 1839، واستمرت حتى 1842، والثانية من 1856 إلى 1860، وقد اندلعت بين الصين وبريطانيا أولاً، وفى الثانية انضمت فرنسا إلى جانب بريطانيا، وكان سبب هذه الحرب هو محاولة الصين الحد من زراعة الأفيون واستيراده، مما حدا ببريطانيا أن تقف فى وجهها بسبب الأرباح الكبيرة التى كانت تجنيها من هذه التجارة فى الصين، لكن الصين قلصت تجارتها مع بريطانيا التى كلفت إحدى شركاتها، التى كانت تحتكر التجارة مع الصين، بزرع الأفيون فى الهند وتصديره إلى الصين لتعويض خسائرها الناجمة عن تقليص تجارتها مع الصين، وتم تصدير أول شحنة أفيون كبيرة إلى الصين فى 1781، ثم لاقت تجارة الأفيون رواجاً كبيراً فى الصين وأدمن معظم الصينيين الأفيون، وبدأت مشاكل الإدمان تدمر المجتمع الصينى، لدرجة أن الصينى كان يبيع أرضه ومنزله، بل وزوجته وأولاده للحصول على الأفيون، مما حدا بالإمبراطور يونج تشينج فى 1829 إلى إصدار مرسوم بتحريم استيراد المخدرات، غير أن الشركة البريطانية لم تأبه بالمنع واستمرت فى تهريب الأفيون إلى الصين، فأصدر الإمبراطور الصينى قراراً بحظر استيراد الأفيون، وذهب ممثل الإمبراطور إلى مركز تجارة الأفيون وأجبر التجار البريطانيين على تسليم ما لديهم من الأفيون (ألف طن)، وقام بإحراقه فى احتفالية كبيرة، فقررت بريطانيا، وكانت فى أوج قوتها، إعلان الحرب على الصين فكانت حرب الأفيون الأولى.