تظل محكمة العدل الدولية أعلى وكالة قضائية في هيئة الأمم المتحدة، وهى منوطة بتوفير وسائل سلمية لحل النزاعات القانونية الدولية،كما تضطلع بالنظرفى القضايا التي تتقدم بها دول أو منظمات دولية معينة.
وتستند قرارات محكمة العدل الدولية على مبادئ القانون الدولى، كما لا تقبل أحكامها الاستئناف، ووعدد الأعضاء في هذه المحكمة خمسة عشر عضوا، وتقوم الجمعية العامة ومجلس الأمن باختيارهم بصرف النظر عن جنسياتهم، ويخدمون لمدة تسع سنوات، ومن الممكن إعادة انتخابهم، ويقع مقرالمحكمة الرئيسى في مدينة لاهاى بهولندا.
وجدير بالذكر أن هذه المحكمة لم تكن المحكمة الدولية الأولى من نوعها أو الأولى في تاريخ النزاعات الدولية، حيث تمثلت النواة الأولى لإنشاء محكمة دولية في المحكمة الدائمة لفض المنازعات، والتى انبثقت عن مؤتمر السلام في مدينة لاهاى في ١٨٩٩، فبعد الحرب العالمية الأولى فقد وضع مجلس عصبة الأمم- بمساعدة مجموعة من القضاة- الأسس الأولى للمحكمة الدائمة للعدل الدولى، وتم الإعلان عن تأسيسها «زى النهارده» في ١٣ ديسمبر ١٩٢٠.
وتضمن ميثاق الأمم المتحدة، تنظيم محكمة العدل الدولية بدلا من المحكمة الدائمة للعدل الدولى، الذي تم إقراره في عام ١٩٤٥ فكان تأسيس محكمة العدل الدولية في ١٩٤٥ وبدأت أعمالها في العام اللاحق، ولعل أحد أسباب شؤم «المحكمة الدائمة للعدل الدولى» التي أقامتها عصبة الأمم كان يكمن في مُسمَّاها،فالمحكمة التي كان يفترض لها أن تكون «دائمة» لم تدم لأكثر من عقدين من الزمن، بسبب عدم استطاعتها تحقيق العدل فعليا للشعوب الأوروبية، الأمر الذي جعل دول أوروبا تلجأ إلى استخدام القوة العسكرية كبديل، والذى نتج عنه اندلاع الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي أكد عدم فاعليتها ليبدأ المساعى الدولية في تأسيس محكمة دولية بديل وأكثر فاعلية فكانت محكمة العدل الدولية الأحدث (الحالية).